الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

إنسان الغد و تطور فرضيات التخاطر..


Imagination is more important than knowledge.       Albert Einstein
Have no fear of perfection, you'll never reach it.      Salvador Dali

ليس من الإجحاف تقسيم وظائف الدماغ بحِدّةٍ – إلى قسم أيمن وأيسر تماشياً مع التقسيم التشريحي حتى على مستوى الدماغ البدائي - بغية تقريب فكرة ما والاستدلال عليها كما أنه أصلاً صحيح بنظرة مجملة... 

فالحقيقة أن الدماغ يعمل بتناغم أجزاءه سواء الوظيفية أو التشريحية – تقنيات التصوير الطبقي البوزيتروني الرنين المغناطيسي الحيوي ..الخ
ساعدت في دراسة الفروق بين الأقسام وظيفياً و تشريحياً - لا توجد مناطق صامتة كلياً عندما نشير إلى الاستماع للموسيقا مثلا .. أو التفكير في حل مسألة رياضية ... مناطق اللغة في القسم الأيسر تدرك كما الطرف الأيمن ولكن الأول يتناولها كمفردات وحروف ونحو – قواعد النحو - بينما الثاني يدرك صوتياتها والسياق والعروض إذ ْ لا يمكنك إدراك ما يريد المقابل حين يلفظ كلمة بذيئة فتقريرك وتقييمك للآخر وكلامه يعتمد على ما ينتج من تكامل محاكمة الجهتين من الدماغ ولكن كما قلنا كل طرف يميل لتغليب شيء ... مرحلة ما. 
على هذا الأساس يُصنف البشر ( يمينيون و يساريون مع التنبيه إلى أن استعمال اليد ليس معياراً قوياً يمكنك مراجعة الإحصائيات ) فالانفعالي لوحظ أنه يميني الهيمنة دماغياً – المناطق الأكثر نشاطاً هي في الطرف الأيمن من الدماغ – خاصة الانفعالات التشاؤمية!! بينما المتعاملون بالمنطق الجاف هم يساريون .. والظواهر الخارقة معروفة باستدعائها لحالة عقلية معينة وغالباً إن لم يكن كلياً هو أكثر شيوعا – يحدث معهم أو يؤمنون - بين مستخدمي الطرف الأيمن أو حين يكون الإنسان في حالة عقلية -دماعية- لا ننسى أنها كلها دراسات في وعن وبالإنسان والإنسان كما الكون لم يعد للمطلق فيه من دور مهم .. أيْ ليس يساريو الدماغ دوماً كذلك .. بل غالباً هو كما نصف
- مشكلة يساري الدماغ هي أن طريقة تعامله مع الحياة تختلف عن نظيره بسبب القوالب العقلية التي تتعلَّبُ فيها معطيات العالم ..كما أنه لا يستطيع إلا أن يفهمَ ...القسم الأيسر ولكن مجال البارابسيكولوجي لم يصل لدرجة إفهام هذا الجانب من الدماغ بل لتعارضه مع تصوراته المسبقة فهو يقوم بدور سلبي في قمع الظواهر بعد محاولة تفسيرها أو فشله في تفسيرها عبر القوانين التي يؤمن بها أي ناهيك عن أنه ليس مؤهلا ليمر بهكذا تجربة فهو لا يقبل وجودها ولو فرضت وجودها وهذا يشبه العمى القصدي الذي يمارسه الدماغ تجاه أجزاء شارعك مثلاً وتَغيُّرِّ شيء ما فيه بل كم من مرة فوجئ أحدهم بإزالة أو وضع لوحة إعلانية ما رغم مروره يومياً بها .. الجانب الأيمن مميز بانتباهه للتغيرات تلك وإن كان تعبيره هو مجرد الإحساس بأن شيئاً ما تغير مع أنه في كلا الحالتين أدوات الحس هي نفسها – في المثال السابق العينان مثلا – سنذكر التأثير العالمي المثبت تجريبياً في إعاقة ظواهر ال ESP لاحقاً .
- الروتين من اختصاص العقل الأيسر فهو يسعى لضبط الحياة بأقل كلفة ولأوضح وأقرب غاية أي هو يجيد استعمال هذه الأداة ويسعى إليها ... وبهذا الشكل تحديداً يقصي نفسه عن التحكم و السيطرة – يرتاح – فتخف رقابته أو تدخُلُّهُ في إدراك المنبهات الواردة سواء حسياً أو بطرق التخاطر- لا زلنا نفتقد لنظرية شاملة فيها وعنها –
حالة الاسترخاء ... الروتين يصلنا بفكرتين: الغَنزفِلد و ثنائية الأدرينالين-أستيل كولين . 
المشكلة لا زالت تكمن في التحكم بالظواهر تلك وخلقها معملياً أي تحت شروط مضبوطة سواء للخروج بنظرية أو تنقيحها أو نبذها ونعود للوسائط الكيميائية لنجد أن:
1-
بوهاريش كان ممن أشاروا لأهمية الوسائط الكيميائية الدماغية في هذه الظواهر من ملاحظة الحالات وأكدها في تجاربه التي قام بها هو ومن تلاه أشار بشكل رئيس إلى الأدرينالين : الوسيط الأساسي في الجملة العصبية اللإرادية الودية- الذاتية - والأستيل كولين : مقابله في الجملة العصبية نظير ذاتية - نظيرالودية – الباحثون حين كانوا يقومون بتجاربهم التخاطرية عبر فكرة الغنزيوفيلد أدخلوا هذا بالاعتبار وتأكدوا من دور الوسيطين أكثر.. مع التنبيه إلى أنهما موجودان دوما في الجسم ولكن بتراكيز محددة من حيث الحدين الأعلى و الأدنى فوظائفهما في الجسم معروفة جيدا .. تأثيراتهما متعاكسة مع طيف صغير من الاختلاف وبعمل تكاملي .. الأدرينالين هو هرمون الأزمة – اضرب أو اهرب – استنفار,تأهب بينما الأستيل كولين على العكس يرخي ,يهدئ وكما أن كل ظواهر ESP فالبشر ليسوا في تأزم أو استرخاء دائمين كذلك ليست تراكيز الهرمونين بواحدة حين ترتفع .. هناك مجال معقول من التفاوت ( حتماً ليست الفرضية التي لوحدها تفسر بل هي مرحلة من آلية العمل ) كما أنه يفسر سبب وضوح الأثر الخارقي في الأزمات . وضع الشخص موضع التجربة في حالة كولينية لم توجد فيه صعوبة لمعرفة مواد طبيعية ترفع تركيزه وقد استخدم نوعا من الفطور هو الفطر المضحك – amanita muscaria -
كما استعمل حاسوبا ليكون اختيار الأرقام عشوائياً بدلاً من استعمال الصور الجيد أنه حذف اثر المجرب – هذا الحقل من العلم أوثق العلوم من حيث تداخل أثر المشرف على التجربة كما في الفيزياء الكوانتية –
قبل تناول الفطر كانت مستويات التخمينات قريبة من مستويات الصدفة – إحصائيا – بعد وصوله لتراكيزه القياسية تحسنت النتائج بأكثر من
200 مرة من مستوى الصدفة وبعد زوال الأثر عادت الأرقام لتنخفض – لم يذكر الأثر الانحداري طبعاً – من الواضح أن الطرف الآخر – الحاسوب لم يكن في حالة أدرينالية أي ثبّتَ المتغيرَ الآخر . أما التنبه الأدرينالي فقد أحدثه مستفيداً من الخوف المرضي عند أحد الأشخاص من الكهرباء فكان مجرد الإشارة لمرور تيار عالٍ من الكهرباء في شبكة معدنية تحته يضعه في تلك الحالة من غليان الأدرينالين وكانت النتائج أيضا حاسمة ..
النقطة الثانية لبوهاريش كانت هي تصوره أن العنصر الفاعل هو المستقبل لا المرسل وهذا يعطينا فكرة لسبب استجابة أحد دون الآخر لتنبيه عام يرسله متأزم ما مع أن الأَولى دوماً أن يكون الأقرب وجدانياً هم من يستجيبون لكن الظواهر لا تتفق مع هذا الكلام .. رغم وجود دلائل أن أواصر القرابة و المعرفة المسبقة كلها تزيد التفاعل وليست شرطا لتجلي الظاهرة إضافة لكون المستقبل في حالة عقلية تسمح بتمرير الرسالة لا أن يتدخل الدماغ الأيسر ليعزوه لقلق لا معنى له وإلى ما هنالك من تفسيراته البليدة .. وأن يكون التنبيه ذا معنى – مفيداً - فتكون الاستجابة أكبر والرسالة اقوى واوضح.

2- الغَنزفِلد هو استجرار حالة الاسترخاء الذهني – بخلق حالة كولينية .. حالة يمين عقلية .. حالة حرمان الدماغ من التنبيهات الحسية المتغيرة .... باختصار إيقاع الطرف الأيسر من الدماغ في الروتين الذي يقلل من نشاطه وبنفس الوقت ينعتق الطرف الحساس أكثر – الأيمن – لإحداث الغينزوفيلد وسائل عديدة يمكن تطبيقها بكل الأشكال ولكن منها ما لا يستدعي تدرباً من قبل من سيدخل التجربة ... كالإضاءة الخفيفة والتشويش السمعي اللطيف والاستلقاء ثم محاولة الاستسلام لشيء ما – انتظار شيء ما يرد في الذهن أو تراه في ومضات في خلفية سوداء - مع الانتباه للإيمان بأن شيئاً سيقع .
نؤكد ان مشكلة هذا العلم هو التداخل الشديد بين المجرب والمجرب عليه والآخرين وصور قد تردك من مصادر بعيدة ...الخ حتى بعد حذف أثر المجرب باستخدام الأدوات الإلكترونية لوحظ ما هو أكثر إثارة وهو تأثير الخاضع للتجربة على وفي الأدوات نفسها ..لذا قريبا نكمل في هذا الموضوع وغيره مقتربين أكثر مما في المختبرات كما في الحياة.

الأحد، 25 سبتمبر 2011

رحلت .. فاغترب كلانا ..



    سيدتي الحمقاء والحسناء
    نامي
    ظلالٌ أقفرت ْ

    لا شيء يمحو الليل َ
    شِرْك َالعزلةِ الجوفاء حول الدُّّمى
    ذبلتْ ...
    أشهراً قبل رحيلكْ
    فإليكِ النخبُ نخب المقبرةْ ..

