الاثنين، 31 أكتوبر 2011

Interfaith dialogue .. Ridicule حوار الأديان ..سخرية

Interfaith dialogue is an existential struggle inside us and among our gods.
The gods is the identity of the weak and poor, or who they have deep disturbances in personality
so that's delusion .. Baker Mohammad
ما يسمى بالتسامح الذي تنادي بها المجتمعات لن يصمد أمام مشاكل التطرف حتى لو تدارك العالم الظروف الظاهرة كالفقر والشعور بالظلم أصر أن الحل هو في تغيير الوعي وطريقة مقاربة تلك المجموعات المؤهلة لتكون إرهابية لمشاكلها فالفقر مثلاً موجود منذ أن أن كان الإنسان العاقل ولكنه لم يكن سبباً كافياً للقيام بإجراءات جذرية تاريخياً بوسائل عنيفة ولكن طريقة إدراكها للفقر – الإيمان بأنه ليس قدراً مبرماً أو أنه ناتج عن ظلم أكبر ...الخ – يحرك البؤساء ويضعف من تعايشهم مع
الحالة المستقرة السابقة .وهكذا يمكنك القياس على أسباب كثيرة للتطرف
- مشاكل البشر لن تزول – ذلك هو توقهم لآخرة وإله لايتأثر بالظرف والمتحول في تعاطيه مع أزمة الإنسان الدنيوية – عدم زوالها ليس موضوع الحديث ويكفي أن ندرك أنها وجودية عميقة مرتبطة بتركيب البشر العضوي وتداعياته النفسية – المعنوية - وكل ما هو متاح للبشر هو إعادة التوازن بين القيم وإليها.
القيم نفسها متغيرة زمنيا ومكانيا لذلك العمل الإنسان سيظل مطلوبا وملحاً التساؤل المطروح هل الحياة نفسها والطبيعة وصراع القيم يستطيع تحقيق ذلك التوازن عفويا ؟؟ لا ليس في الوجود غير تناغم ظاهري نحن نتخيله ونجمله بأدواتنا المنطقية والخداع الذاتي ..
- لا مناص من تدخل الإنسان بقنبلة نووية على ما يبدو لإنهاء الحرب ٍ ما كان ليعرف إلام وحتى متى تمتد من زمن وضحايا خاصة مع اليابانيين بروحهم القتالية العالية.
كانت ستنتهي الحرب – صحيح بشكل ما – ولكن ما الضريبة ؟
- التطرف يوازن نفسه ولا أدعي أن الجهة الفلانية كانت بادئة أو تلك فمجال هكذا دراسات معرضة للانحياز دومًا وبوضوح ولا أعتقد أننا توصلنا لنتيجة حاسمة بشأن من كان أشد فتكاً – إله الكنيسة أم إله الرمال أم يهوى – ولكن بمجرد ظهوره بحماس وقوة في التعبير عن نفسه في مكان ما يظهر تخاطرياً في مكان آخر فما بالك في عصرنا الرهيب من حيث نقلُ المعلومة لحظتها .. هذا يسرع بلورة هذا التطرف وانتقال الموجود أصلا ً إلى حيز الفعل الموازن .
ماذا يجب أن يفعل المراقب شبه الحيادي – لا يوجد مراقب حيادي ؟
- اتخاذ موقف ينسجم مع إيمانه الوجداني – الإيمان دوماً وجداني ولكن لتجاوزات لغوية لا أكثر أحياناً نقول عقلياً فالدين لا علاقة له بالعلم والعقل أبداً -

وليس اتخاذ موقف نتيجة تحليل عقلاني – الذي سيبقى بعيد المنال عن الشريحة الأوسع وتظل قدرة وموهبة يصقلها المفكر شبه الحيادي–
بعد اتخاذ موقف ما يجب دفع الظاهرة إلى أقصى انفعالية بمعنى أوضح نحو التطرف لتسريع التمايز ما دام الاستئصال الوقائي غير جائز لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان وحرية الاعتقاد .
اِدفعْ للتمايز لتحصل على مستقبل تلك الفكرة... فإن كانت ضمن حدود القبول الذي لا يتحتم عليه عقاب كان بها وستكون تجاوزت الاختبار بل أصلاً يمكن التعامل مع هكذا حالات .
أما إن كان مؤذياً - مستقبلها فستكون الفكرة قد حكمت على نفسها بالموت جراحياً أو الاختباء حتى جولة أخرى والفكرة التي يتكرر فشلها ستنتحر مع المؤمنين بها ولو إلى حين . هنا قد يفيد الحوار المزعوم - لا أؤمن بفائدته شخصياً -

- ما يسمى بحوار الأديان والحضارات - يقصدون التراثات الدينية لو لاحظتم في الحقيقة - وتضاجع آلهة الأديان ونبذ التطرف .. الخ لابأس بها ويجب أن تستمر على الأقل لمواكبة الديالكتيك المفروض وجودياً . ولكنه معرض للانتكاسة دوماً بسبب أحمق كالسويسري منذ شهور بقتل أهل بلاده احتجاجاً على سياسة حكومة بلاده المتسامحة تجاه الغزو الإسلامي لأوروبا أو كإرهابي يفجر كنيسة وجامعاً لمحاربة الغزو الصليبي !! والمسلمون عندهم هذا الاستعداد أكثر لتدمير الآخرين - على الأقل في عصرنا الحديث -
ونعرف جيداً أن القتل يجر القتل .. والمشرع ليس هو الفرد بل الدولة ..فالدولة تملك حق القتل فقط - قانونياً - وعلاقة الدول خاضعة لقوانين دولية يمكن ضبطها بتفعيلها أكثر ولا ننسى أننا نفترض دولاً ديمقراطية قدرالإمكان تعبر حكوماتها عن مواقف غالبية سكانها حتى في الحروب .. إذاً الدولة وبإجماع الغالبية تستطيع تحديد توجهاتها ومثلاً أنا كفرنسي بالنسبة للحجاب وسويسري بالنسبة للمآذن وطاجيكي بالنسبة لتنظيم بناء دور العبادة ومنع الصلاة في الدوائر الرسمية .. يجب ألا أتراجع عن قراراتي لضغط من لم يوافق على تلك التشريعات . سيزداد التطرف !! هذا ما أعنيه بالدفع نحو الجهة القصوى بحيث يكشف هذا المواطن إن كان يحترم القانون أم لديه مصادر تشريعية هو يعتقد أنها فوق القانون الوضعي أو الأرضي .. وعليه التقرير إن كان سيذهب إلى حيث تلك الشريعة في السعودية أو في أحضان طالبان والقاعدة .. لا يمكننا محاسبته على اعتقاده ولكن حين يقولون أنه سيتطرف هم يقصدون أنه أصلاً متطرف وهو يسعى لنشر أفكاره المتطرفة إذ لا يعقل أن ريفياً مسلماً لديه تقاليد شعبه الأصلي كمواطن في تلك البلاد سيهدد الحياة العامة حين تمنعه من الصلاة في وظيفته - وليت صلاته تكون ميسرة كصلاة المسيحيين أو البوذيين - أما من انسلخ عن أمته وتبنى شعار أمة الإسلام عالمية الانتشار فهو تهديد حقيقي وقوي سيكشف عن توجهاته بقليل من الضغط عليه في شكليات عقيدته وحين يفعل فسيكون خارجاً عن القانون وسيقع في أخطاء يمكن محاسبته عليها أما إذا تكيف فلابأس فسيعرف العالم فعلاً أنه مؤمن بالمرونة ..وستناضل فكرته للبقاء في عصمة قدسية الحياة.
تراث الشعوب يميل إلى التفاعل الإيجابي خاصة على مستوى الأفراد وعلاقاتهم بغض النظر عن الأديان ولكن الأفكار الإلهية والماورائية في الأديان التوحيدية تتعارك حتى الذبح وزهق الأرواح ويزداد ذلك كلما ابتعد الناس عن تراثهم البشري اللاإلهي .
لذلك تجد الكثير من المسلمين طيبين لأن أغلبهم لا زالت عاداته وتقاليده تتحكم به وليس مذكرات محمد وإلهه الساذج .