    ترمق ألوان الشتا
    تذكرأسراباً من الطير الخريفيِّ المهاجرْ
     كم أناجي النوم كي تنسى ..
   - ربيعُ الله يذوي بين أوراق ٍ وأختام ِ سَفرْ -
    لا ترحلي ..
    لا وطنٌ يأوي بقايا ألمي
     بردَ عظامي
     ألعابي الصغيرةْ
     وطني الذائب في كأسِ نبيذ ٍ
     ثمل الليل ولم ألقَه ْ
     يمدُّ الحب أو يطفئُ قلبي


أرحيلٌ وشتاءٌ وثمالة ْ
                  في عيونكْ
                     سيدتي الثائرة ْ
    بيننا آحادُ أمتار ٍ.. قوانينٌ .. وجوهٌ قذرة ْ
    أمنيات ٌ .. سنوات ٌ ..وغيومٌ لاتموت ْ
    ترحلين َ ؟! الليلُ يفعل ْ
    وهو عشقي الأبدي 
    الليلُ يا ..سيدتي الساحرة ْ
أسَرَابٌ وهلام ٌ وثمالة ْ
    كم ظننتكْ .... شبه وطنْ 
    هزكِ المجهول في عمريَ الضَّالِّ 
     تساءلتُ طويلاً قبل خلقك ْ:
         عن إلهٍ
غربةً كم عبدتُهْ
فماذا الآن بعدَ امرأة ٍراحلة ٍ
..تتقن العيش لا الحب..
تعيد الغيب للدرب... ترحلْوأنا أبحثُ عن خاطرةٍ
شيءٍ كعينيها ودفءٍ
في عتمات سكون الوادي
في أصداء جبالْ
في تنهيدة قاصرةٍ
في لهفة عاهرةٍ
في ضحكة أحلام الأطفال
في عملاتٍ مالية ْ
وحديثٍ قدسيٍّ
في القنينة ِ والمِرْآة ْ
في رشفة ِ مجد الله ِ
المنسيِّ وراء تراث هائلَ
                             سراً
يلتف بأشلاءِ الماضي والأسطورةْ


أرحيل ٌ ؟؟
دار القلبُ .. الكأسُ ... 
الهمُّ ... 
العبرات ُ البرية والسُّكْرُ 
             كما لا يمكنها الأشياء تدورْ
عشقت هلام البدء إلهيًا ... في أقداحي
انهارتْ زهراتُ الحلمْ ...
في أحشائي بلْ
غرقتْ فِي َّ الكرمة
روحُ السأمُ الأسودْ
إذْ أجهلُ إنساني ... أمي
أتناثر سيدتي
بين الآمال وأشجان الغربةْ
كدموع مراهقةٍ عشقتْ أشباحَ مناماتٍ ملكية ْ
مولاتي ...

هي صماءُ الوجدان ... : الغربة :
يؤلمني ثلج الأكوان
فرحيلكِ مثل محيطِ جنوني ... يهلكني

رباه ُ ..إلهي التافه ُ.. أنت فتحتَ عليَّ الكفرَ
هربْتَ من العزلة ْ
حين خلقت الإنسانْ
كنت تعاني من غثيان
آلام ٍ قرفٍ بل حتى الخوف ..
رباه إلهي
الوحدة صخرية ُ إحساس ٍ
دكناءُ شفاهٍ
كم تتطاير أبيات الشعر الصفراءَ
نجوم ٌ شاحبة ٌ تذوي في لون امرأةِ الغربة ْ
خذني يا ابن الإنسان
فقدْ شَلَّ الإيمانُ
وشُل َّ الإيمانْ
أرجعني ذكرىً ...وشعوراً طفلياً
يتسلل صوب قلوب العشاق الثملة ْ
دعني
أغدو نفساً في صدر الآلهة الثملة ْ
فالفكرة تنأى .. المرأة تهجرني
لتخلِّي ما يلبسهُ عدمٌ ...

والراحلة ُ الشتوية ُ لم تتبين إنساني من رغبتها العمياء
هي امرأةٌ ...
والمرأة تضحك ساخرةً من جرح الرب التائهِ
بين مدائن لاجدوى .. لامعنى
تسكن هذي الدنيا المنزوية ْ
في بسمة ِ فتنتك ِ الهوجاءْ





إلى أسمهان الحبيبة

الانتحار وازدواجية الموقف البشري

If they tell you that she died of sleeping pills you must know that she died of a wasting grief, of a slow bleeding at the soul. Clifford Odets

إذا أخبروك أنها ماتت بسبب الحبوب المنومة فيجب أن تعرف أنها ماتت حزنا ..هزالاً من نزف الروح البطيء.
- حسب مركزٍ لأبحاث الانتحار تابع ٍ لجامعة أوكسفورد 800000 سنويًا والسبب 11 عالميا للوفاة
وبالتعريف هو الأذى الذاتي المتعمد وتشمل حالات محاولة الانتحار أيضا. الكلمة Suicide هي من الأصل اللاتيني
sui caedere - قتل النفس
أما حسب دوركايم (
Émile Durkheim ) فهو: كل حالات الوفاة الناتجة مباشرة أو غير مباشرة من فعل إيجابي أو سلبي والضحية يعلم أنه سيؤدي لتلك النتيجة.
ربما لن يكون هناك تعريف أوضح وأشمل من هذا وركز دوركايم على
تناوله كظاهرة اجتماعية وأنها تتأثر بعوامل على مستوى الجماعة - قوى وعوامل اجتماعية - فكان أثناء دراسته الشهيرة للبيانات و العينات قد درس الحالة العائلية والانتماء الديني والحالة الاقتصادية والخدمة العسكرية - استقى البيانات من مصادر حكومية- وخلص إلى نتائج لا زالت توصف بالعلمية والصحيحة مع أن الباحثين حاليا أضافوا عوامل أخرى خاصة النفسية التي ما أغفلها هو نفسه ولكن عجزُ نظريته ِعن التنبؤ بالحالات ممكنة الحدوث - التنبؤ - كانت مأخذًا كبيرًا وتبين أن دراسة الظاهرة من وجهة نظر علم النفس للسلوك الفردي كان ذا نتائج باهرة وفيما بعد أ ُدخلَ العاملُ الجغرافي والبيولوجي والعادات الحياتية التي كانت تندرج تحت الدراسة النفسية مثلا ً تبين أن للتدخين علاقة واضحة مع الانتحار والكحول أيضا خلصت الدراسات إلى نتيجة واضحة بأن الإفراط لفترة طويلة يعد مؤهبًا معروفا للحالة الإكتئابية .
معظم التصنيفات سواء صعوبة التأقلم أو اللانتماء إلى المحيط أو الفقر أو المراحل الانتقالية الكبيرة والسريعة في المجتمع - مع الملاحظة بأن النسب تنخفض في الحروب ذاتها - وحتى الاختلافات الجغرافية الهائلة وحالة التدين يمكن إرجاعها إلى تسببها باضطرابات نفسية باتت معروفة بمسؤوليتها في الدفع للانتحار لذلك الطب الحديث يركز على علم النفس بكل تخصصاته الفرعية بما فيه علم النفس التطوري الذي نتيجة دراسات وجدت رابطًا إيجابيًا بين الذكاء و ارتفاع معدلات الانتحار ...
لدينا حالات خاصة من الانتحار أهمها :
-
prayopavesa لدى الهندوس وهو.الصيام حتى الموت كحق في إنهاء حياة واحدة ولو بشروط .
- التضحية بالنفس التي كانت سائدة لدى الأرامل سواء طوعًا أو بضغط أهل الزوج في المجتمع الهندوسي خلال العصور الوسطى.
- الساموراي لديه الانتحار كتكفير عن إخفاق أو احتجاج ويصنف البعض في أشكال الاحتجاج أيضا التضحية بالنفس كما التفجيرات موضة هذا الزمان ولا أعتقد ذلك صحيحا فالذي يحرق نفسه مثلا دون أذية أحد فنعم ولكن إلحاق الأذى بالآخر لا سيما المدنيين ليست غير انتحار إرهابي فهو ليس في حرب لتصفه بأعمال تضحية كالكاميكاز الياباني
- الشهادة عموما كطيف أوسع من حيث إضفاء القدسية على فعل القتل بكل أنحاءه (النفس و الآخر)
- قضية –
القتل الرحيم – طبعا هو بالنتيجة انتحار أيضا .
تناول بعض المحاكم القضية أو تعاطي الأطباء و من يعتبرون مسؤولين أيضا – رجال الله في الأرض – في الموضوع مع وفرة الأدلة نحو مشروعية ذلك وعدم وصفه بالانتحار وعدم تقييمه أخلاقيا كما ينطبق الحال في الحالات السابقة كلها حيث نفس النتيجة بإضفاء الشرعية عليها . مما يعني جواز تكرار الحالات تلك .
هذا يدفعنا ذلك للتساؤل من الذي يملك حق التقييم ثم محاكمة الانتحار - المنتحر أو المحاول - كجريمة؟؟؟
لدوركايم كلمة جميلة هي لا ينبغي أن نقول فعلا ما يصدم الضمير العام لأنه إجرامي ولكنه بالأحرى إجرامي لأنه يصدم الضمير العام والنتيجة هي مكاشفة عميقة أدت إلى تطوير فهمنا وتعاملنا مع قوانيننا الاجتماعية فليس الصحيح أن نبحث في العقلية الإجرامية بل أن نبحث في العقلية الاجتماعية التي تعرِّفُ سلوكاً ما بتلك الصفة وتقوم بالتصنيف والعقاب ولا يخفى أنه ثمة اختلافات كبيرة بين أمم وأخرى في تصورها فكيف لك أن تعمم قوانينك وهل كل البشر يعيشون في ظروف تتوافر فيها الرعاية للمنهارين نفسيا ...
الحد الفاصل بين الانتحار و التضحية والاستشهاد يتشكل اجتماعيا وإلا فالأصل أن القتل هو القتل .
ما دامت الأذية مقتصرة على المنتحر بنسبة أكبر وتحول وجوده لعبء على محيطه قبل أن يكون عليه فلما لا يسمون انتحاره بفعل التضحية الكبرى... فالمفروض باعتقاد غير الموافقين هو أن هذا إنسان مأزوم - متأزم - بالتالي بحاجة لمساعدة والمساعدة في أكثر البلدان النامية هي إما بسحر او تضامن عائلي سرعان ما ينتهي بالسأم ليست كل المجتمعات مؤهلة للتعامل ولو على المستوى الحكومي مع حالات بلوغ درجة الانتحار أو اتخاذ القرار ومن المعروف أنه ثمة مرحلة بعد ظهور العلامات الإنذارية يسير الدافع متضخمًا ما لم يساعد أحد بالتدخل في الحلقات المفرغة .
والملاحظ أن الحديث هو عن شكل من الانتحار يحاول الجميع محاربته وإيقافه لمجرد كون المنتحر مرتبط بعقد اجتماعي سابق - بينما الأشكال الأخرى والتي يجدر بهم محاربتها هم يغضون الطرف أو يمجدونها إعلاميا - بتحويلها إلى مآثر -
مؤخرا قد اتخذت سويسرا قانونًا لتسهيل القتل بمساعدة عبر إضفاء الشرعية كما المحكمة العليا في لوزان عام
2006 بمنح من يعانون صعوبات نفسية منذ فترة طويلة الحق في انهاء حياته من قبل طرف مجهول. كما نجد أحد أهم أنصار هذه الفكرة في أمريكا الدكتور جاكوب آبل يطالب المجتمع الأميركي الطبي بأنه يجب التغاضي عن انتحار بعض الأفراد المصابين بمرض عقلي كشكل من أشكال - القتل الرحيم -
فكرة
الحق قي الموت - يجب أن يدرج في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان - تتردد منذ زمن بعيد ووظفها سقراط بصورة أسطورية فما بالك بأشكال الانتحار الأخرى التي يعاني فيها الكائن البشري ما لا يطيق .. بعودة بسيطة إلى مذكرات المنتحرين و جلساتهم النفسية وكتابات الأدباء الذين وصلوا إلى درجة ما من الألم المماثل .. ستشعر بأن العالم يفقد معناه بمجرد الاقتراب منهم فكيف إذا دخلت تلك الحالة ... خاصة وأن الانتحار بحد ذاته هو طلب للمساعدة سواء بالعلامات الإنذارية التي باتت معروفة علميا أو بمحاولة الانتحار ذاتها أو بوقوع الفعل نفسه والعجز عن المساعدة هو حقيقي لتقصير خارجي سواء لعدم الإلمام بالانتحار جيدا أو للتقصير في الدعم وفي كلا الحالتين يحق لهذا المتألم أن ينهي عذابه بيده أو بمساعدة الآخر قانونيًا لأننا نصر على القول أن ما يصدمنا فيه ليس أن الانتحار جريمة بل لأن عقليتنا هي التي تصنفه كذلك . و المرض العقلي نسبة تَسبُّبه في الانتحار قليلة مقارنة بالاكتئاب واضطرابات المزاج أو العوامل الاجتماعية التي درسها دوركهايم .. وإلا فكل البشر مختلون عقليا..
- عرفنا مؤخراً دور الإعلام في ارتفاع نسبة الانتحار أيضا لذا أؤكد أن نشر هذا الكلام هو للتأكيد على حقنا في اختيار موتنا ضمن ضوابط فد نعود إليها لاحقاً إذا كان لا بد من عودة للتفصيل في الجانب المظلم من الوجود الإنساني .

الجمعة، 23 سبتمبر 2011

the"non-Belonger,freedom Colin Wilson اللامنتمي والحرية كولن ولسون



.Man is born free, and everywhere he is in chains
Jean-Jacques Rousseau
يولد الإنسان حرًا إلا أنه مقيد أينما كان..من أدبيات روسو في العقد الاجتماعي
ولكن لما يتساءل كامو في مسرحيته كاليجولا فيربط بين السعادة والحرية المرعبة .
? Can this be happiness, this terrifying freedom
Albert Kamau
قبل ذلك نجد دوما من ينقد تلك الحرية التي يود البعض تمرير مشروعها في الوجود البشري ولا يكاد مفكرٌ حررَ الحرية كممارسة إنسانية مطلقة لأنها ليست هي الشرط اللازم الكافي
للسعادة أو لحل مشاكل الإنسان لا على المستوى الفردي ولا الاجتماعي ولا على مستويات أعقد من التجمعات كالدولة أو الحضارة .. لست في الحديث عن ذلك بل نقتصر على مستوى الإنسان في نفسه وتحديدا رؤية كولن ولسون عبر رواياته ودراساته ...
تساؤل ألبير كامو المرعب هو بقدر الحرية المرعبة التي نجدها في رواية الشك لكولن ولسون - Colin Wilson -  فنيومن الاِبن يتابع مشروع أبيه على عقار كان يحرره - في فترة تجريبه - من شيء اسمه الروتين .. دفعه لذلك رغبته في استحضار اللحظات الإشراقية للشعور والمعرفية - فمالذي حدث ؟..انتحر الأب وفيما بعد تبينُ مذكراته السبب المحتمل حين يصف شعوره.. والذي هو شعور وإحساس بالحرية المطلقة قد يقول أحدهم ربما هو العقار .. نعم ولكن سواء العقار أو الحالة الكيميائية التي صار عليها نيومن الأب هي مرتبطة بحالة نفسية معينة وكلنا يعرف أن كيميائية الدماغ لكل حالة شعورية مختلفة عن الأخرى والأبحاث كثيرة في دراسة كيميائية المتصوف و المكتئب أو المقبل على الانتحار..أحدهما يؤدي إلى الآخر . العلاقة بين النفس والجسد-Psychosomatic-

من هنا نستطيع الدخول إلى رؤية ولسون وتناول مشكلة الحرية فالإنسان لا يرغب فيها دوما وبجرعات عالية بل له رؤية تخالف رأي سارتر - المقارنة تأتي لأن ولسون يمكن وصفه بمنظِّر الوجودية الجديدة فسارتر مشهور بعدميته .. وصف الكثير من الأشياء بدقة ولكن لم يؤسس حلولاً لما هو كائن برأيه فبرأيه ربما جبرية وحيدة تحكم الإنسان وهي أنه ليس حرًا ألا يكون حرًا - مع التحفظ على المقارنة لأن روسو ركز على المستوى الاجتماعي بينما سارتر على مستوى الوجود - وحين يشير لعلم الاجتماع الوجودي نلاحظ الشبه بين فكرة روسو وسارتر للإنسان منذ ة لادته .. بينما ولسون يقول : إنما يولد - الإنسان- مقيدًا بقيود تؤدي إلى الإنحطاط و الضِّعَةِ أكثر مما يؤدي إليهما فقدان الحرية الاجتماعية وهذه القيود تتمثل في السأم و التفاهة .. : ها هنا يدخل عند ولسون اللامنتمي - شبيه العدمي السارتري - الذي حلله بدقة وعمق وتفصيل بل رأى الحل إن لم نقل بدايات طريق الخلاص البشري والتداخل كبير جدا بين اللامنتمي ومفهوم الجبرية ونقيضها فاللامنتمي أحد أهم مشاكله هي أنه ليس حرًا بل يخنقه الروتين... تكرارٌ لا واع ٍ لكل شيء في حياته من أخذ أنفاس عميقة على الشرفة مثلا بعد نهوضه - إذ يستطيع التنفس كما في المدارس الشرقية القديمة فيشعر بمتعة تخدر الدماغ بكمية الأكسجين مع كل فوائد ذلك التنفس ..إلى حديث بليد أو ممارسة جنس تلقائي قبل نومه مثلا مرورا ً بأداءه أعماله اوتوماتيكيا ً- طبعا ليس الحل إلغاء الروتين - المنعكس البافلوفي بتجلياته الأعقد وهي ذات طابع جبري فحين نخالفها ينتابنا اللارتياح والضيق...نلاحظ أن هذا الكائن هو عدمي بشكل أو بآخر والحياة تفرض ذلك كما عبر الرتابة الظاهرية في الفصول والكواكب والمرض و و .. بل لاحظ الفرق حين تنكسر الرتابة بمرور مذنب هالي بالكسوف بالإصاية بمرض ليس من روتين إصابتنا به .. اللامألوف شعوريا ..وليس لا عقليًا - دعْ هذا الماكر الملعون جانبًا قليلا لأنه يستطيع قولبة ما لا يعجبه -
في كلمة ولسون نجد اتفاقا آخر مع سارتر حين يفترض الحل في حل مشكلة تفاهة الحياة و اللامعنى والتي هي في الهدف .. خلق المعنى إذْ بانتظام أي مشروع مع هدف معين ستأخذ الأشياء معانيها فعند المتدين لولا وجود الجنة والنار والإيمان بذلك الشيء كغاية لما كان من معنى لتصرفات غريبة كالحجاب أو التفجيرات الإرهابية - عند البعض يكون الإله هو الغاية .. الاتحاد به ..نيل مرضاته ..الخ حين يغفل المرء عن غايته تلك لفترة بسبب الروتين يتبلد كل شيء ويتراجع عن بريقه ويقع الإنسان في مشكلة اللانتماء - رؤية الحياة تافهة بلا معنى والشكوى دوما منها.. لذا يوجد من يذكِّر بالهدف - المعلمون .. المفكرون.. نواب الألهة والرسل - لبث الحيوية في الرؤيا... ولكن هل الحياة تحولت لمجرد هروب من شيء كالموت والشقاء مثلا  ... لا بل هي سعْيٌ نحو شيء يكاد يجهله الإنسان إلا حين يمر به أو يستحضر تجربة مر فيها بذلك الشيء .. وهي المشاهدات المتراكمة تاريخيا عن الخوارق و الحالات الغريبة التي عاشها كثير من البشر سواء الكهنة في الديانات الشرقية - أساتذة زن - أو سحرة إفريقيا أو الرسل والأنبياء والمتصوفة أو زوربا و معلمه في رائعة كازنتزاكس أو أو نيتشه على قمة التل ويكاد كل عمل خالد من تلك التجليات - تجليات رؤيا على حد قول ولسون كالسيمفونية التاسعة لبيتهوفن كلوحة فان كوخ - ليلة النجوم - وقصائد كثيرة لريلكه و إليوت ..الخ وهي حالة من الحرية المطلقة - من قرأ عن رابعة العدوية والحلاج ولم يلاحظ  أنهم يصرحون بنيلهم الإذن لبلوغهم القرب الذي يرفعهم من الحالة المقيدة بالطقوس والشكليات الأدبية مع ألهتهم - ولكن ماالذي لا يدفعهم للجنون كمرض عضوي أو الإنتحار عند غير المتدينين .. السبب كما هو مفترض تغير قوالب الإدراك الذي يكون قد خضع لتدريب طويل من التأهيل ووضوح المعنى ولذته وليس أن تدخل تلك الحالة بحواسك التي اعتادت شكلا ً واحدا للعالم من حيث التفسير والتعليل وترهات السببية واللزوم ... الخ و من هنا يدخل ولسون في عالم البارابسيكولوجيا كما هنا يبدأ تلاقيه مع نيتشه الذي حررنا حتى من البداهات ونقدَ أوهام أكثر من سبقوه فكأن كل محاولاتهم هي عودة للقيود بتفسير له طابع الذاتية لا الموضوعية إضافة لرفع الذات الإنسانية عاليا لدرجةٍ يكون الإنسان هو خالق خيره وشره ..وهكذا إنسان راقي هو المنتمي إلى نفسه ووجوده وأفكاره ... القادر على حل مشاكله دون ميتافيزيقا وحالات الكشف التي مر بها زارادشت تجعل الاعتقاد قويا بما أراد ولسون أن يصف به إنسانه - طبعا ليس إنسانا افتراضيا أو متطرفا كإنسان نيتشه بل هو موجود كما كان دوما وفي حياة كل فرد ولو مرة في حياته ..حين تغمرك طمأنينة لا تستطيع تفسيرها...أوباسترجاع لذة حسية جارفة لمجرد تذكر شيء تلذذت به كما لو أنك تعيد التجربة عينها أو في حالات التخاطر والاستبصار .. قدرة تجديد الإدراك واستحضار تلك الحالات توازن شقاء اللامنتمي .
طبعا لا يريد الإنسان الحرية الأكبر من حاجته لأنه لا يستطيع التصرف بها وليس كُرهًا أو اكتفاء بالجبرية فالجبرية هي ما يؤدي إلى مشكلة الإنسان الكبرى وجوديا - التأفف من الحياة -وفقدان  الامتنان لكونه حيا أو أخذه الحياة كأنها لا بد منها أو كأنه من المسلمات أن نكون أحياء كما قال سورم في رواية ولسون - طقوس في الظلام -