الأحد، 30 أكتوبر 2011

مفرزات رسول الإسلام ..و بقرة ( Holy sputum )

Islamic cow
المسلم يسخر من تقديس البقرة عند الهندوس فهل يستطيع أن يقدم تبريراً لسلوكه الشائن قبل الإسلام بصنع آلهة وعبادتها - كإله عمر المصنوع من العجوة يجوع فيأكل إلهه - أو التقرب إلى إله آخر زلفى إلى السماء عبر أصنامهم ؟! مع العلم أن العرب عرفت اليهودية والمسيحية والحنيفية السمحاء - قبل إدخال مفهوم الإرهاب إلى دينهم وتسميته بالإسلام - لتأسيس دولة الجواري والعبيد والغلمان والخلفاء اللاراشدين ؟! 
طبعاً لن يتمكن وإن استطاع أن يفعل عبر مذكرات محمد - القرآن - فسرعان ما سيتملصون واصفين الآخر بالجهل والكلب والحمار حامل الأسفار – هنا يقصدون نصوص الفيدا – فعلماءالهندوس مثلهم مثل الحمار التوراتي أوالكلب الإسلامي–
الصحراوي حيث الحرارة عالية جداً فيلهث إن حملت عليه أم لم تفعل – لا يوجد إعجاز علمي هنا لأن الكلاب في القطب الشمالي لا تلهث طبعاً -
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} [الأعراف:175 _ 176].
هذا من باب تكريم إله محمد لبني آدم حيث فضل البشر على كثير ممن خلق تفضيلاً - يبدو أن موقفه قاس ممن يقدسون البقرة ,طبعاً هم لا يعبدونها بل يقدسونها كرمز للأم المعطاءة وأكثر من ذلك من الإيثار .
- رمزية البقرة وأصول تلك الظاهرة لا يعرفها شيوخ وفقهاء المسلمين ولا يرون لذلك ضرورة ولكن ماذا تسمي التكالب على نخامة محمد – بصاقه ومفرزات الجيوب عنده – يوم صلح الحديبية
( والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده) صحيح البخاري (2734).
 يا بشرهل كان محمد بلا جراثيم وفيروسات - ناهيك عن قلة الأدب والإساءة للذوق العام - لا بأس أنتم تتقبلون بول وتغوط محمد كمقدسات وتستشفون بها – فلما تعيبون على آخرين احترام مبالغ فيه لهذا الحيوان - البقرة - التي تعطيهم وتعطيهم الكثير من الحليب دوماً إلى الجلد والعظم والقرون واللحم بعد الموت , فحتى غائطه يحرق للتدفئة كوقود فماذا كان غائط محمد يفعل بكم ..
- ماذا تسمون الدوران والتمسح بحجر .. حجر فتته الزمن حتى كاد يسحقه ومنه الكثير في الجبال المحيطة بمكة فلماذا هذا الاندفاع المجنون نحوه تحديداً –
لئن كانت حجارة جناتكم من تلك التركيبة فاللعنة على جناتكم بطولها وعرضها
- الحج كله كطقس وثني أصلاً , ما المشرف فيه لولا ظاهرة التجمع نفسها .
نعود بالمسلمين ليقبلوا الأيدي وأرجل من يسمونهم بالصالحين .. وأحذية الحكام بل والتهافت الشاذ للشيعة في تقديس أهل بيت محمد بكل خصوصياتهم الجنسية وخلافاتهم الشخصية البشرية الصرفة بحيث يبشروننا بمهدي من صلبهم ؟؟
- نعود بالمسلمين لمحمد وبوله المباركين – هو وبوله – نحن لا نتحدث عن موضوع ملفق بل عن موضوع هو مدعاة فخر في العصور حتى الحديثة إذ لم يبق إلا أن يخرج علينا زغلول النجار لينحت تجربة خيالية يبرهن فيها علمياً أن محمد - اللاحم - كان ذا بول شافٍ من كل الأدواء إلا السام – الموت – لسوء حظهم أنه غير محفوظ لتحليله .
- الشعر ولو كان شعر عانته – لا بأس – ولكن هذا بول .. أيضاً لا بأس لأن البول سائل عقيم ما لم يكن المرء مصاباً بإنتان .
- طبعاً الموضوع لم يكن له الصدى الإعلامي الذي أعطي بتضعيف الحديث عن البول مع أن العلماء مؤمنين بأن محمد ليس كغيره من البشر وله خصوصية إلهية ولكن بعد غلإفتاء الجريء المؤكد على ذلك انبرى أصحاب الدعوة والنخوة فيفحصوا ويمحصوا ويمصمصوا - كما يقول مظفر النواب - ويحللوا النصوص فيكذبوا تلك الأحاديث ؟؟!! ليس غريباً الديماغوجيادينية هي هي .والبصاق – أيضاً لا بأس – مع أني أشك بأن من فعل ذلك هو شاذ ولو مص هو ومحمد شفتي بعضهما لكان أفضل ..أما نخامة الإنسان هي أقذر ما يمكن الحديث عنه ..النخامة هي مفرزات الأنف والجيوب والقصبات !!
مع أن محمد تمادى في استغلال حب البعض له وصار يضحك حين أخبرته أم أيمن أنها شربت بوله ..وراح يبصق في عين فلان وبئر التفلة معلم تفخر به السعودية طبعاً - حيث يبصق محمد في آبار فيفيض ماؤها أو كان ملحياً فعاد عذباً حلواً ببصاق محمد وآبار أخرى بصق فيها فجف ماؤها !! لم يكتف بالبصق في العيون والأفواه - سنة صحيحة -
( عن أبي سعيد الخدري قال : قيل يا رسول الله أن توضأ من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الماء طهور لا ينجسه شيء ) طفرات محمد الإبداعية أكثر من أن نحصرها في مفرزاته البشرية .
- القضية ليست سفاهة عقل المسلم بقدر ما هي مواقفه الازدواجية المقرفة حين ينكر على الآخر ما يمارسه هو ..القضية لا علاقة لها بتجارب علمية ولا بعقل ولا منطق بل هو الشعور الوجدان , هو الإيمان والإيمان أعمى شئنا أم أبينا .
– أيهما أشد تسفيها للمنطق العقلي , حجر جامد متماسك بالغراء أم مفرزات محمد الأنفية والصدرية وبوله وبصاقه... أم البقرة ؟

السبت، 29 أكتوبر 2011

law.. Self-commitment, not religious الالتزام الذاتي لا الديني بالقانون

A successful life doesn't require that we've done the best, but that we've done our best     .H. Jackson Brown

- تجربة جميلة تحدث في ألمانيا - على الأقل - يتعلق بتشجيع القراءة حتى في الشوارع وليس قراءة الجرائد بل الكتب . مكتبات متناثرة في عموم الشوارع بلا أقفال - في بلادنا حتى صنابير مياه البرادات والجوامع عليها أقفال أسطورية مع ابتكارات يومية لمنع السرقة .. للأسف ذلك هو واقعنا - كما أضواء الإنارة العالية تحاط بشبكات معدنية للحماية من كسرها - لمجرد الأذى -
من يجبر الألماني على عدم سرقة الكتب من أكشاك الشوارع تلك - نعني أخذها دون ردها - أو إضافة كتب قرأتها ولم تعد تلزمك إليها ؟؟
هل طلبت الحكومة من وسطاء إلهيين دينيين - إسلاميين ومسيحيين وغيرهم - أن يلتزموا بقوانين دياناتهم لصون هكذا ملكية عامة ؟؟!!
عدم أذية الممتلكات العامة قديم قدم التنظيم الإجتماعي و التجمعي وكل الأديان تتسابق
لتبني الأفكار موضع الإجماع العام وليس لدين أن يدعي بأنه الأب الراعي لفكرة ما .
- القانون له القدسية الأعلى في حال تم احترامه - ولكن أن تكون قدسيته من السماء فهذا هو الشرف الذي ليس للأديان أن تفخر به .
- لا دين ولا أخلاق منع حركة الملعونين طالبان من عدم تدمير تماثيل بوذا القديمة ..
- لا عقيدة ولا فكرة منعت الأحمق ماوتسي تونغ من الإساءة للتيبت رغم رمزية التيبت دينياً بل وعالمياً .
- ليس التدين بدلالة على صحة مجتمع ما عقلياً بحيث يتم احترام الآخر وعدم تدمير ثقافته سواء الشفهية أو المكتوبة .. المغول فعلوا .. المسلمون فعلوا - يرجى العودة للوثائق وعدم التسرع باتهامي بالتحامل على الإسلام أو على محمد وعمر اللذين لطالما صرخا بأن كتاب الله يغني عما سواه - فكانت فتوى لحرق كتب ومكتبات... المسيحيون فعلوا ..
- أما الإصرار على القول أن محمداً قال هذا والله قال هذا فقد أمسى قرفاً لا يطيقه عاقل .
- نسب الفكرة إلى مصدر علوي سماوي لا يعطيها الحصانة من ألا تنحرف أو أن يتم تجاوزها من أشد المخلصين لتلك الفكرة .
ويظل القانون موضع الإجماع البشري هو الأسلم مهما كان قاصراً .. بل لو بُذِلَ ربعُ الجهد المبذول لخلق إرهابي أو تكفير أحدهم أو الدعاية لما يسمى الله ..
- فقط ربع الجهد كافٍ كي نصلح كل مشاكلنا الإجتماعية وعلاقاتنا بما فيها الدولية..
- ربع جهد تلك التربية الدينية سواء في أمريكا أو عند المسلمين لو بذل في تعليم وتعلم احترام القانون الوضعي لَكُنَّا بسلام أكثر .
- من الألف الثاني وقبل ميلاد يسوع وابنه وأبيه وأرباب المسلمين والشياطين وضع حمورابي تشريعاً مبنياً على ما يشبه العدل الإسلامي واليهودي - العين بالعين ...الخ - وكان إله الشمس من سلمه تلك الشرائع وليس إله إبراهيم مع أن حمورابي نفسه لم يكن متألهاً بل كان خليل الله.
- ألا زلنا بحاجة لآلهة مخيفة أو مغرية لتطبيق قوانيننا - هي قوانين نحن ارتضيناها وبلورناها وسرقها أمثال موسى ومحمد لينسبوها إلى كائن أصم أبكم أعمى وأحمق - الله - ولكن يقال بأنه قادر على فرض القوانين سواء رهبة أو رغبة ؟؟!!
يا بني آدم الإفتراضي ماالذي يجعلنا بحاجة لتقديس أمر إلهي يجعلك غير مستمتع بالقتل؟
هل تحتاج لقانون يمنعك من قتل الآخر .. إلا بشروط محددة حللها لك الإسلام مثلاً .
-لا حاجة لوجود إله أو فكرة ميتافيزيقية لتنظيم الأخلاق والقوة التي يوفرها الله فهي على حساب الإنسان نفسه. قدس نفسك من خلال الآخر واحترم القانون . لتبني حضارة جديدة.
أما الحكمة المخفية فهي مجرد وسيلة خداع وسخرية من العقل الحر في تحليقه وتشككه .
- الانسان لا يحتاج لأوامر بأن يكون لطيفا مع أولاده ولكن يحتاج لاحترام قانون يحرم قتل أبناء آدم ذاتياً وليس سماويًا لأن التاريخ أثبت أن ذلك لم يفد في تقليل نسبة القتلى لا من أبناء جلدتك ولا سواهم بل كان القتل على أشده بتلك الحجج لأنه يعطى صفة القدسية على فعل القتل  عبر كلمة الشهادة ...والاستشهاد .
أما هراء كانط حول الأخلاق فقد تكفل نيتشه بالرد عليه كما رومانسيات أفلاطون .
عرف الإنسان الخير لأجل الخير كما عرفه لأجل شيء ما .. قبل أن تلتحف الأديان فتستر عورتها وعورة آلهتها بما هو إبداع بشري وجودي أصيل .
To assert that it is possible to establish peace between men of different nations is simply to assert that man, whatever his ethnical background, his race, religious beliefs, or philosophy, is capable of reason. Two forces within the individual contribute to the development of his conscience and of his morality: reason and sensitivity.