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

لا مزاح عند محمد رسول ؟؟ الله ؟؟

تدخل الإسلام فيما لا يعنيه يضعه موضع الانتقادات العنيفة ومن ذلك التفصيل في أمور الزواج لدرجة الحديث في المزاح اللفظي - بعيدًا عن النية انعقدت أم لا . ومن ذلك زواج أو الأدق تزويج الطفلة - دون ال9 سنوات في الشرع المحمدي -
( ثلاث جدّهنَّ جدّ، وهزْلهنَّ جدّ: النكاح، والطلاق، والرجعة) أبو داود والترمذي وابن ماجه.
طبعا ذلك من حديث محمد ..وفي لفظ آخر قال العتق.
وقال عمر : ( أربع جائزات إذا تكلم بهن: الطلاق، والعتاق، والنكاح، والنذر )
وقال علي : ( لا لعب فيهن ) كماالإمام النووي في شرحه على
مسلم ذكر بأنه أجمع المسلمون على جواز تزويج الأب ابنته البكر الصغيرة، وإذا بلغت فلا خيار لها في فسخه عند مالك والشافعي وسائر فقهاء الحجاز، وقال أهل العراق: لها الخيار إذا بلغت، وذكر قول أهل العراق ابن عبد البر في كتاب الاستذكار ..
الكتاب الأخير يقصد به قول أخونا : ( أجمع العلماء على أن للأب أن يزوج ابنته الصغيرة ولا يشاورها لتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة وهي بنت ست سنين إلا أن العراقيين قالوا لها الخيار إذا بلغت وأبى ذلك أهل الحجاز ولا حجة مع من جعل لها الخيار عندي ) - هذه ال(عندي) ليست لي بل لابن عبد البر .. الملون من عندهم وليس من عندي ..؟
قال ابن قدامة: ( أَمَّا الْبِكْرُ الصَّغِيرَةُ فَلَا خِلَافَ فِيهَا. قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ أَجْمَعَ كُلُّ مَنْ نَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ نِكَاحَ الْأَبِ ابْنَتَهُ الْبِكْرَ الصَّغِيرَةَ جَائِزٌ إذَا زَوَّجَهَا مِنْ كُفْءٍ. اهـ )
وقد اختلف هل لها الخيار بعد البلوغ أم لا.
بعض الفقهاء ومنهم الشيخ ابن عثيمين يرون أن الصغيرة لا يجوز تزويجها، فيقول في كتابه الشرح الممتع بعد أن ذكر الخلاف في تزويج الصغيرة ووجوب استئذان الكبيرة:
( الأصل عدم الجواز؛ لقول النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ: «لا تنكح البكر حتى تستأذن» ، وهذه بكر فلا نزوجها حتى تبلغ السن الذي تكون فيه أهلاً للاستئذان، ثم تستأذن .... إلى أن يقول: وهذا القول هو الصواب، أن الأب لا يزوج بنته حتى تبلغ، وإذا بلغت فلا يزوجها حتى ترضى. اهـ )
بمعنى أوضح وباختصار هذه مسألة خلافية قد يقول هذا قائل ليرد عليك النقد - طبعا يكاد يكون موضع إجماع بل هو موضع إجماع والخلاف فيه ضعيف جاء من معدودين كابن شبرمة وفي مواقع الفتوى الرسمية يقولون بجوازه - ولكن يتساءل المرء هل يقبل العقل غير الإسلامي وغير الحجازي- إذا اعتمدنا على حديث ابن عبد البَر؟؟ - هذا الموضوع – تذكر الإسلام دين عالمي -
طبعا سنَّة ُ محمد ليست كلامه وحديثه فقط بل وأفعاله – فحجة القائلين بجواز ذلك قوية
- عموما هذا ترخيص للشذوذ لا أكثر فبعض الكهول معروفين بهذه الميول و الإسلام سبق العالم كالعادة في إجازة نكاح بنت ال 6 سنوات وال 9 سنوات - الطفلة عند المسلمين هي دون ال 9 سنوات - والمضحك أكثر حجة يقبلها المراهقون وهي أنه في الجزيرة كما في المناطق الحارة يكون البلوغ مبكرًا واكتمال الشكل الانثوي أبكر ؟؟ طبعا أصحاب الحجة والمراهقون لا يستطيعون التفكير بالزواج إلا من حيث كونه إدخال وإخراج ... حتى عضويًا لا يفكرون بالرحم اللامكتمل وحجمه الصغير . لأن الغاية ليست إنجاب أطفال وهي إحدى غايات شرعهم الحكيم 
كما قد ينزعج بعضهم للصراحة فيقولون ألم تقرأ فيما بعد أنها مخيرة ..؟؟ 
نعم في الحقيقة تظهر مأساة أخرى وهي الخلاف على تزويج البالغة أيضًا هو خلاف حقيقي لأنه على المرأة أن تثبت أنها لم توكل ولي أمرها خاصة أن الإشارة هي الصمت ولكن فلنساير ونتفق أنه لا خلاف على عدم جواز العقد دون إذن البالغ - المتزوجة من قبل أو الأدق غير البكر إذا زوجت دون إذنها فالعقد باطل قطعا أما البكر فموضع خلاف نسبي أما الصغيرة دون التسعة فالعقد نافذ وصحيح - تلك خلاصة من ابن حزم ما عدا تزويج الصغيرة ويذكرابن حزم الذين مع تلك الفكرة وهم كثر.
نعود لنتساءل ما فائدة تزويج بنت الست سنين إن كانت ستكبر وتصبح مخيرة فتخلق لهم مشكلة ما تقود إلى المحاكم ؟؟
أهو عبث أم للتميُّز ِ عن تشريعات أخرى أم إقرار بما كان موجودا ولا يجرؤ على الخروج عن قوانينهم أم لخلق نقاط خلاف أكثر مما هي في الواقع أم سخرية من العقول التي تنهمك لدراسة الجواز من عدمه وحين تكبر تجتمع العقول لتدرس الحالة من جديد وهذا الكلام ليس وهما بل اذهب لحيث يطبق هذا الدين ووفر الإحصائيات لن تجد أرقاما سارة - يبدو أن المشرع أراد التأكد من أنه حتى العلماء أي الفقهاء في المجتمع الإسلامي تم ترويضهم لئلا يفكروا خارج النص أو سلوك محمد المشبع بالتناقضات ..وهذا الطبيعي لأنه بشري وفوق ذلك شاذ إضافة لعقده النفسية المعروفة لدى من قرأ سيرة حياته في طفولته وشبابه
بالعودة للتساؤل لما عبث تزويج الطفلة ..لا نجد غير شيئين وهي إما توجيه الإنسان من الصغر نحو قبول الذل في أشياء ذاتية جدا أي ترويض إيديولوجي كما تفضيل علوم الدين على غيرها من الفروع والبدء به من الصغر وضرب الأطفال إذا نسوا صلاة ولهاهم اللعب , وتوجيه لقبول كل شيء دون نقاش أو حوار ..لخلق دواجن وأحصنة قوية خصيبة - النساء والرجال - أو فعلا ً توفير غطاء للشذوذ إذ من الصعوبة بمكان تخيل كيس أسود صغير يلحق بكهل في الستين وحين تسأله كيف الأولاد والأحفاد مشيرًا للكيس الأسود سيرمقك بشزر لحقارة تلميحك .
أتعتقد أن مجتمعًا يبني من الصغر هكذا نموذج من الإناث سترفض إرادة والدها وحكمة محمد فترفض أن يدخل عليها رجل هو زوجها ؟؟..غالبا لا .. فرضى الوالدين والجنة وأمر الله - أمر محمد هو أمر الله أو العكس -  والنار بل ومن دون كل ذلك لما سترفض ؟؟ فهذه وظيفتها ومهمتها السامية الوحيدة في الحياة – إرضاء الذكر الإله الذي يقع على عاتقه إعلاء كلمة الله في الأرض وصنع الأحصنة خصبة الإنتاج عنيفي التوجه نحو غير المسلمين  – 
مسألة تخيير الكبيرة أيضا هو من الألاعيب التي أوحى بها محمد لأنه من الصحيح أن العقد لا يتم دون إذنها ولكن هي أيضا لا تستطيع الزواج بغير رضى الولي وتعال حلها يا عاقل ..سيقال ولكن محمد قال أن تزوجوا بناتكم لمن ترضون دينه وخلقه ؟؟ لا بأس كيف فهموا الحديث ...طبعا فهموه نصيحة وليس فرضا إذن إن كان ولي الأمر لا يفعل : سيقال إثمه ذلك وسييجازى عليه يوم القيامة ؟؟ بينما البنت عليها أن تدعو ربها ليوافق والدها ... المشكلة أكبر من ذلك لأن المستفيد من هذا الشرع سيسأل ولما ترفض البنت خيار والدها فحديث محمد موجه لها ايضا إذن هي آثمة أيضا كما أن المستفيد الذكر سيجن قائلا ولماذا تصر على أحد دون آخر ؟؟ ... نعم هذه هي ومن أين لها الاختيار إذا كان ولي الأمر لا يسمح لها حتى بالعمل وشروط جواز العمل معروفة بقسوتها وتكاد تكون غبية جدا بل في مجال الوحيد الذي لا جدال فيه وهو العمل المتعلق أصلا بشؤون المرأة كالتوليد ووو فليس من المسموح وجود رجال إلا ما ندر ... والمخصيين ربما .
الأفضل أن يتناول المرء مسألة واحدة ولكن في الإسلام ولغرابة بعض الأحكام أو سذاجتها تجد نفسك مضطرا لوضع المسألة في سياق أوسع لتستوعب كيف يفكر العقل الإسلامي وكان حديثنا عن جواز تزويج الطفلة مازحا لفظيًا ..وكانت الإجابة ....نعمْ
المصيبة أنه باستطلاع ما يمكنك أن تجد النسبة الكاسحة التي لا تعرف هذا وقد يعتقدونه من باب النصح أما الحقيقة فلا مزاح فيها
الطلاق مفهوم إذا كانوا سيقولون الإسلام دين بناء وليس تخريب وهدم لبعض الدوافع البشرية الفطرية وهدم كل المكتسب ما عدا من الإسلام الذي ينصب نفسه وربه كمصدريْن للتعبير عن الفطرة فمن فطرة الله الإسلامي ألا يقبل المزاح في ثلاثة أشياء منها الطلاق .. والنكاح ولكن الرق ..أي العبيد ؟؟ تصور محمد ينبه المسلمين بأن يحذروا المزاح بشأن الرق لا تعرف إن كان هذا لصالح العبيد أم لا , مع أنه يبدو للوهلة الأولى أنه يقول للسيد – لا تفعل وإلا خسرت ما استثمرته في العبيد طبعا العبودية في الإسلام من المكونات المميزة والحقيقية ويصر الإسلامييون الحداثيون على الجدل بأنه كان طارئا وليس حقيقة الإسلام و و ( لا بد من الحديث في ذلك قريبا عن الحداثيين و العبودية ) أما قضية التزويج فادخل إلى مواقع مراكز الإفتاء الرسمية واقرأ الحالات الكثيرة التي تخال أحيانا أن السائلين يسخرون بقدر جدية العلماء المجيبين المنهمكين في التحليل والتحريم كما يرى محمد في المسائل التي نسي ربه أن يشير إليها أو خجل لأن نبييه سبق الله حين خطب وتزوج عائشة ولم ينتظر آية إلهية لم تنزل طوال 3 سنوات لم يدخل بها محمد بل  نزلت آيات فتحت باب النكاح مشرعا أمام ولمحمد على مصراعيه .. ولكن أليس غريبا ان جدِّيَّتهُ وصلت درجة ينبه فيها من المزاح بهذا الشأن بالتالي يعطي دفعة لتشريع ذلك بكل تطرف ليجيز تزويج الرضيعة ... الأنكى أنه يصبح عقدًا نافذًا فتصور كم من مزحة تحدث في ليال السمر بين الأصدقاء و الأقارب ؟؟ أو من قد يستغل ذلك - لا ينتج عن المزاح بل عن كلمة حمقاء أو تصرف غير مسؤول لمحمد بزواجه بنت التسع بل الست سنوات - وتصور ما ينتج عن ذلك قضايا الطلاق أو الميراث والعلاقات مع أقارب الزوج الافتراضي – ليس افتراضيا ولكن لصعوبة التصور-
بمعنى آخر لما خلق حالة لا داع لها من الأساس وكان يستطيع الفقهاء المحترمون البتَّ قطعًا في عدم الجواز وانتهينا ...لما الاستناد لسفاهات ارتكبها إنسان معرض للخطأ لابأس غير معرض للخطأ ولنقل مع المدعين كان محمد له خصوصية في بعض الأحكام - ابن حزم -
- مما أحل لمحمد عدم الالتزام بالأشهر الحرم والبيت الحرام من حيث القتل أو الاعتداء وزيجاته لغايات يعلمها المسلمون كلهم في تبريرهم -تسويغ- لتصرفاته كزواجه من عائشة ابنة السنوات الست.
محمد بلَّغ الرسالة - لا مزاح - وليس ذنبه أن ِ اِدعى أحدهم فلانة زوجته بعد سنين أو العكس ولا حلَّ لأيِّ ندم ٍ على مزحة ونكتة إلا المحاكم الشرعية و شلة قضاة وفقهاء لأن كل حالة تختلف عن غيرها .. راجع تلك القضايا لتعرف حجم الاختلافات حتى في القضايا نفسها في حال تم رفعها للمحاكم والفقيه يشخص والمحاكم تدرس لقضي أمرًا لم يكن مفعولا ً في نصوصهم الإلهية وإنما محمد فعَّلَهُ .


في أمسية عائلية أو أصدقاء يتسامرون أحد الموجودين ابنته في السادسة في غرفة أخرى والمضيف ابنه في ال15 سعيد بنيله شهادة الاعدادية تمازح الكبار بشأن الأيام الخوالي مع ضحك و مرح في جو لطيف وكان هذا الحوار.
1- متى ستزوج البطل ؟؟ - أبو محمود -
2- الموضوع بعيد .. فحاليا سيكمل الدراسة لأخطب له دكتورة ؟؟!!- المضيف أبو أحمد-
1- لماذا لا تعطيه ابنتك ستكون كبرت وواضح أنها ستكون ذات شأن .. شاطرة من هذا العمر . الحديث للصديق الآخر - أبو محمد وهو نفسه أبو عائشة -
3- ألا تسمعه كأننا لسنا في المقام المناسب والله سيتراكضون لطلب يد ابنتي ولن أزوجها إلا من الذي يستحق حتى لو كان فقيرا سأشتري له بيتا . نكاية بأبي أحمد .
1- إيه أبو أحمد ماذا تنتظر اطلبها الآن لا تعرف إن كان ابنك سيبقى هكذا مجتهدا ممكن أن يصير تيسًا.
يتمازحون طبعا وما بين كلمة وأخرى من نكتة لأخرى قال أبو أحمد: صحيح أبو محمد إذا طلبتها لابني هل تخيبني ؟؟ اعتبر أني أتيت الآن وأخطبها
3- يا رجل لا نعرف ماذا يخفي الغد ولكن على عيني أنت وأحمد خلاص البنت مرتو- زوجته- من هلق - الآن - لعيونك لا تزعل
2- سلمتَ.. تسلم هاها شفت أبو محمود هكذا يكون الإخوة والأصدقاء
1- لأين تذهب هل أعطيته مهرًا؟؟
2-ليس بيننا هكذا أشياء مع ذلك ..فالذي يطلبه أبو عيشة يجابُ عليه أليس كذلك أبومحمد - بتزوج بنتك للشب ولا شو - هل تزوج ابنتك لهذا الشاب أم ماذا ؟
3- جكر زوجتو بنتي - نكاية به زوجت ابنتي - وبلا مهر فليختنق أبو محمود بحسرته.
** صدق أو لا تصدق أن هذا عقد نكاح أي زواج صحيح وملزم - ليس ضرورة تحديد المهر ولا التفاصيل وإنما جلبت حوارا عاديا من أمسية عادية مع تحوير الأسماء قليلا ً.. إذا زوج ابنته حين تكبر فهي زانية إلى الأبد !! ليست طرفة بل حقائق من هذا الدين العظيم وإذا لم يعجبها غدا فعليها مراجعة المحاكم . ليس هذا ما يهم بقدر الفكرة هي تعبير عن جوانب مريضة في هذا الدين الذي يصر أنه دين مطلق الصحة وعالمي زمنيا ومكانيا .. وأنه لا نهج سواه لقيادة كل البشر بسلام .
( بتزويج عائشة وهي ابنة 6 سنوات !!)

الاثنين، 19 سبتمبر 2011

ابنة ابليس .. قصص واقعية وحقائق .