التآمر الإلهي وابليس ,God conspiracy and Satan

The beauty of religious mania is that it has the power to explain everything. Once God (or Satan) is accepted as the first cause of everything which happens in the mortal world, nothing is left to chance...logic can be happily tossed out the window ... Stephen King
اتهم البعض أمريكا بأنها دبرت تفجيرات البرجين والأكثر حيادية قال أنهم عرفوا وسمحوا لوقوع أحداث 11 سبتمبر ليبرروا سوء السلوك التالي للحكومة الجمهورية ؟؟
الغريب أن الله كان أول من علمنا هذا الأسلوب المخابراتي لتمرير نظرية المؤامرة عبر قصة خلق آدم الذي أبدأ بالقول أنه - آدم - ليس المعني بتلك الآيات بقدر ما كان المقصود هو ابليس .. تلك هي آيات المؤامرة المتداخلة والمسرحية الهزلية والتراجيدية لصراع النفوذ بين قوتين انتصرت إحداهما - الله - فعرفناه وقوة هُزِمَتْ - ابليس - فما عرفناه إلا عبر المنتصر ....

- يمكنكم القراءة لتجدوا تطابقاً غريباً بحيث لا تعْجَبُ مِنْ أنَّ مَنْ آمن بالمؤامرة هم
المسلمون قبل غيرهم و المتدينون عموماً .
( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
 قال إني أعلم ما لا تعلمون)
الله علَّم الملائكة ما يعرفون!!
الله علم آدم الأسماء كلها!!
الله يعرف ما يعلم ابليس !!
الله يعرف ما سيفعل ابليس!!
- لو توقف الموضوع عند هذا الحد من دكتاتورية وألاعيب لما قلنا أكثر فهو إله - على الأقل بالنسبة للمتدين الإبراهيمي - ولكن الهراء المستطيل الممتد عقوداً وهذه العشوائية واللامعقولية الأغرب تدفع الإنسان للتساؤل عما أراده الإله الابراهيمي .
الفقهاء والمفسرون لم يجدوا إجابات ولو شبه نهائية ففي النهاية ينسبون جهلهم لحكمة ربانية لا يعلمها إلا إلههم .. و أويخرجون بنتيجة مفادها أن الله يعلِّم البشر كيفية إقامة البيِّنة كما فعل هو مع ابليس المسكين الذي يبدو لوهلة أن الخدعة انطلت عليه - حسب هذه الرواية التي أنقلها عن ابنة ابليس طبعاً-!!
- خدعة خلق آدم كانت مصيدة وامتداداً لخلافات الآلهة القديمة ولكن بعد مونتاج جائر ومتطرف .. خدعة لصراع بين إله دكتاتوري وبين معارض هو كبير الملائكة - عزازيل - الذي لم يعجبه هذا الاستئثار بالسلطة ولم تكن حجته بالبسيطة بل من الله وإليه - خلقتني من نار وهو من طين - فحسب ادعاءه هو أيضاً من مخلوقات الله -
- بعيداً عن هراء التأويل السخيف يمكننا مقاربة النص القرآني في سطور سورة البقرة من حيث هو - نص - ونطرح التساؤلات التي لطالما اصطدم به الكثيرون من أحرار العقل ... مثلاً ما الذي يدري الملائكة عن ابن آدم وعما سيفعله ؟
- إما أن الله أطلعهم على ذلك وهذا ما لا نجد داعماً له إلا لمزيد من السخرية من تفكير الملائكة كلهم فتتأكدُ فكرة دكتاتورية الله بل والممزوج بالسخرية حيث يلهو بالكل
- أو أن الملائكة لديهم قدرة على الاستبصار ودرجة من معرفة الغيب – على الأقل أحدهم – تتمة القصة تكشف أن ابليس حُبِكتْ حوله مصيدة محكمة مستفيداً - الله - من إباء ابليس وكم من الإباء ما قتل , خاصة في زمن ومجتمع ما كان ليستسيغان الحلول البراغماتية .
- ليس الأمر مجرد كشف نوايا ابليس المتكبر أو تعليم البشر بل هو لفٌّ ودوران إلهيين لتدارك وقمع ابليس لمعرفته المتنامية وقدراته الذاتية المتعاظمة وبروزه كمعارض مؤهل لمزاحمة الله الملك ... فباقي الملائكة - بتنبؤهم عما سيفعل الإنسان من فساد وسفك دماء - لم يكونوا بذلك الجهل أو السلبية فكيف برئيسهم ؟!
!
- قضية ادعاء ابليس الأفضلية ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )
تُقرَأ ُ على أن الله الابراهيمي أشد سفهاً من قبول الحجج المنطقية .. هكذا يمكن قراءة الحادثة - حوار لم يقبله الله واعتبر حجة ابليس باطلة أو باطلاً يراد به حق بل لم يقف عنده - وليس كما يبرزها الله والمدافعون عنه بحيث يريدون أخذ الدروس كعدم التكبر لكأن ابليس جاء بمعلومة شخصية جداً - التكبر - حتى الله لا يخرج عن المألوف في ادعاءاته فلما يفعل ابليس ؟؟ إن لم تكن فكرة أفضلية النور والنار على التراب شيئاً واقعياً وسائداً فهل تعتقد أن كبير الملائكة يفاجئ أتباعه بما لن يقبلوا منه فيغامر بتشويه صورته بينما هو في صراع مع شيء كالله - يستطيع انتهاز كل شيء للإساءة إلى غريمه ؟
- لنرجع إلى القصة حيث يطرد الله ابليس ويتسلى بآدم في جناته كمخلوق طريف يباهي به أتباعه - هذا خلقي -
- أهمية هذا الانسان بالنسبة لله لم تقف هنا - حيوان مدلل - بل هو أهم كأداة ليس إلا ... فهاهو يخلق شريكاً لحيوانه المدلل - آدم - وينبههما من الدنو من تلك الشجرة التي يكاد يجمع العالم على أنها شجرة المعرفة سواء كشفت العورة أم لا ... فهي شجرة المعرفة التي لا معنى أن يختبر الله آدمَ وهو في الجنة - ليست دار امتحان -
سيزول العجب حين نعرف أن بطل القصة ليس آدم الساذج بل هو ابليس الذي زحف إلى حيث الكائنان الترابيان وأغوى حواء وبالتالي آدم الذي لا زال الذكور يعتبرون حواء سبب الغواية وآدم سقط لأجلها مفضلاً الشراكة في الإثم على ترك حواءه وحيدة في خطيئتها ...
كيف وصل ابليس ولما سمح الله له أم لم كان عاجزاً أو يتفرج لا أكثر - تلك الحقيقة-؟!
أكان يرشو الملائكة أم أن له أتباعاً سحقهم الله وأخرسهم مع كل أثر ٍ قد يصل إلينا منهم ؟
ألم يكن الله يرى - هذا الشيطان -؟ طبعاً ولكن الله ماكر عاهر تغاضى عن ابليس ليتسبب ابليس في هذه المصائب حتى آخر الزمان ...

( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين )

- أعود لأركز بأن المحور كان الشيطان وآدم كان تأثيراً جانبياً إلى أن بدأ الإنسان بكشف الألاعيب الإلهية حينها تحول هذا المخلوق الجانبي - الإنسان- إلى معضلة بالنسبة للرب ..وسعى في كسب رضانا عنه جاهداً-
- لو اختصر الله ونسف ابليس ما كان سيأمن عدم قيام الثورة النورانية - ثورة الملائكة - وبالتالي اهتزاز عرشه الذي يدعي هو أنه يقيمه على أسس العدل ولو بالتحايل على ابليس - إله ميكافيللي حين يستدعي الموقف - ليكشف نوايا ابليس في منازعته الملك والملكوت وإن كان سيضطر لقمع الملائكة فلا أظنه كان ستطول به الحياة دون أن يكون له عبيد أغبياء يجعلونه يدرك أنه موجود فهو القائل بأنه ما خلق الكل إلا ليعبدوه فهو موجود بوجود عبيد ..
- الله كان مشغولاً كأي دكتاتور بالتهديدات المباشرة على وجوده - مع التحسب للبعيد لأنه حدث آدم عن ذريته وما قد يحدث لاحقاً -
- كان ابليس هو سيد التهديد حينها لأنه استطاع الوصول لشجرة المعرفة تلك بعد أن كانت ملكا حصرياً للآلهة التي تصارعت عليها وعلى الوجود حتى احتكرها الإله الابراهيمي المتسلط أما الآن فهاهو الإنسان يدفع بالآلهة إلى جحيم خرافاتها ويعمم المعرفة لئلا تكون حكرا ً على السماء أو ولاة السماء في الأرض من الكهنة وعملاء الله من البشر- الأنبياء-
- اللعبة تلك كانت للاستدلال على طريقة تعامل الله مع أتباعه وتعليم للإنسان أيضاً بأن يقيم العدل وأن يتخذ القرار على البراهين ولو بأسلوب مخابراتي وبالتفجيروالتضحية ببني جلدته .
- تلك المكيدة جرت حسب القرآن وكان المنتصر هو الذي لا زال معبود المسلمين - الإله الإبراهيمي - فأي حقيقة تأملها من القوي المنتصر لولا نفس الصفة التي طرد بها ابليس حين كشفها فيه - التكبر - تكبره مع زلات لسان محمدية - العميل الإلهي الأشرس - مع قصص الأقدمين قد تعطينا صورة أوضح عن ابليس .
- تلك رواية ثانية عما جرى في القدم بل هناك قصة أغرب سنسردها في الحلقة القادمة من تأملاتنا في تاريخ ابليس .. الذي هو تاريخ الله نفسه وكلاهما تاريخ محو الأمية البشرية .

السبت، 22 أكتوبر 2011

Atheist universe الكون ملحد .. ينفي وجود إله

الكون ملحد ، للكاتب دَيفيد ميلز - الجزء الثاني-part 2
للعودة إلى الجزء الأول
الفصل السادس 
(( معجزة )) الحياة على الأرض : يعتقد الخلائقيون (Creationism) بأن وجود الحياة على الأرض وهذا التنوع والتعقيد دليل لايمكن دحضه على وجود خالق ذكي وواعي خطط بدقه وحكمة لكل هذا الخلق .
يمكن تلخيص دعاوى الخلائقيون الى صنفين :
وجهه النظر الاولى :
إن التطور عبارة عن أسطورة ووهم كبير ومن الممكن أن تشهد الحيوانات آثارًا لعملية تغيير لغرض الانسجام مع محيطها ولكنها لن تتطور خارجه عن صنفها الذي تنتمي اليه .
ملايين المتحجرات والتي يفترض أنها قد وثَّقتْ للتطور إما تزوير أو أنها تقديم مفبرك من قبل العلماء . فهناك مؤامرة كبيرة من قبل العلماء يقودها الشيطان طبعا للتغطية وحرف