أود إخبار من يهتم بالعالم الآخر قصصا حقيقية مما سمعت والأهم مما عايشت خاصة الكائن الأشهر تاريخيا - الشيطان - وإليه أهدي إحياء ذكراه .
قيل أن في قريتي واد للجن وكم سمعت بالأحداث التي لطالما وقعت فيه ومحيطه وعلى مقربة منه مما قيل يوما أن سائقا ً توقف لإشارة رجل وامراة ليلا ً أسفل قريتي على مقربة من الوادي المذكور وبدا لمن روى القصة أنه ما راودهم الشك في مسافريْن عاديين وليس من أحمق يقف على الطرقات غير من هو على سفر ؟؟
كانوا متجهين إلى المحافظة ولكن قبل مفرق من مفارق مدخل المدينة الدولي أشار الرجل للسائق – للأمانة لا أذكر العنوان جيدا لذا لن أحاول التخمين ولكني متأكد أنه كان مفرق يؤدي إلى قرية عربية من قرى من نسميهم تات TAT - صنف ?! من البشر يعيشون على جانبي طريق مناطقنا هناك – أيضا ليس مستغربا فالحوار الحضاري في المنطقةِ هناك وصل لما تحت الزنار مرارا فلا مشكلة بزيارة كرد من عفرين للإخوان مسلمين ؟؟!! نزل المسافران العاديان والتفت السائق ليقبض أجرة الطريق ومن عادة سائقي السيارات في بلادي إلقاء نظرة على الراكب معهم حين ينزل وينصرف بتمعن من مفرق عينيه إلى أخمص قدميه مروراً بما بين السرة والركبتين وليته لم يفعل - السائق المسكين - لأنه تجمد... ذهل... تحجرت نظرته ولم يعد قادرا على الالتفات –عادة من ينزل قبل نهاية الخط يأخذ الأجرة بعد توصيله بسلام أما الآخرين فقبل ..وصلوا ام لم يصلوا.. ويميل إلى اليمين والخلف بينما الزبون مقابل الباب بجانب الحافلة الصغيرة التي يفتح بابها كسحاب - أ ُغْلق الباب وابتعد الغريبان في الظلام انتبه بعض الركاب لاتجاه نظر السائق ففعلوا مثله متابعين ابتعاد الغريبين.
النظرة الجامدة المرعبة المصدومة للسائق دفعت البعض فيمن نزل فلمح أحدهم شيئا مريبا قبل أن يغطي الظلام الغريبين .. فحسب أنه توهم , استعاذ بالله واستجار بقدرته وبأسرار الأولياء والرسل .. تحرك قليلا السائق وبدأ يرجف ويهذي بأنهما ليسا من البشر وأكد اثنان أنهما رأيا قدمي الغريبين فاطمأن السائق قليلا لسلامة عقله وتابع الطريق لاشعوريا يقود لا إراديا فقد حفظه الرب كما يحفظ هو الدرب وازدحامُ الليل قليل جدا كما الطريق بمسربين .. انتشر الهرج في الخلف واتفقوا مع السائق أنهما ليسا بشر كيف عرفوا؟ بسيطة فأرجلهم كانت حوافر - نهايات الطرفين السفليين - ماعز والإنسان رجله رجل إنسان لا ماعز ولكنهم ليسوا معزى وتيس بل كان ما تبقى من الجسد هو بشري ؟؟ وقد ركبوا على مقربة من وادي الجن ؟؟
القضية واضحة فلما العناد كانوا جنا بهيئة البشر
ألا تصدقون ؟؟ اسألوا من كان في الرحلة تلك – على فكرة السائق جن فقد صوابه وأدخلوه الدويرينة .. ألا تصدقون ؟؟ اسألوا أهله – حافلة الركاب حسب روايتهم كان يستقلها شخص بجانب السائق وثلاث في الخلف لم يكن قطارا ؟؟- سمعت القصة من أكثر من 30 مصدر مختلف في محاولة التحقيق في الموضوع وكل مصدر كان له قريب في تلك الرحلة أو صديق رأى الحدث وعاشه وهذا يدل على أن بعضهم كان يكذب ولكن القصة حقيقية .. ربما لن تصدقوا !!! اسألوني أنا قبل أن تضيعوني في الدويرينة لأن شيئا شبيها بعد سنتين حدث أيضا معي لا أقصد أناسا بأرجل أو قوائم جمال وحمير – أظلاف ..ألم تسمعوا وتروا الامرأة التي أطرافها كالبعير .. كتلك التي غضب الله عليها ومسخها انظر على اليوتيوب .. لما لا تصدقون ؟؟ – ولكن قصتي هي أكثر واقعية لأن ما حدث معي كان لقاء حصريا بشيطانة وأخبرتني قصصا ً من القرآن – ألا تصدقون ؟؟ اسالوا القرآن فهل من مكذب ؟؟!! إلا من أراد أن يتخوزق على يد الجماعات الإسلامية ..
كان ذلك في ليلة شتوية ضبابية جدا خرجت ترويحا عن ضيق شديد شعرت به لغباء فتاة من بنات جيران بعيدي القرابة ممن كانوا يضيفونني .. لم تفهم إشارتي بالغمز واللمز والتكشير بأن تخرج من الغرفة حين أذهب لقضاء حاجة – ذريعة – عسانا نتبادل ما تبادلناه الليلة السابقة ولو لدقائق في عتمة زاوية ما من الحوش !!! لم تفعل لذا شعرت بتوتر وخيبة أمل واشتعلت نار الحب في فؤادي ومناطق أخرى!! صدقا لم أكن أدرك ما هي الأمكنة الأخرى لذا تخيلتني عاشقا كسيرَ الجناح ففعلت ما يفعل العشاق – يهيمون على وجوههم – وهمت على كل شيء غير حافل لا ببرد ولا بجن ولا كلاب بعد ربع ساعة من السير شارداً مدندنا ً ألحانا ً - حتما - كانت حزينة
وجدتني وحيدا أكثر مما يجب مع رذاذ كثيف كأنه مطر خفيف جدا وضباب لم أشعر بخوف مهم – الألم كان أكبر صدقوني .. كان الألم في صدري وأسفل بطني – ليس مغصا بل ألم ثابت كالتشنج –
أشعلت سيجارة – بدايات التدخين العلني أمام أقارب الدرجة الرابعة وما فوق – خرست قليلا ً فَرَانَ صمتٌ ويا له من سكون لذيذ شبق .. أمعنت النظر في جهة وادي الجن ولا أظنني رايت ما هو أبعد من عشرين مترا ولكن ِ اِمرأةٌ صغيرةُ بدتْ وكأنها تدنو بلا خطوات كالخيال .. أَيُعقل أن الحرمان الجنسي يدفع الحواس لهذه المغالطة البصرية المثيرة . لم يكن وهما ً فقد اقتربتْ أكثر مما يمكن لخيال وأبعد من أن تكون صورة في ذهني لم أكن نائما – على الأقل هذا ما جزمت به حينها ولا زلت أجزم – باتت على مقربة كافية لتسلم وفعلتْ بلغة عربية واضحة لهجتها كلهجة عرب ِ المنطقة عندنا- بدو-
اضطربتُ أكثر مما ذُهلتُ لأن الذي اعتاد التفكير ينشغل عن المشاعر الحادة ويغدو بليدا نوعا ما وأول ما فكرت به أنها فتاة من القرية تود الهروب مع عشيقها -هذا تحول لموضة في وقت من الأوقات - ( لدرجة طرحت الفكرة على آخر زوجاتي وهي بادعاءها ليست تقليدية متخلفة بل أوروبية وناضجة ووالدة أطفال بكل معنى الكلمة إضافة للإلتزام – قوة الشخصية - منذ 12 عاما أيضا طرحت الفكرة لم تكن زوجتي حينها طبعا بعد أن قالت أن الأهل لن يباركوا هذا الزواج فقلت: نهرب ولم ترضَ بل جنت معتبرة ذلك إهانة وشيئا يدل على سوء نية بصراحة لو مر ألف عام لن تدرك إحداهن أنها أمنية قديمة لإثبات التمرد والثورية وبعض هذه السفاهات لا اكثر)
آسف يبدو انني ابتعدت عن الذي حدث ...
سلمتْ تلك الغريبة بأدب - هناك من يسلم يلقي السلام بقلة أدب حتما - كانت امرأة صغيرة - شابة - ولهجتها جعلتني أطمئن تماما
بدت هادئة وهذا ما أثار قلقي .. استاذنت ِ الجلوسَ فأذنتُها بدأت قائلة:
- أعتذر ولكني رأيتك وحيدا وفي وقت ومكان غير مألوفين بالنسبة لبني آدم فأردت تسليتك
لا زلت صامتا حائرا تراها تمزح أم تود تخويفي بقولها – بني آدم –
- ولكن لم أعرفك ِ ؟؟ سألتها..
- لأننا لم نلتقي هكذا من قبل علانية مع أنني رأيتك من قبل تتبول هناك أجابت وضحكت مشيرة إلى شجرة جوز على تخوم أرض أحد اقاربي
- ماالمضحك سألتها .. وعقبتُ : أنا أشتهي أحيانا المجيء إلى هنا والتبول وسط الدرب فماذا تفعلين أنت هنا دوما لتصادفيني مرتين حسب ادعاءك..
- لا لست دائما هنا ولكن عمتي تقيم بالجوار وأشارت ناحية الوادي وتساءلت بلهفة :
- لا يبدو عليك الخوف أبداً أليس غريبا ؟؟
بدأت ُ بالقسم السخيف من السؤال كعادة البشر أعني القسم الذي سأتحدث فيه عن نفسي بينما كان الأهم هو سؤالها عن الجهة التي أشارت إليها فأقرب قرية تبعد 4 كم فكيف تخرج فتاة لوحدها – لم يخطر ببالي أنها تشير لوادي الجن - المهم قلت ومما أخاف ؟؟
كانت إجابتها بسيطة جدا وكقنبلة ذكية موجهة من أمهات القنابل :
- مِمًنْ ؟؟ مِنًا !! لم أجرؤ على تمثيل البلادة والقول من أنتم ؟؟ فمعطيات كثيرة تقول أن شيئا ً غير عادي يجري معي ولكن أدركت نقطة هامة وهي أنه أيًا ً تكن فهي لا تستطيع معرفة ما في نفسي وعقلي وتأكدت عندما تقصدت أحدق في رجليها باحثا عن أرجل غير بشرية فلم تعلقْ ؟؟!! بل عرفت عن نفسها :
-  فاطمة اسمي من الحائل في السعودية ويمكنك مناداتي مريم ..
- نع..مْ ؟؟ .. سعودية ؟؟ لا لم يعد الوضع يطاق قلت لنفسي والأسوأ أنه لا يبدو عليها تسخر مني .. فرشت ورقي قائلا:
-  رجاء كفى لعبا من اين أنت وماذا تفعلين هنا؟؟ فهناك لا يوجد عرب أعرف أهل القرية ليس فيهم رجل متزوج بسعودية - ليس السعودية كلها فهذا محال بل امرأة سعودية - حتى يكون لك عمة هناك ... حينها انفجرت ضاحكة فعرفنا أن كلينا يتعثر في جهل الآخر ...قالت:
-  أي ُ بشر أنت ..وتعرف كل الناس في قريتي حيث عمتي .. قاطعتها :
- ألا تقصدين ( قيب.. ) ؟؟
لا .. لا الآن فهمت لما لم تخف ... إذاً لم تعرف أنني لست من بني آدم ؟؟
آسف ولكن لا زلت غير مقتنع يمكن لأي شخص أن يخمن أنها ليست المرة الأولى لتبولي هنا ولهجتك كنصف أهل القرية - لم أجد معنى للقول أنك مجنونة !!-
يبدو أن كل شيء بدأ يتغير وصارت تقرأ افكاري فقد اختفت لربع دقيقة ثم ظهرت ثم طارت أعني ارتفعت في الفضاء .. وقالت:
- عمتي تسكن الوادي المجاور
رجوتها أن تنزل وتكف عن ذلك فقد بالغت بشكوكي حين اعتقدتها إنسانة وتود إحراجي لا أكثر واعتذرت مفتعلا ً عدم الاندهاش – بصراحة فعلت ذلك خوفا ً من تحولها لأشياء كما في أفلام الرعب وليس لأني لا أريد رؤية شيء خارق للطبيعة لأنني ليس كل يوم ألتقي بجنية كما لم يخطر ببالي أنها قد تكون ملاكا ً فقصة ظهوراتهم قليلة عموما .
أعدت الترحيب بها والاعتذار .. لأعطي صورة مقبولة عن نفسي وليس عن البشر لأنها لا بد وتعرف البشر جيدا ..
- فاطمة أليس كذلك ؟ أهلا ً فاطمة .. أنا لم أعرف لأنك تظهرين مثلنا ولكن كيف عرفت أنني لست منكم .
ضحكت مجددا وبكلمة واحدة أجابت:
- من رائحتكم – لا أدري هل عممتْ مجاملة ً أم هي الحقيقة – تشبه رائحة الفضلات.. أكملت - دعك من ذلك ؟؟-
يا للعنة الفضول البشري السخيف فعلقتُ بغيظ :
- تقصدين الخرى ..فاستدركتْ:
- لا تذهب بعيدا فرائحة فضلات العالم الناري خفيفة وإن كانت سيئة قليلا
- آه ... بسذاجة قلت لا بأس فأنتم أيضا تعيشيون على فضلات البشر والعالم
لم يكن تعليقي مناسبا – رد فعل لا أكثر – فردت بسخرية:
- نعم هذا ما يقوله شيوخكم وعلماء العهر – عرفت أن العهر عندهم أيضا ً شيءٌ سيءٌ وكريه وأن بعض معلوماتنا عنهم مغلوطة –
غيرت الموضوع منتبها لكوني ألفتها استأنست بها وليس هناك سبب للخوف حتى لو صارت تحدثني بلا رأس أو برأس معزى - المعز مشهور بخيانة المسلم لصالح اليهود لذا كشف الرب عورتها .. ربما تصدقون هذا الهراء إذا قاله أبو فاطمة و لا تصدقون ما حدث معي .. إلى الجحيم .. أكتب لمن يهتم بالحقيقة .. ها ها ..كانت تنظر إلي بارتياب 
- اعذريني خطرت أشياء ببالي ولكن هل هذه حقيقة أشكالكم ؟
لم تخف امتعاضها تارة وشفقتها علي وبدت إجابتها بلامبالاة:
- لا بل عندما نرى بشرا ً قريبين أو نضطر لمخالطتهم نتجسد ..قالت ثم تابعت:
- أرجو الا تنزعج فانا وقحة بصراحتي وأنت تبدو مختلفا تتقبل الوضوح و العفوية
- لا بأس ..وباختصار هل أنت جنية ؟؟
- لا نصفي ..أقصد من جهة أمي أما أبي فهو ملاك ... قالت ببراءة المتحدث في حقائق يجب أن أتقبلها وأستوعبها بسهولة , شعرت بأنني رجعت إلى ما قبل البداية .. وتمنيت لو بقيت عند مضيفي أراود ولو بغلة ًعن نفسها ولا ورطت نفسي في هذا الوهم المتلاحق يجرفني معه, وقررت العودة للسخرية تحسبا من كونها تسخر– وهل يجوز لها ان تسخر مني هكذا لمجرد كوني ابن آدم وهي من نسل ملاك – فقلت باعوجاج متعمد في شفتي مع لفظ الكلمات من صدري :
-  ما درجة قرابتك بجبريل؟؟
كانت تلهو بحصيات صغيرة في يدها أخذتها من على جانب التخوم التي كنا نجلس على صخور فيها
- لا ...لا قرابة ولكن أبي كان يفتخر بأننا من سلالة عزازيل
بلهفة ورهبة سألتها :
- تقصدين ... اب....الش .. بصراحة يا جماعة لم أجرؤ خشيت جرح مشاعرها – ما الذي يدريني أن الملائكة أو الجن أو مزيجهما بلا مشاعر أو لا تجرح مشاعره فالكتب المقدسة مصدرنا في معرفتهم – تقول أنهم يشعرون ويفكرون مثلنا !!!
- نعم هو نفسه عزازيل ... علقتْ على ما لم أقل وابتسمت بلطف استأذنتني أن نسير بين أشجار الزيتون بعيدا عن التخوم باتجاه الداخل , لم أجد مشكلة في ذلك , لذا سايرتها ونهضت أمشي وهي تسأل عما دفعني للخروج في هذا الوقت والبرد – لم يخطر ببالي أنها أنثى وإلا لتوهجتُ خجلا ً من سؤالها – أعتقد أنكم تعرفون سبب خروجي – نيران الهوى وآلام مبهمة – فقلت:
- أشعر بالوحدة – لا أظنني كذبت
– وأحب هذا السكون الجميل ولكن دعيني ألخص ما يحدث – أنت شيطانة – وكذبتِ علي باسمك ِ و مكان إقامتك ... فهل انا مخطئ ؟؟
- نعم .. أنت مخطئ ..أنت سيء الظن فاسمي فاطمة واسم الدلال مريم .. اسم أبي خلف وأمي عائشة أسكن في السعودية ..وكما تشاء شيطانة شيطانة .. ابنة ابليس ايضا لا بأس .. ولكنني ملاك سواء شاء الله أو لم يعجبه فأصلا ً جدي قال له اِنطحْ الحائط يرأسك حين لم يسجد لجدك ذليلا ..
طبعا انفجرت ضحكة ٌ من جذوري وقاطعتها ..هيه هووو اهدئي لم اقصد ذلك خلاص راح زمن العبودية والسجود - زمن الحريات الشخصية و الديمقراطيات - بل نكاد نسقط الله .. ولكن هل فعلا أبوكم قال ذلك لله ؟؟... هل نطح الحيطان ولسوء حظك انا أعرف انه نطحَ جدك ِ من السماء .. فأجابت بحنق:
- كغيرك أنت جاهل لا تعرف القصة ..
 آسف ... وأقسم برأس الله – هكذا الأكراد يقسمون ويحلفون في معظم قرى المنطقة - أنا أمزح ولكن السعودية أرض مقدسة فكيف سمح لكم آل سعود البقاء .


القصة طويلة .. بل توا بدأنا بالكشف واكتشاف ما في العالم الآخر و سأكمل التدوين قريبا لأن المواضيع الأخرى تنتظر الإكمال أيضا ولكن للقصة تتمة أعتقدها هامة وسيهتم بها أحد ما ... لا تذهبوا بعيدأ ...