البشر عن الإيمان بقصة الخلق التوراتي الكامل ونشر كذبة التطور.(هي نفسها القرآنية)
وجهة النظر الثانية :
أن الأجناس شهدت تطورًا ما ولكن هذا التطور ليس في حالة تناقض مع التوراة .
لنفحص وبعقلية حيادية تامة وجهتي النظر ونبدأ بالسؤال هل إن نظرية التطور عبارة عن أسطورة وقصة خيالية ؟ والسؤال الثاني وهو هل يمكن أن نوفق بين قصة الخليقة التوراتية وعلم التطور ؟
هل التطور اسطورة ؟
كان والدي يشتري وبشكل منتظم بطاقات اليانصيب الحكومي أملا ً - على الرغم من كل الإشارات التي تشهد ضد ذلك – بالحصول على تركيبة من ستة أرقام من أصل أربعين رقماً لتحوله بين ليلة وضحاها الى مليونير ولن تستغربوا إن علمتم بأنه لم يربح شيئا في حياته بل لم يصل حتى قريباً الى الفوز .
ان الخبرة الشخصية تؤكد لنا أنه من المستحيل عملياً ان نفوز لأن كل الاحتمالات تعمل ضدنا وليس في صالحنا .
والمشكلة تكمن في أن العملية ليست تراكمية أي ليس هناك فائدة من أن نقوم بحمل الأرقام الرابحة في هذه السحبة لغرض تجميعها واستخدامها في السحبة التالية أي أنك تحصل على رقم صحيح من الستة ارقام وفي الاسبوع التالي تضيف رقماً آخر حتى تستطيع جمع المجموعة العددية كاملة وتصبح رابحا ولكنك لن تكون في هذه الحالة المحظوظ الوحيد فهناك آلاف اللاعبين من سيستطيعون جمع الأرقام الرابحة .
- لقد نجح الخلائقيون إلى درجة ما في تصوير علم التطور على أنه صدفة عمياء أو لعبة يانصيب عشوائية لامكان فيها إلا للصدفة العمياء وللظروف التي لاعقل ولاوعي لها لتنتج كائنات واعية ومتطورة . وحيث أننا نعلم بانه من شبه المستحيل الفوز باليانصيب لذا فالايمان بالتطور هو كأي إيمان بأنك ستربح اليانصيب أي أنه إيمان لامنطق فيه .
يحلو للخلائقيين دائما ذكر العين البشرية كمثال على دقة وروعة التصميم (( الإلهي )) وهو يكررون ( وعلى حق ) بان العين البشرية أكثر دقة وتعقيد وحساسية من أحدث كاميرا رقمية . ويطرحون دائماً سؤالهم المحبب : إذا كانت الكاميرا بحاجة إلى مصمم فلماذا لاتحتاج العين البشرية الى مصمم وهي أعقد بكثير من أن تكون وليدة الصدفة العشوائية .
والجواب:  وبشكل مباشر أن العين لم تظهر الى الوجود بالصدفة العمياء ولم يدعي او يزعم اي عالم في التطور مثل هذا الادعاء المضحك .
الخلائقية وكما ترون تنتعش بخلقها أعداء من قش وتنتصر بتحطيمها هؤلاء الأعداء وبكلمة أخرى فالخلائقية تنسب افتراضات معينة الى علم التطور ومن ثم ترد عليها زاعمة انها فندت كل افتراءات التطوريين .فمن السهل دائماً ان تحطم وتفند حجة صنعتها أنت لغرض أن تحطمها .
أن تظهر عين بمحض الصدفة العمياء احتمال أقل بكثير من فوزك باليانصيب ولكن هل هذا صحيح ؟ هل أن التطور هو ترتيب أرقام فائزة بمحض الصدفة أم عملية تراكم طويلة الأمد لأرقام فائزة كما كان يتمنى والدي ؟
ان التطور عبارة عن عملية تراكم لتكيف وظيفي functional adaptations
والتطور لايعرف سوى ثلاثة أسس لغرض نجاحه :
الزمن
تنوع جيني في الذرية.
اليه تحفظ أي تغيير نافع وهذا مايدعى في علم التطور الانتخاب الطبيعي أو الانتخاب الكمي الطبيعي واقترح لأول مرة من قبل شارلز داروين عام 1859 .
أولا ً: دعونا نصحح سوء فهم شائع يخلقه استخدام مصطلح ( نظرية التطور ) فالخلائقيون يريدون منك ان تصدق بأن إطلاق صفة نظرية على علم التطور يعني بأن العلماء (( غير متأكدين )) من أن التطور حقيقة واقعة . هذا سوء الفهم المصاحب لاستخدام كلمة نظرية يعكس انفصالاً كلياً لمجموعة الخلائقيين عن مجتمع العلم والعلماء .
فالعلماء يستخدمون كلمة نظرية بمعنى تفسير وتوضيح ، لدينا مثلا نظرية الخلية والتي تشرح وتوضح هيكيلية ووظيفة الخلايا الحية وعندنا النظرية الذرية والتي تشرح وتصف سلوك الذرات وتسميه النظرية الذرية بالنظرية لايعني بأن العلماء يشكُّون بوجود الذرة . ونظرية الجاذبية والتي تفسر التجاذب الكوني بين الأجسام لايعني بأن هناك عالم يحترم نفسه يشكك بوجود قوة الجذب هاته بين الأجسام .
وكما لدينا كل هذه النظريات فلدينا أيضاً نظرية التطور والتي تشرح وتوضح التطور وكما سنرى فمجتمع العلماء ينظر الى التطور كحقيقة غير قابلة للنقض فشأنها في ذلك شأن نظرية الذرة والخلية والجاذبية وأن الأدلة على حدوث التطور مقنعة وواضحة بشكل لايقبل الجدل .
فما هي اذن هذه الادلة ؟ وماذا يقول عنها الخلائقيون ؟
يعتقد الكثير من الناس بأن التطور شيء قد يكون قد حصل قبل بضعة ملايين من السنين ،وكلمة تطور تعكس صوراً في الدماغ عن متحف مليء بعظام لحيوانات متحجرة قد اختفت من الوجود .ولكن التطور لايحتاج الى أن تبحث عنه في ماضي بعيد لكي تجد أدلة على حدوثه فمن الممكن أن نرى آلية حدوثه اليوم وفعليا فنحن نرى يوميًا تغيرًا في صفات وسمات لحيوانات ونباتات .والمزارعون يحاربون حرباً لانهاية لها ضد التطور الذي يحصل في الحشرات التى تتغذى على محاصيلهم ولغرض مكافحة هذا الغزو المستمر على المزارعين استخدام مبيدات لهذه الحشرات هذه المبيدات تقتل فعلاً هذه الحشرات والتي لن تترك خلفها أي ذرية ولكن ونظراً للتنوع الجيني بين الحشرات ستقاوم بعضها هذه المبيدات وسيرث الجيل الجديد هذه المقاومة ضد هذه المبيدات فإذا قام المزارع باستخدام نفس المبيدات مرة أخرى سيكون مجموع الحشرات التي ستقاوم المبيد أكثر من المرة السابقة وبالتالي ستلد هذه الحشرات جيلا جديدا يمتلك مناعة ضد هذا المبيد وهكذا بتعاقب الأجيال سنجد أن المبيد الذي استخدمه المزارع قبل عام أو عامين لن يفلح في القضاء على هذا الجيل الجديد من الحشرات وسيكون على المزارع استخدام مبيد جديد.
هذا التطور في الحشرات يحيد قابليه مبيد فتاك ويحول تلك القابليه الى لاشيء .
- عند تنقية نظرية التطور والابتعاد عن ماكنة الإعلام الخلائقية وإبعادها عما لحق بها من تشويه متعمد على أيدي الخلائقيين سنجد أن التطور سهل لفهم وواضح للعيان وان الانتقاء الطبيعي مقبول جدا والحقيقة فان التطور توصيف واضح جدا لماهو فعلا حادث .فتطور االحشرات ليس فرضية خيالية وتغيير أنواعها مما يضمن مقاومتها للمبيدات بسبب تطورها السريع والمتلاحق واضح لكل من عمل في هذا الحقل وهو حقيقة ماثلة للعيان وعلى أرض الواقع فالمزارعون يغيرون دائما وبشكل منتظم انواع المبيدات التي يستخدمونها في مكافحة الآفات والحشرات الزراعية وتعمل الشركات المنتجة لهذه المبيدات على تحديث وتغييير تركيبة مبيداتها للحاق بسرعة التطور الحاصلة عند الحشرات .
ولنفرض بانك من الجيل العاشر من جراد يعيش في حقل لمزارع وقد ورثت من آباؤك مناعة شبه كاملة من المبيدات وحيث انك لاتعرف أي شيء عن الإبادة التي حصلت في ماضي قريب لآباءك ولأجدادك فستقف مباهيًا وفخوراً بهذه التركيبة الكيماوية والمناعة التي يمتلكها جسمك ضد هذه المبيدات وستفكر مليا في استحالة ان تكون هذه المناعة والمقاومة في جسمك (( وليدة الصدفة العشوائية )) وأن هذا التركيب الدقيق لابد وان يكون قد نتج عن قوة إلهية خارقة للطبيعة وستنظر بعين الاحتقار الى إخوانك من الجراد الذين يقولون بان نظرية التطور تفسر هذه الآلية بل وستعتبر أن هؤلاء التطوريين بدون أخلاق ولايمتلكون أي قيم اخلاقية بين مجتمع الجراد وقد ترد عليهم ببعض ماورد في كتابك المقدس :
قال الاحمق في قلبه انه لاوجود لإله .
وهكذا نفعل نحن مثل الجراد فحين يكون هناك ثغرة ما في فهمنا للأحداث نقوم فوراً باستدعاء إله الفراغات ليملأ هذه الفراغات .
وفي الحقيقة فان السرعة التي يحدث بها التطور قد تكون مخيفة بل ومفزعة فالكثير من المضادات الحيوية والتي نستخدمها ضد بعض الأمراض تعجز اليوم عن التأثير على وإيقاف التطور المستمر في البكتريا بل إن بعضها أصبح خارج الخدمة بسبب فقدانه الفعالية لمكافحة بكتريا وأمراض جرثومية كان ناجعا في مقاومتها قبل بضع سنوات .
فتذكر بانك وكلما قرأت على شريط المضادات الحيوية التي وصفها لك طبيبك بأن عليك ان تستخدم كل الدواء حتى وإن تحسنت حالتك تذكر بأنك إن لم تفعل ذلك فقد تواجه بتطور لهذه البكتريا يجعلها أشد خطورة وأكثر فتكاً فقد سمحت انت لجيل جديد بالتكوُّن لاتفيد به المضادات المعروفة .بل ان بعض العلماء قد اكتشفوا أن هناك انواعاً من البكتريا قد تطورت لتعيش وتتغذى على مضادات حيوية .
نميل غالبا إلى النظر الى تطور البكتريا والحشرات على أنه أمر غير مهم وبعيد كل البعد عن الحوار الحاصل بين الخلائقيين والتطوريين . ولكن الحقيقة التي يجب ان نعرفها ان أغلب الحياة الموجودة على كوكب الارض هي حياة مجهرية لايمكن رؤيتها إلا باستخدام المجهر ويجب أن لا ننسى بأن البكتريا ولأكثر من ثلاثة مليارات عاماً كانت هي النوع الوحيد للحياة على وجه الأرض . وأعجبك الأمر أم لم يعجبك فأجدادك قد كانوا عبارة عن مستعمرات من البكتريا .
وفي الحقيقة فإن الكثير من الخلائقيين يعترفون بأن التطور بواسطة الانتقاء الطبيعي أو البقاء للأفضل واضح في البكتريا وفي الحشرات ولكنهم نادرًا مايقرون بأن هذه الآلية التطورية تنطبق على البشر ويعاد طرح نفس السؤال علينا :كيف لكم أن تفسروا تعقيد العين ؟
لشرح هذا التعقيد الذي نراه في الطبيعة لاحظ تشارلز داروين بأنه ونظرياً على الأقل فإن كل الانواع تظهر ميلاً إلى الإفراط في زيادة عددها ، لذا فالمنافسة غالباً ماتكون على أشدها للحصول على الموارد الغذائية والضرورية للحياة وأي عدد من أي نوع يمتلك افضلية ولو بسيطة على أقرانه في عملية المنافسة هذه سيعيش ليلد جيلا جديدا وهذا الجيل الجديد سيرث هذه القابلية الاضافية البسيطة .وأي وعي بالمحيط سيزود صاحبه بقابلية تنافسية إضافية وبأفضلية للبقاء فإذا كان الإحساس بالضوء من خلال خلايا الجلد فنوع الحياة هذا سيتمكن من :
- توجيه نفسه عموديا
- سيحس باي مصدر للغذاء
- سيحس بالظل الذي يحدثه حيوان مفترس مما يسهل عليه عملية الاختفاء أو التواري بالتمويه
إن أي شكل للحياة بدون أعين سينجب ذرية وبدون أعين ولكن لنتصور بان بعضاً من هذه الذرية لها خلايا جلدية تتحسس الضوء ( الجلد البشري يمتلك مناطق ذات حساسيات مختلفه تجاه الضوء) هذه الذرية ستمتلك إمكانات تنافسية أفضل من غيرها من أشكال الحياة ، سيتم الاحتفاظ بهذه الخاصية وتتوارث عبر الاجيال .
ولنفترض الآن بأن جيلاً آخرَ من نفس شكل الحياة بدا بتركيز هذه الخلايا الحساسة للضوء والمنتشرة على عموم سطح الجلد في منطقة واحدة مما سيضاعف من إمكانيات هذه البقعة الحساسة للضوء ومرة ثانية سنرى أن هذه الخاصية التنافسية الجديدة ستنتشر وتورث الى الأجيال الجديدة وأما أجداد هذا الكائن فستفنى وتموت لأنها أصبحت أضعف واقل قدرة على التنافس والبقاء وسينتهي إسهامها في تعزيز الوعاء الجيني لهذا الكائن الحي .
وفي مرحلة لاحقة من تطور هذا الكائن سنرى أن مجموعة ولو بسيطة من الذرية ستمتلك انحناءا بسيطاً في هذه الخلايا الحساسه للضوء هذا الانحناء سيساعد هذا الكائن الحي على أن (( يرى )) طريقة وبشكل اكثر وضوحاً وأخيراً ودعونا لاننسى بأن الخلايا الحية مليئة بسوائل شبه شفافة فلذا لن نجد أنه من الغريب أن يكون هناك سائل في هذا الانحناء الحاصل في الخلايا الحساسة للضوء وتجمع وجود هذه السوائل سيجعل الرؤية أشد وضوحاً وتركيزاً وهكذا فخطوة بعد خطوة وبمرور آلاف السنين سيعمل الانتخاب الطبيعي على مراكمة هذه التغييرات المفيدة رافضاً الأقل فائدة .
(فما هو مستحيل أن يحدث خلال مئة عام سيكون حتمي الحدوث في مليار عام )هذا ماقاله كارل ساغان ونحن نعرف جيدا أن ظهور العين بتعقيدها الحالي احتاجت إلى أربعة مليارات سنة لكي تتطور وتصل الى ماوصلت اليه .
بالنسبة إلى تطور أعضاء الجسم يحلو للخلائقيين أسئلة مثل (( ماذا تفيد نصف عين ؟ )) وبكلمة أخرى فهم يحاولون القول بأنه ولكي يستفيد الكائن الحي من أي تطور في أعضاءه ولو كان جزئيا يجب أن يكون العضو قد ظهر وبشكل كامل إلى الوجود وكما هو عليه اليوم وإلا فسيخسر الكائن الحي فرصه في البقاء على قيد الحياة .
الخلائقيون يؤمنون بما يمكن ان نسميه الناتج النهائي ( end result ) فالتصميم والتخطيط مطلوب لظهور ووجود الناتج بشكله النهائي والذي نراه اليوم فكل كائن قد أتى إلى الحياة بهذا الشكل الذي هو عليه اليوم وكل هذا ضمن مخطط إلهي كبير .