الأحد، 18 سبتمبر 2011

الله - جوكر - اختلاف التصورات أم ؟؟

أنتجت المجتمعات البدائية تصورات ماورائية بشكل وثيق مع بيئتها و تطور ثقافتها تفسر ظواهرا ً كالمرض ( أرواح السلف مثلا او حيوانات او نباتات ) وعدم استقرار المعطيات البيئية - لم يتشرفوا بمعرفة الله الخاص بنا-
حين كان يُفسرُ شيء تنفتح أبواب أكثر وأوسع فيزداد بالتوازي تأثير تلك القوى وتجردها لأنه صار منوط بها سيطرة وتفسير أعمق وأكثر إقناعا بحيث لم يعد يصلح أن يكون أي شيء يمثل تلك القوى .. بل لابد من كونه شيئا عاقلا وعارفا بكل شيء وفي كل زمان بالتالي
توسعت سلطاته 
أشياء أكثر اكتشفها الإنسان ولاحظها فنسبها إليها واتسعت الفجوة بين البشر وبين تلك القوى ( اشتد الارتباط بين حاجة البشر وبينها ) لم يعد روح السلف مهما أُوتي حكمة و قوة أن يتدخل في هذه الأرض الشاسعة جدا أو دوران الأجرام حول الأرض ( حتى فترة طبعا بعد أن لاحظوا تغير مواقع بعض النجوم مثلا ) فكان التعرف على شيء أكبر ( كانوا غافلين عنه من قبل ؟؟ّ!!) وتعددت أسماء ذلك الشيء كما هو أصلا متعدد جدا لأن المجتمعات لم تكن كلها على تواصل دائم أو تجتمع في جلسات حوار فارغ عن الأرواح الحاكمة عند الآخرين لتفكر بتوحيدها ( توحيد أسلاف الآلهة و التي بدأت بأرواح حيوانات وأرواح أسلافهم )
تمايز الفهم البشري عفوا اكتشافُ البشر ِاللهَ في المجتمعات ما حول الزراعة وما بعد الزراعة بلغ أوجه وتطور لفكرة الآلهة المتعددة وبقي خيط رفيع يصل الإنسان بها يعزز عبودية الإنسان لجهله
بدايات اليهودية وفي تطور دراماتيكي قاده الكهنة السريون والذين وجدوا منذ الحضارة السومرية كما نقرأ في الرُقُم وفيما بعد أخذ دورهم الرسل و الأنبياء أو خرجوا عليهم وهم منهم ( الكهنة موجودون في كل الحضارات أصلا وبخلاف الأنبياء والرسل) قامت اليهودية بسرقة وظائف الآلهة ونسبها لإلههم - يشرح فراس سواح ذلك بإسهاب -
إله اليهودية لم يعد بحاجة ليفعل شيئا بيده (كالآلهة المتزامنة والسابقة ) بل بدأ يحكم عبر  النواميس القوانين الكونية بخلقه إياها ففي تلك المرحلة كان الوعي البشري يحبو في الساحة التي كانت عصية عليهم ( العلم و إمكانياته في إيجاد الحلول ) فتراجع الله خطوة إلى الخلف ليصبح خالقا للنواميس ولكن بقي بيده الكثير من الأشياء
- لا زالت الديانات بغبائها تحاول تسليمه الظواهرَ لأنه يكاد يفقد دوره التاريخي القوي في التحكم مباشرة في كل شيء فنسمع أن الزلازل عقاب إلهي مثلا والجائحات وخسارة الحروب ولكن العلم لا زال يطرده حتى من تخصصه الرئيس ( الروح أو النفس والماورائيات) الشعوب المقاومة لهذه التطورات الحتمية تتبنى أفكارا تجعله غير قابل للتحاور وإله الاسلام هو خير مثال على ذلك ومن دون قفزات نوعية - نجدها في خطاب بعض المفكرين الإسلاميين - لا يمكن قبول تراجع سيطرة الإله إلى شكل رمزي وغامض والحجة لدى كل الأطراف هي واحدة ( تصور الآخر لله غير صحيح  ) الله يجب أن يكون هكذا حتى يكون إلها وهذا الخلاف الرئيس بين المسيحية و الأديان التوحيدية فالمسيحية اقترحت تصورا للرب جريئا وأقرب إلى الإنسان ولكن المشكلات المطروحة بتصورهم هي أكبر من الحلول التي قدموها على الصعيد  من حيث الصفات التي درج الباقي عليها في ألهتهم لأنه يقرب بين الرب والإنسان لدرجة خطيرة بمسعاهم أرادوا نشر فكرة حضارية سامية كالحب وإشاعته ولكن هذا التقريب لاشعوريا يؤدي إلى الفكرة التي أردت الإشارة إليها وهي أن الله يكونا دائما وأبدا على شاكلة المؤمنين به فإله الأطفال يكون صورة عن شيء عظيم ولكن يتصرف كالأطفال يفكر مثلهم وإله الاسبارطيين محارب مثلهم وقوانينه قاسية جدا وكم من عالم في الرياضيات يرى الله كأعظم أخصائي رياضيات تجريدية والفيزيائيون تخيلوه مختصا بالنسبية والكوانتم - لسوء حظهم فالفرضية الجديدة التي وضحها استيفن هوبكنغ في كتابه الحديث :التصميم العظيم: لا يترك مجالا لتدخل آلهة لأنه كما قال لابلاس حينها ( نظريتي في الكهرباء لا تحتاج لوجود الله) ولكن طرح هوبكنز أكثر جذرية -  وعلماء الاجتماع المؤمنون به مجدوا التنظيم الاجتماعي الذي يفطر عليه الإنسان والبيولوجيون اعتبروه فنانا باختصار الأخلاق و الفكر وحتى الاستعداد الفطري في جزيئات ال DNA فكان عندهم أعظم خالق لخلقه تلك المادة وهلم جرا كما لا أعتقد أن إله الحيوان سيكون على صورة البشر فإله البشر عموما أينما كان هو على شاكلتنا يحب ويكره يدفع للقتل بل وماكر وينتقم هاهنا يخرج إلينا محامو الألهة ليقولوا حبه ليس كحب البشر انتقامه ليس كانتقام البشر ( للأسف هو أسوأ كما خيره يكون أفضل نظريا ) فهو ليس كمثله شيء مادام ليس كمثله شيء وإمكانيات عقولنا لا تدركه فمن أين تحشون رؤوسنا بهكذا ترهات وسخافات وأي إنسان من العامة يدرك أن كره الله ليس الكره الذي يعرفونه عندما يعرف أن الذي يكرهه الله هو المبتعد عنه أو الذي يكفر به ولا يعترف به أليس هذا هو التعريف والممارسة العملية لدوافع الكره السائدة حتى ليس الكره بين العقلاء إذا جردنا المفهوم لأقصى ما يمكن لئلا يدخل الشعور السلبي في الأمر فقلنا لا يكرهك بل يكره فيك ما تفعله بنفسك أو غيرك بمكن الرد بأنه ما من مفكر أوفيلسوف كلهم بلااستثناء لم يصلوا إلى هذه الفرضية ومن دون أرباب بل فيما بعد يجرون تصوراتهم ليركبوها على الله ثم يمدحون عظمته
كما نجد الذي لا يلتزم بطقوس الأديان ( فرضها الله) يتخيل فيه الرحمة والعفو ولايعتبر الجوهر في الممارسات الطقسية بينما الملتزمون ينتقلون إلى مرحلة أسوأ من تطبيق أفكارهم وهي الترويج لصورة آلهتهم التي ليست بمتسامحة فقط بل وتخوزق ولاتخير الإنسان كإشعار مجاني تنبيهي بشيء يقدم له العرض الأفضل للخلاص من الجحيم بل يقطع رأسك إذا ارتددت عن دينه فإلههم ليس شخصيا ولا على مستوى العامة ولا يكتفي بقوم أو منطقة بل إله عالمي ففي مرحلة زمنية أتيحت لهم الفرصة فنشروا فكرة إلههم مقابل الجزية أو القتل ؟؟!!! ولا زال مليار ونصف- مسلم- يحاجج المليارين-المسيحي- مقتنعين تماما أن إله الأخر باطل الوجود لبطلان تصوره على تلك الشكلية وأنهم لعبوا بكلامه المقدس و أن ما يتبعون من تعاليم هو هراء محرف
لا تحدثهم عن الشرق الأقصى فهم مشركون ويصعب وصفهم بأسوأ من ذلك ولصعوبة اختراقهم فالإله الإسلامي عقد هدنة معهم - ابقوا بتصوراتكم وضلالكم- في الحقيقة أفكارهم لا تهددهم لصعوبة تقبلها في منطقة تأصل فيها تصور إله أوحد أرسل بشرا ليهدوا أقرانهم كلما حادوا عن الصواب عبر كتاب فيه تعاليمه بكلماته الشخصية ( التي هي لغة محلية عادة فنحن عاجزون عن فهم لغة الله ) لذا الاحتكاك الأكبر هو مع الديانات الابراهيمية فهي التي تهددهم .
ضمن المسافات التي قطعتها الجيوش وهي تحتفظ بقوتها في الغزو حاولوا نشر تعاليم إلههم المنقذ سواء بالحسنى أو بالعنف أو بالتحايل ( بالبحث عن أشياء في ثقافة الآخر تشبه ما لديهم ثم إدخال فيروساتهم ثم تعميمها فيشوهون تصوراتهم مع الزمن كما يشوهون ثقافة الآخرين ) وصلت جيوش الإله الآخر - الأكثر تسامحا- إلى القارتين الحديثتين فنشروا تصورات إلههم الرحيم هناك وقضوا على أديان الآخرين وتصوراتهم لآلهتهم
فيما مضى كانت تقتل القبيلة طوطمها في طقس مقدس - الغصن الذهبي لجيمس فريزر- أما منذ انتشرت الديانات الحديثة فهم يذبحون الطزطم والآخر وإلهه وأتباعه لدرجة الاشمئزاز
الله ليس شريرا لأن معظم البشر وكل المؤمنين به حتما لا يرضون أن يقال عنهم أشرارا مع أنه خالق الشر والكتب المقدسة التي ذكرنا أنها كلامه ( بافتراض أننا لا نفتري على الله أوالأدق ان محمد ليس كذابا فظيعا لدرجة الافتراء على لسان شيء أعظم من إدراكاتنا ؟؟!!) فيها -ذلك الكتاب- دعوات صريحة للقتل سيقال هو قتل مشروط وكأنه هناك قتل غير مشروط يشرعه دين آخر أو يريدوننا أن نصدق أنهم وصلوا للهند والصين دفاعا عن أنفسهم وإلى أواسط أوروبا لأنهم يدافعون عن مسلميهم ... راجع مقال ( الاسلاموفوبيا و بوش ومحمد ) لاختصار التعرف على مفاهيم القتل المتاصلة في القرآن – لا ينكرها إلا مدعو التسامح أو الدراويش كما قلنا سابقا ومن يرغب في نشر فكرته بدموية ؟؟.. لا أحد ولكن حين تضطر فلابأس بل يكفي أن إعلانك عن ارتدادك يبيح دمك قد يقولون وهل حدث ذلك ؟ تاريخيا الشواهد أكثر من أن نحصيها أما الآن فأعطني دولة شريعتها هي القرآن ( ليس لديهم شيء من دساتير وضعية ) ويمكن أن يتفرجوا على مرتد أما على مستوى الجماعات الإسلامية فحدث ولا حرج لأنهم يقتلون كل من هب ودب في مشاريعهم كعائق ولكن لا نجرؤ على الاستشهاد بكلماتهم و أفعالهم حتى أقطاب الفكر عندهم لأنهم سيصورونهم كأناس حادوا عن حقيقة الإسلام أو هم بشر قد يخطئون في الاجتهاد أو فهم مقاصد الشريعة.. لكن الخلاف ليس على العنصر البشري بل في النص الإلهي ولو لم يطبق حرف واحد منه ..بمعنى جماعة ترتكب المجازر دون نص مقدس سيكون الحوار معهم أكثر جدوى من أولئك الذين لم يمكنهم التفاوض إلا في الجزية ؟؟!! هذا هو الحل الوحيد المتاح لهم ولا أعتقد أمة في التاريخ رغبت شيئا في حروبها غير ما يشبه الجزية ( طبعا الدوافع الأخرى موجودة ولكن لا أحد يقول عندي أطماع توسعية وأريد تخليد أمتي وشخصي وسأنشر رؤيتنا ليصبحوا مثلنا ) لكن نفترض أن لدوافع الأخيرة كلها محتقرة لأنها تجيز الصراعات الطاحنة ولا تعطيها المشروعية الفطرية أما الجزية بعد الدفاع عن النفس فهي الموضة هي تبرير عظمة و قذارة تاريخ الحروب والصراعات المديد كما الحروب المقدسة لإعلاء اسم الله في الأرض ( عبارة إسلامية لازالت تتردد يوميا وبإلحاح دون اعتبار الأثر الرجعي للكلمة أو هم يقصدون ذلك) اسم إلههم وليس إله الآخر الذي قد يكون تيساً فهي الصورة الأوضح لتورط الله في الجرائم لأنه لا يرسل أحدا ليقول ( يا بشر يابشر اسمي مرفوع بفعل غبائكم وجهلكم وعالي في كل الأرض فكفوا عن الافتراء ) دعك من سخيف الجمل الواردة في النصوص المقدسة عن ( ألا تعتدوا ) ما دام لم يقترن بتوضيح أنه ليس بحاجة لرفع اسمه عاليا فالبشر أحرار
المشكلة الأكبر هي في المجتمعات شبه المتخلفة إن لم تكن متخلفة لأن الأفكار التي تسكن اللاشعور الجمعي العقل الجمعي مزعجة جدا
قد يقفز أحدهم ليقول وهل المجتمعات العلمانية أو الملحدين لن يفعلوا ؟؟
المجتمعات المتطورة أوالعلمانية ومن قال أن قادتها ليسوا متدينون ( لا زالت الآلهة توجه الكثير من قادتهم ) ومن قال أن تلك المجتمعات ملحدة حتى يقوم احد ما بتقييم الوضع في ظلهم ( طبعا المسلمون معظمهم يعتقد أن تلك المجتمعات كافرة لا علاقة لها بالدين لأن الدين الحق هو واحد وهو الإسلام ) والأغرب أن يأتي عاقل ليقول وهل تصرفات أمريكا في العالم الإسلامي أقل ممن تهاجمهم بأنهم حاربوا وقتلوا باسم الآلهة ) سنقول هذا موضوع آخر ولكن طبعا لا فهم بتصريحكم يبحثون عما يشبه الجزية والذي قاد تلك الحرب كان متدينا مثلكم بل الله أوكله تلك المهمة.
بعيدا عن هذا الهراء أعود للتذكير بأن الخطورة  هي في الدفاع عن تصور شيء خلقناه لعجزنا وصار يتحول لعبء على البشرية ما لم يتغير مفهومنا له ( بحيث نحوله لشيء لطيف محب ومعين ومواس ٍ ولابأس في تخيل الآخرة وإلى ما هنالك من أوهام ) وليعتقدْ بذلك من يشاء أما الألهة التي لا زال لديها حقد على الكافرين و المشركين ( الذين ليسوا مثلنا) أو الماكرة ( صفة قوية الحضور لدى الإله الإسلامي ) فلا داع لبقاءها لأنها ستسيء للبشرية أكثر فما بالك بمن يجن ُُ لعدم تطبيق الشريعة المنزلة حرفيا ( الدستور الديني الوارد في الكتاب المقدس ) طبعا يكاد المسلمون يكونون الوحيدين الذين لا زالوا يستميتون لرجم زانية محصنة – أو لقطع يد السارق وقطع رأسك إذا تخليت عن اعتقادك بدينهم.. وإن لم يقتلوك فسيأخذون منك الزوج و الأطفال ثم النفي ومحاولة اغتيالك سرا ( فما استتر لا حرج )
يجب السماح للجانب الموازن بالظهور في تنظيم الحياة البشرية فحينما ينتفي الله كمتدخل في الصغيرة والكبيرة سنكون عراة أمام أنفسنا ولن يتمكن أحد الأغبياء كالرسل بقادر على فرض قوانين مقدسة ومطلقة وهي أصلا من أماني الجانب البشري المظلم من كياننا الوجودي الذي لطالما اضفى القدسية على نفسه عبر شيء اسمه الله لم تكن تلك وظيفته فإما أعيدوا له وظيفته أقصد ما تبقى له من وظيفة واعبدوه أو اقتلوه .. ولو خجلتم ولم تعلنوا موته -الله- بكل أشكاله وأسماءه.
كلمة جميلة لداوكنز