إلا أن الطبيعة تأبى إلا أن تسخر من سطحية تفكير هؤلاء الخلائقيين وترينا كيف أن هناك كائنات حية بأعين تمثل مراحل مختلفة من تطور العين فنجد هناك من هو :
بدون أعين.
أعين تتحسس النور والظلام فقط.
أعين لايمكنها أن تركز الضوء إلا بشكل ضعيف مثل الخلد.
أعين لاترى إلا ماهو يبعد عنها لبضعة أقدام.
أعين لاتميز الألوان (منهم من البشر أيضاً ).
وأعين مثل عين الإنسان.
وأعين أفضل من عين الإنسان مثل عين النسر الأصلع.
- في الطبيعة نرى سلسلة متصلة من إمكانيات الرؤية المختلفة لأنواع مختلفة من الحيوانات .
فماذا يفيد الكائن الحي أن يرى بنسبة 50% ؟ يفيده أنه يرى أحسن من كائن آخر يرى بنسبه 49% او 37% او 8% في صراع مستمر من أجل البقاء .
إن ادعاء الخلائقيين بأن عضواً قد تطور بنسبة معينة لن يقدم أي مساهمة في التنافس من اجل البقاء يهمل ويتعمد ان لايرى هذا التنوع الهائل الذي نجده في الطبيعة .
وعلاوة على ذلك فحتى استخدام مصطلحات مثل أعين (كاملة النمو ) او متطورة إلى حد ما هي تعاريف نسبية لاتحمل أي إطلاق .فالنسر الأصلع قد يشعر بالشفقة على أعين الانسان والتي قد تطورت إلى ( حد ما ) وقد يتسائل النسر الأصلع عن السبب الذي جعل الانتقاء الطبيعي يورث ويحافظ على مثل هذه العين غير الكاملة التطور؟
وبنفس الطريقة سنجد حيوانات مجنحة مثل الصقر الذي يتميز بقدرة ( كاملة التطور ) على الطيران وطائر بقدرة غير كاملة التطور مثل الحمام ونجد من يمتلك قابلية محدودة مثل الدجاج وآخر لايستطيع الطيران مثل النعامة .
ان التطور الطبيعي يعمل على تطوير الأعضاء أو أجزاء من الأعضاء لتلائم حاجة الكائن الحي ومتطلبات بقاؤه على الحياة في محيطه وفي الحقيقة فإن جميع الحيوانات لاتزال تتطور ولو بشكل محدود لأن هناك تغييرات في محيط حياتها تؤثر وبشكل مستمر وتطلب تكيفاً شبه دائم من الحيوانات .
ولكن ماذا لو أن هذه التغييرات الجينية لم تسهم في إنتاج التغييرات الملائمة للتغييرات المستمرة في ظروف حياة الكائن الحي والتي تمكن إليه الانتخاب الطبيعي من القيام بعملها ؟
في مثل هذه الحالة لن تظهر هذه الأنواع أي تقدم تطوري وستفنى وتختفي من الحياة هذا الاندثار هو جزء لايتجزأ من عملية التطور شأنه في ذلك شان الانتخاب الطبيعي .وإذا نظرنا اليوم إلى التاريخ الجيولوجي للأرض سنجد فعلاً بأن 99% من أنواع الحياة والتي كانت تمشي يوماً على سطح الأرض قد فشلت في التكيف مع محيطها الجديد لذا فقد اندثرت .
- فاذا كان الخلائقيون لايزالون على اعتقادهم بوجود يد مصممة وعظيمة قد قامت بحساب كل شيء وخططت لكل شيء بعناية ودقة فان عليهم القبول بأن نسبة الخطأ عند هذا المصمم العظيم كانت 99% ولاأعتقد بان اي شركة ستبقي صانع ساعات يعمل عندها بمثل هذه النسبة من الفشل التصميمي .
لأننا نحن البشر نعيش خارج وبعيداً عن الظروف البيئية التي تطورنا خلالها نشعر برغبة نفسية تدفعنا لعدم تصديق حقيقة التطور .
إن الظروف التي عاشها والتي شهدت تطور النوع البشري لاتشبه بأي حال من الأحوال العصر الصناعي الحديث الذي نعيشه اليوم .
فالصراع من أجل البقاء في يومنا هذا يعني أن تستطيع دفع الرهن العقاري المستحق شهريا عن دارك التي تسكن فيها أو أن توفر مايكفي من النقود لضمان مستقبل أفضل لأطفالك ،ومن حظ أغلبنا أننا لانعيش ظروفاً يكون بها المعيار الوحيد والخيار الوحيد أمامك هو أن تبقى أو أن تموت ،هذا البعد عن حالة الصراع اليومية من أجل البقاء والتي مررنا بها حتى تطورنا إلى مانحن عليه اليوم قد ابتعدت تماما عن أن نشعر بها أو نحسها لذا فإن الكثير من الناس العاديين يشعرون بالميل الى الشك في حقيقة تطور الإنسان .
عدا ذلك وبسبب تطورنا التقني والعلمي ,الذي أسهم في معالجة الكثير من تشوهاتنا الجنينية أدى إلى إحداث نوع من الخلل في آلية عمل الانتقاء الطبيعي والتي تهدف دائماً إلى الإبقاء على الأفضل والأقوى بل وفي اعتقادي نتطور ولكن الى الخلف بيولوجياً فتقنياتنا أتاحت لنا كبشر أن نعيش ونحيا وأن نورث لأبنائنا تشوهات وراثية وجينية كثيرة.
وكمثال على ذلك فإن قصر النظر في عيني هو سالب 5 فهل منكم من يتصور ماستكون عليه فرص بقائي على قيد الحياة قبل مليون سنة ؟ من الأكيد أني لن أبقى طويلاً على قيد الحياة ولن أساهم في إنجاب ذرية تحمل نفس العيوب والتشوهات .
ان تعودنا على استخدام تقنياتنا وتقدمنا العلمي لإطالة عمر الانسان وتسهيل ظروف حياته مهما كانت عليه درجة الإعاقة او التشوه الولادي أسهم في خلق حالة من اللاوعي بحقيقة وجود الانتخاب الطبيعي وفعاليته في تطور الحياة الى ماهي عليه في يومنا هذا .

لقد استعرضنا فيما سبق بعض الحالات والتي نشهد فيها عملية التطور وآمل بأن تكون هذه الأمثلة قد بينت سهولة وعبقرية نظرية داروين في الانتخاب الطبيعي .ولكن لنفترض انك من أولئك الأشخاص الذين لايتأثرون بالنظريات أو النقاشات الفلسفية ومن المنطقي بأنك سترد على كل هذا بقولك إن تاريخ العلوم الطبيعية مليء بنظريات عظيمة ورائعة ولكن وكماتبين فيما بعد أنها عبارة عن أوهام وأخطاء ولنتصور أنك من الأشخاص الذين قبل القبول بأي مزاعم علمية يرغب بان يرى اثبات مباشر وواضح للعيان فلحسن الحظ فان التطور يقدم لنا ادله قوية تؤكد حدوث التطور وتساعدنا على تتبع حدوثه عبر العصور وهذا الدليل الحاسم والقوي يدعى العمود الجيولوجي ( geologic column ) .
يمثل العمود الجيولوجي بطبقاته والتي تراكمت فوق بعضها عبر العصور الجيولوجية التي مرت بها الكرة الأرضية من بدايات تكون الحياة وسجلت لنا أول ظهور للحياة وعلى شكل كائنات أحادية الخلية حتى الحيوانات متعددة الخلايا وصولاً إلى الكائنات التي تقف في قمة هذا العمود ونقصد بها القرد والإنسان.
ولايمكن في اي حال من الاحوال الاعتقاد بان هذا العمود والذي يتدرج بطبقاته من القديمه الى الاحدث منها انتهاء بالأحدث تماما يمكن ان يكون قد انقلب رأساً على عقب بحيث أصبحت الطبقات الحديثة التكوين إلى الأسفل من العمود والقديمة إلى الأعلى فهذا مايريده الخلائقيون منا أن نصدقه ولكنهم يتناسون دائماً بأن العلماء يستطيعون ومن خلال الفحص الراديوكاربوني أن يعرفوا العمر الحقيقي لأي حجر لذا فإن الترتيب المنطقي لهذا العمود الجيولوجي مثبت ومدعم بواسطة الاختبارات العلمية المستقلة وبدون أن تخبر العالم الفاحص عن مكان هذا الحجر ضمن العمود الجيولوجي سيستطيع أن يخبرك عن عمر هذا الحجر .
لماذا اعتبر هذا العمود الجيولوجي مهما بالنسبة إلى نظرية التطور ؟
لأن أقدم حجر يحتوي متحجرات وأحافير لكائنات حية قد حدد عمرها ب3.5 مليون سنة وتحوي هذه الصخور على متحجرات لأحادي الخلية كان يعيش يوماً في المحيطات . الطبقات الأعلى تحمل آثاراً لكائنات متعددة الخلايا وهكذا فكلما تسلقنا الى قمة العمود سنجد أن احاديات الخلية قد تطورت الى الرخويات مثل الاسفنج والديدان وفي مرحلة تقع قبل 600 مليون سنه نجد اولى الاسماك وهكذا حتى ظهرت الديناصورات قبل 225 مليون سنة ومتحجرات لحيوانات ثدييه بسيطه .وقبل 65 مليون سنة نشاهد اختفاءا مفاجئا للديناصورات على أن الثدييات واصلت تطورها نوعاً وكمّاً وقبل أكثر من 40 مليون سنة ظهرت أشكال بدائية من القردة.
تطور القردة استمر حتى ظهور مايدعى بالقرد الجنوبي (AUSTRALOPITHECUS ) ويعتقد العلماء بأن هذا القرد الجنوبي كان الأصل لنوعنا .

وهكذا نجد بوصولنا إلى هذه الطبقة من الترسبات بأننا اقتربنا من عصرنا الحالي فنجد ظهور لما يدعى بالهوموهابليز ( HOMO HABILIS) ومن ثم الهومواريكتوس ( HOMO ERECTUS ) والذي تطور بدوره الى الهوموسابينز( HOMO SAPIENS) والذي وجدت آثاره ومتحجراته قبل 275 الف سنة .

أهم ادعاء يقدمه لنا الخلائقيون هو أن الله قد خلق كل أشكال الحياة بما فيها الإنسان في مايسمونه أسبوع الخلق فالديناصورات والإنسان مشت على سطح الارض في نفس الوقت وبذا فإن جميع (أنواع) الحياة هي من نفس العمر بفارق بضعة أيام في أحسن الأحوال .
فإذا كان هذا الإدعاء صحيحاً لتوجب أن نجد جميع المتحجرات في نفس الطبقة الجيولوجية ونشهد ظهوراً مفاجئاً لجميع أنواع الحيوانات والكائنات الحية ولكن ومع شديد الأسف على حال الخلائقيين فإن الحقيقة العلمية تعارض كليا ادعاءاتهم لذا فالخلائقية لاتمثل أي حقيقة علمية بل هي مجرد دوغما دينية .

الفصل السابع:
الإجابة على بعض اعتراضات الخلائقيين على نظرية التطور.
يدعي الخلائقيون بأنهم حين يدافعون عن اعتقادهم بالخلق الكامل إنما يدافعون انطلاقاً من قاعدة علمية مبنية على كم من النظريات والفرضيات والملاحظات والتجارب العلمية وفي الحقيقة فإنهم إنما ينطلقون من قاعدة إيمانية بحتة تنطلق من إيمان مسبق بقصص الخلق التوراتية .
ويبذل أصوليِّو الأديان التوراتية - الإسلام منها طبعا - جهوداً جبارة للتأثير على الرأي العام من خلال أفلام وكتب خالقين حرباً يحاولون من خلالها إجبار المدارس الثانوية على إدخال برامج دراسية تدرس قصة الخلق التوراتية إلى جانب نظرية التطور ورغماً عن فشل محاولاتهم هذه إلا أنهم يمثلون مجموعة ضغط من خلال تراكم المال لديهم ونفوذهم على بعض الساسة داخل الولايات المتحدة الأمريكية بحيث تحول الموضوع من نقاش بين الدوائر المعنية إلى برامج سياسية- في بلادنا الوضع أسوأ فالأغلب لا زال يؤمن بالهراء-

- وأدناه سأعرض بعض النقاط التي يقدمها الخلائقيون كتبرير لمزاعمهم تلك ولنسأل أنفسنا هل ان اعتراضاتهم مبنية على أسس علمية أم على نصوص الكتب التوراتية ؟
الخلائقيون : إن مايدعى بالعمود الجيولوجي يظهر وبوضوح ظهوراً (مفاجئاً ) لأشكال متعددة ومتنوعة من الحياة وخلال فترة العصر الكامبيري .
الجواب :
كما يبدو فإن الخلائقيين يريدون أن يصدقوا بأن مايسمونه الانفجار الكامبيري يمثل أسبوع الخلق التوراتي كما جاء في كتاب التكوين ، إن مثل هذا التبرير والالتواء باهت وتافه وللأسباب التالية :
1- إن أحجار العصر الكامبيري تبين فعلاً ظهوراً فجائياً لأشكال متعددة من الحياة ولكن حينما يستخدم العلماء كلمة (( فجائي )) لوصف العصر الكامبيري فهم يستخدمونه لوصف فترة زمنية تقدر بعشرات الملايين من السنين والتي ومن وجهة نظر جيولوجية تعتبر فجائية قياساً إلى عمر الأرض ويحاول الخلائقيون الإيحاء بأن فجاءة العلمية هذه تعني ( لحظي ) أو (فوري ) وهذه لعبة من ألعاب الخلائقيين المعتادة في ليِّ وتحريف الكلمات واستخدام المترادفات في غير مكانها .
2- إن السبب الرئيسي الذي يفسر لنا لماذا تظهرلنا حجارة العصر الكامبيري هذا الازدياد في أنواع الحياة هو أن أنواع الحياة والتي سبقت العصر الكامبيري كانت أنواعاً من الحياة الرخوة والتي لاتتحول الى أحافير أو متحجرات لأنها لاتحوي عظاماً أو غضاريف وأسناناً وغيرها من البقايا والتي كانت ستترك آثاراً لاتمحى . إن هذا الانفجار في تعدد أنواع الحياة في العصر الكامبيري يمثل وبوضوح حالة التطور الحاصلة في الكثير من أعضاء وأجزاء الكائنات الحية وبداية لظهور أنواع متعددة من الحياة مختلفة ومتنوعة .
3- ورغما عن صعوبة الحصول على متحجرات وأحافير لكائنات سبقت العصر الكامبيري إلا أن صخور ماقبل العصر الكامبيري أبت إلا أن تحفظ لنا بعضاً من متحجرات وأحافير تحمل آثاراً لكائنات ماقبل العصر الكامبيري والتي سبقت العصر الكامبيري ببضعة ملايين من السنين . لذا فإنْ كان ظهور كائنات حية متعددة ومتنوعة تمثل عملية الخلق التوراتية فكيف نفسر وجود حياة وكائنات حية بسيطة سبقت العصر الكامبري؟ فهل سبقت آلهة الإغريق ظهور الإله التوراتي ببضعة آلاف السنين وبأنها هي المسؤؤلة عن خلق هذه الكائنات البدائية والتي سبقت العصر الكامبري؟
4- إن الانفجار الكامبري قد حصل قبل 570 مليون سنة وليس قبل ستة آلاف سنة كما يريد لنا الخلائقيون أن نصدق .
5- لاتحوي حجارة العصر الكامبري أي متحجرات للزواحف أو الحيوانات الثديية وهذا يثبت مرة أخرى أن أنواع الحياة لم تظهر سوية وفي عصر واحد وهذا خلاف مايحاول تمريره أصوليو الديانات التوراتية .
الخلائقيون :
إن سجل المتحجرات والأحافير يحوي العديد من الفراغات وهذا يناقض ماتقول به نظرية التطور .
الجواب :
هنا نواجه مرة أخرى مفهوم إله الفراغات ولكنه يستخدم كإله لفراغات السجل الجيولوجي وأدناه بعض الملاحظات :
- إن نظرية التطور لم تتنبأ أو تتوقع وجود أحافير ومتحجرات لجميع أنواع الكائنات الحية . ان عملية التحجر وحدوث الأحفورة تمت لأسباب ليس لها أي علاقة بنظرية التطور لذا فوجود فراغات في السجل الأحافيري لاتعارض ولاتناقض نظرية التطور بأي شكل من الأشكال . إن العمود الجيولوجي عبارة عن ضربة حظ وخدمة قدمتها الطبيعة لتأكيد وإثبات نظرية التطور .
- حتى وتحت ظروف نموذجية فان عملية حدوث الأحفورة تبقى حدثاً محدوداً ونادراً وعلى سبيل المثال فإن الحمام المسافر ( passenger pigeons ) وحتى عام 1900 كان يطير في شمال أمريكا ووجوده قد تم تثبيته بالصور الفوتوغرافية وبملايين شهود العيان ولكنه ولغاية يومنا هذا لم يعثر أحد على أحفورة لهذا الحمام على الإطلاق لذا فيجب علينا ألانستغرب إن لم نعثر على أحافير ومتحجرات لكائنات حية أخرى .
- أغلب مايدعوه الخلائقيون ( ثغرات ) في سجل الأحافير لايمت بصلة مباشرة إلى تطور الهوموسابينز والسبب في ذلك واضح جدا فنوعنا موجود فقط في قمة العمود الجيولوجي كما يبذل العلماء جهدا أكبر في البحث عن أجدادنا من البحث عن أحافير لكائنات أخرى فضلاً عن أن سجل أحافير تاريخ تطور الإنسان وتطور أسلافه غني بمعنى الكلمة بالمتحجرات والأحافير وان الصعوبة والتي تبدو للعيان في التاريخ التطوري للهومسبينز ليس فراغ أو ثغرات في سجل الأحافير ولكن وفرة الأحافير ذات العلاقة العلاقة الوطيدة بتاريخ تطور نوعنا مما يجعل مهمة تصنيف هذه الأحافير حسب التسلسل التاريخي الزمني صعباً ولانستطيع الحسم أين انتهت سلسلة معينة وأين بدأت الأخرى .
- عندما يعثر العلماء على أحفورة ومتحجر توثق مرحلة انتقالية في تطور أحد الأنواع إلى نوع آخر يرفض الخلائقيون الاقتناع بذلك وعلى سبيل المثال فلو ان أحفورة رقم 1 قدمت من قبل العلماء على أنها الأصل الأقدم لأحفورة رقم 2 يقول الخلائقيون مباشرة على أن هناك ثغرة ومانريده (كما يقول هؤلاء ) أن تقدموا لنا أحفورة رقم 1.5 والتي تربط مابين رقم 1 ورقم 2 وحتى لو قدم العلماء أحفورة تكون فعلاً 1.5 سيقول الخلائقيون بأن هناك ثغرة مابين أحفورة رقم 1.5 ورقم 1 وهكذا إلى مالانهاية سيبقى هؤلاء يبحثون عن الفراغات فإلههم هو إله الفراغات والثغرات وهم يجدونه في تلك الفراغات .
- لقد استلمت عدة رسائل من أصوليي المسيحية ويشير مرسلوها إلى مايسمونه (( الحلقة المفقودة )) ويزعم هؤلاء بأن الحلقة المفقودة تمثل فراغاً أو فجوة تفصل ما بين الإنسان والقرد وحيث أن العلم لم يقدم هذه الحلقة المفقودة فلا يمكن القول بأن الإنسان تطور عن القرد ونقول لهم بأن مايدعى الحلقة المفقودة ستظل دائماً موجودة مابين الانسان والقردة العليا لأنه وببساطة شديدة فإن القردة لاتمثل أسلافنا ونحن لم نتطور عن القردة بل نحن نمثل فرعاً آخر من شجرة التطور والحقيقة فإن العلماء يبحثون اليوم عن أصول بعيدة يشترك بها أجدادنا وأجداد القردة وليس هناك في سجل تطورنا وتاريخه اي فراغات أو فجوات أو نقص في سجل تطورنا التاريخي من الهومو اريكتوس إلى الهوموسابينز