It is unfair to attack such an easy target. I am not attacking the particular qualities of Yahweh, or Jesus, or Allah, or any other specific God such as Baal, Zeus, or Wotan. Instead I shall define the God Hypothesis more defensibly: there exists a super-human, supernatural intelligence who deliberately designed and created the universe and everything in it, including us. This book will advocate an alternate view: any creative intelligence, of sufficient complexity to design anything, comes int existence only as the end product of an extended process of gradual evolution. Creative intelligences, being evolved, necessarily arrive late in the universe, and therefore cannot be responsible for designing it.God, in the sense defined, is a delusion.
Dawkins

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

إنسان الغد

الجزء الأول
كل من مر بتجربة خارقة للعادة ولم يستطع تفسيرها صنفها تحت مسمى (غيبيات ماورائيات معجزات كرامات) التجارب المقصودة هي :
إما معرفية (إدراك) بدون الاعتماد على الحواس أو الاستنتاج (طبعا لا ندرج حالة شخص يجلس معك وقد يتواصل بشكل عقلي لأن الدماغ يستطيع التقاط إيماءات الجسد و الوجه قد لايسعك إدراك أنك أدركتها ) هذا ما ندعوه الإدراك فوق الحسي ( ESP )
extrasensory perception
أو تتجاوز للفعل وإحداث أثر بقوة العقل .. psychokinesis
كان يعتقد
حتى عقد مضى أن هذه الظواهر تحدث مع
الأميين أو البسطاء و المتدينين أكثر كما وأنهم من يؤمنون بها أصلا ولكن في إحصائيات طويلة وفي جامعات عديدة وحتى من قبل المتشككين يمكن الإشارة لهذه النتائج :
http://www.debunkingskeptics.com/Developments.htm
1- الطلاب كبار السن و طلاب الدراسات العليا كانوا أكثر ميلا للاعتقاد بالبيوت المسكونة و الأشباح والتخاطر وخوارق الظواهر الأخرى من المبتدئين.
2- الأفراد المتكيفون اجتماعيا و الانبساطييون بدلا من الانطوائيين هم من يحصلون على درجات أعلى في اختبارات ال ESP
3- خبرات عامة السكان هي أكثر مما لدى الأفراد الناشطين في الكنائس الرئيسية أو المعابد.
4- الناس الذين يبلغون عن رؤية الجسم الغريب أو أجنبي لم يكونوا أقل ذكاء أو صحة نفسيا من أشخاص آخرين. وهذا يتناقض مع المفاهيم التي تشير حتى وقت سابق بانهم مضطربون بأوهام وهلاسات برية مع ميل لسهولة الاعتقاد بما لا يصدق " لدرجة ان الدكتور نيكولاس الذي قاد احدى الدراسات "انهم يميلون إلى أن يكونوا ذوي الياقات البيضاء ، تعليما جيدا نسبيا من الطبقة الوسطى
5- 74 ٪ من الأطباء يعتقدون أن المعجزات حدثت في الماضي و73% يعتقدون أن المعجزات يمكن أن تحدث اليوم.67%  شجعوا مرضاهم للصلاة و 59 ٪ اعترفوا بأنهم صلوا لمرضاهم.


أما بالنسبة للوقائع فهي أكثر من حصرها لذا قد استشهد بما يخدم الفكرة حين طرحها وهذا الأرشيف الضخم تناوله المشككون وحاولوا تفسيرها ( تكذيبها ...) نجحوا في القليل و فشلوا في الكثير . حاولوا تفنيدها بزعم عدم تكرار حدوثها تجريبيا .. متناسين أن العنصر الفاعل هو الموقف المسبق للباحث منها
فمشكلة و مزية هذا المجال العلمي الجديد هو الذاتية - رغم عالمية الإنتشار زمنيا و مكانيا - تقع مع أناس دون آخرين كما قلنا بارتباطها بموقفك المسبق منها
(إذا شئت حدوثها و آمنت بأنها تحدث بالفعل ,عندها ستحدث وإذا شئت ألا تحدث فلن تحدث على الأرجح ) غاي ليون بليفير
السبب يعود لكون المصدر والمكان و العنصر الفاعل هو الدماغ وفي الدماغ حيث تتحول الفكرة و التنبيهات الحسية إلى سيالات كهربائية ومن ثم إلى هرمونات و وسائط كيميائية أخرى وهي العناصر الفاعلة في العضوية أي من شيء نظري إلى مادي .
هذه الظواهر ليست ماورائيات طبعا ولكن لعجز العلم عن التدخل – بمنهجه لا سيما التجريبي سواء في الفيزياء أو علم النفس أو البيولوجيا – تسبب بهذا الخلط
كما أن للثقافة الشعبية دور في هكذا تصورللخوارق حيث تميل إلى اختصار جهد العقل واللجوء لتأويل هو كاف بنظرها وهو التأويل الميتافيزيقي مادام هناك إله ومادام علمنا محدود خاصة بالمقارنة مع علمه و قدرته وما دام هو يخبرنا أنه هناك جن و ملائكة و كائنات روحية فالموضوع لا يستدعي التفكير بل الاكتفاء بالدهشة من عظمة هكذا ظواهر و تحقير قدرات الإنسان الذاتية فالذي يحدث هو من عالم أوسع وأشد قدرة و معرفة .
العقل البشري كان يتصور أن الأرض على قرني ثور في العصور الماضية وكان التفسير كافيا . فحتى لو تعقل وعقل الإنسان شيئا قد لا يتمكن من تصوره إلا بتدريب مهم و ربما طويل ( النسبية .. الكوانتم .. الطبيعة الثنائية للضوء .. عدم الحاجة لخالق في الخلق وولادة الكون أو الحياة ...الخ ) وهذه حال تلك الظواهر فالتواتر الحسن للأحداث .. والتقييم و الخضوع لدراستها وبشروط قاسية تكفي لجعلك تعتقد أنها موجودة و لكن مع أول اختبار يبدأ العقل بالتشكك (عدم الاعتياد .. بالتالي عدم القدرة على التصور)
ارتبطت تلك الظواهر بالتركيز لسبب غير واضح – اي لا شيء يفترض اللزوم بين حدوثها والتركيز.
ولكن كثير من الحالات الواضحة القوية تاريخيا و المنشورة إعلاميا كان نتيجتها شيء إيجابي قوي و فاعل بالتالي برزت لأن التخاطر لمعرفة ملابس الداخلية لامرأة أو حثها على التعري لا يفيد على المستوى الحيوي الخطير لا يمكن أن يقارن بوضع شخص تحت ركام وهو يختنق أو مريض يستدعي معونة وجدانية أو مادية من شخص ما. والحالات المشهورة التي تداولها الإعلام التاريخي كلها من هذا النوع من التخاطر المفيد وحالة المتأزم تمثل حالة من الاستنفار الوجودي و التركيز
فكرة التركيز تغير فهمها حيث يمكن القول أنك لم تكن تركز على صديق قديم حين يقرع الباب فيظهر شخص لم تره من سنوات بل أكثر الحالات تقول أنه خطر ببالي فجأة ذلك ..لذا ظهر التركيز المسترخي كما أساتذة زن يصفونه أو كما وصفها بيير داكوا بتعويم التفكير أو في البيولوجيا والفيزيولوجيا بالتلقيم الراجع السلبي .
بتطور الفيزياء و أدوات الكشف وظهور فكرة الموجات افترض الكثير أنه نوع من التواصل الموجي الخاص ولكن كانت أقفاص فاراداي المعزولة كافية حينها للتشكيك بهذه الفرضية وليس إبطالها لأنه اكتشفت فيما بعد الأمواج الجسيمية ( أمواج دوبروي) التي تتناسب مع كتلة الجسم عكسيا وفق معادلة صغيرة شهيرة وتشير لطول موجة قصيرة جدا لايمكن لأجهزتنا قياسها ولكنها لوحظت و تم قياسها بالنسبة للجسيمات الذرية التي تم تسريعها لسرعات قريبة من سرعة الضوء فازدادت كتلتها حسب النسبية الخاصة وازداد طول الموجة بحيث صار يمكن قياسها والموجات معروف أثرها في الفعل أو نقل المعلومات على وبين الأجسام و الأجرام ولكن كيف يمكن تمييز موجة من أخرى ؟؟!! مادامت الأشياء كلها في العالم تصدر هكذا بيانات موجية وفي كل لحظة .


لطول البحث و محاولة التعمق والاطلاع على أحدث الأبحاث مع بعض التجارب لذا سأدون على أجزاء ( الإدراك فوق الحسي بأشكاله و قوة التحريك بالعقل ...