الخلائقيون :
إن علماء التطور قدموا نظريات مختلفة ومتناقضة وحيث لايمكن أن تكون كل هذه النظريات صحيحة فلابد والحالة هذه أن نرفض نظرية التطور ككل ونعتبرها غير صحيحة.
الجواب :
يحب الخلائقيون دائماً أن يشيروا إلى أن العلماء قد قدموا نظريات مختلفة عن كيفية حصول التطور البايلوجي وآثاره في سجل التاريخ الجيولوجي ، فشارلز داروين قد قال بحدوث التطور بشكل تدريجي ليتناسب مع التغييرات في ظروف حياة الكائن الحي .ومؤخراً قدم عالم التطور ستيفن جاي غولد الأستاذ في هارفرد نظريته في أن التطور قد يحصل على شكل قفزات أو طفرات وأن التاريخ الجيلوجي يشهد فترات طويلة من الاستقرار النسبي ويسجل تطوراً بطيئاً أو عدم حدوث أي تطور وهذه النظرية تدعى (Punctured equilibirum) ولكن هل تقدم هذه النظريات باختلافها عن بعضها البعض في التفاصيل تأييداً على صحة أسطورة الخلق الكامل لأصحاب الأديان التوراتة .
أدناه بعض الأفكار حول هذا الموضوع :
- هنا ومرة أخرى يفشل أتباع الخلق الكامل بأن يميزوا بين ( نظرية ) التطور وحقيقة حدوث ( التطور ) وعلى سبيل المثال فعندما قدم اينشتاين عام 1912 نظريته النسبية العامة كان من الواضح وجود اختلاف وتناقض في تفسيره للجاذبية عن نظريات اسحق نيوتن فهل يريد منا الخلائقيون أن نرفض فكرة وجود الجاذبية لأن التفسيرات قد اختلفت؟ وهل يحق لنا أن نقول بأن الجاذبية أسطورة ؟
إن النقاش والحوار بين العلماء ليس لأن التطور لم يحدث بل هو يناقش كيفية حدوث هذا التطور .
وبالمناسبة فإن ستيفن جي كولد (Stephen Jay Gould) كان أحد أبرز العلماء الذين حاربوا وساهموا في أبعاد مايدعى بالخلقية (Creationsim) عن المدارس .
ان التطور بمراحل أو على شكل قفزات أو مايدعى بال (Punctuated equilibrium) ليستا نظريتين متناقضتين بل إن إحداهما تكمل الأخرى فالعمود الجيولوجي يكشف عن حدوث تطور بطيء ومرحلي بينما أظهرت بعض الكائنات الحية الأخرى تطوراً مفاجئاً وسريعاً . 
إن سرعة حدوث التطور في كائن حي ما يرتبط وبشكل وثيق بالضغط الذي تسلطه الظروف المحيطة بحياة ووجود الكائن الحي .لذا ففي حال حدوث تغييرات مفاجئة نجد أن بعض الكائنات تتطور إلى أشكال أكثر ملائمة للظروف وأخرى تموت وتنقرض ، وعلى سبيل المثال فإن القرش والذي يعيش في ظروف بيئية شبه مستقرة لايظهر أي حالات تطور أو تغيير من ملايين السنين .

- عندما يتحاور ويناقش العلماء طريقتي التطور ( المرحلي ) أو ( الفجائي ) فهم ينظرون إلى هذا الحوار باعتباره إثراء وقوة للطريقة العلمية . بينما ينظر الخلائقيون إلى أي نقاش باعتباره إشارة إلى الضعف في بناء النظرية لذا نراهم ينقضون ساخرين من هذه الطريقة الشفافة والعلمية التي يمارس بها العلماء حوارهم وتطوير نظرياتهم .
إن التبادل الحر للأفكار وخصوصاً العلمية هو سمة مميزة من سمات المجتمع الديمقراطي وسمة من سمات العلم والطريقة العلمية .
أما بالنسبة للخلائقيين فمجرد التساؤل يتحول إلى خطيئة كبرى وفي عالمهم المغلق فهم لايرون في أي نقاش علمي سوى جنون ووهم كبير فعندهم أن الجميع يجب أن يسكت ويصمت لأن الله قد تكلم .

- لقد أثبت الخلائقيون مرة بعد أخرى بأنهم بعيدون كل البعد عن عالم العلم وليسوا علماء بل عبارة عن نقاد أدب فهم يحرصون على القيام بمسح شامل لجميع الأدبيات العلمية بحثا عن نقطة اختلاف أو عدم اتفاق بين العلماء وتراهم وحالما يجدون مثل هذه النقاط يقفزون من الفرح مؤكدين على أن وجود هذا الاختلاف يؤيد أسطورة الخلق التوراتية ،ولم أسمع بأن هؤلاء ( دعاة الخلق الكامل ) قد موّلوا أي بعثة علمية بل ولم يشارك أي منهم بجهد في أي بعثة علمية أو أريكولوجية فهم مشغولون تماماً بتدبيج المقالات الأدبية النقدية .

الخلائقيون
 :
حتى وإن صدقنا بأن كل أنواع الحياة قد تطورت من خلية واحدة أو بضعة خلايا فوجود خالق ضروري لتفسير هذا التنوع والتعقيد في أنواع الحياة .
الجواب
 :
لقد تعرضت فيما سبق كيف أن الخلائقيين يذكرون أمثلة عن أعضاء متطورة كالعين البشرية ويقولون أن مثل هذا التعقيد والتنوع الوظيفي لايمكن ألا أن يكون ناتجاً عن تدخل إلهي .
إن تهافت مثل هذا المنطق كما بينت سابقاً والذي يعتمد على مايسمونه ( الصدفة العمياء ) أو ( عشوائية الأحداث ) على أنها الآلية التي يعمل بها التطور. كما يحاولون أن يصوروا الأمر وكان فائزاً من اليانصيب قد ربح بدلاً من الحقيقة العلمية والتي تؤكد أن التطور عبارة عن عملية تراكم لتغييرات في البناء الوظيفي لعضو ما أو للكائن الحي عبر عملية الانتقاء الطبيعي .
وهم لايملون من تكرار نفس الأخطاء متعمدين خلق عدو من قش يسهل تحطيمه ويؤكدون عدم إمكانية تطور الخلية ويسوقون في معرض ردودهم أمثلة على تعقيد إليه عمل الخلية بمكوناتها من (
DNA ) و(RNA ) والتي تعمل بتناسق دقيق وبكفاءة عالية ومن ثم يطرحون سؤالهم : حيث ألا وجود لخلايا سابقة مثل الخلية الأولى أو الخلايا الأولى فلايمكن أن نتكلم عن تراكم مفيد لتغييرات ناتجة عن عمل الانتقاء الطبيعي فلذا لابد من وجود تدخل إلهي قام بخلق الخلية الأولى ووضع لها قوانين تطورها .
والجواب هو أن الخلايا الاولى للحياة الابتدائية لم تكن تحوي على أحماض نووية معقدة التركيب والتي تحويها الخلايا ( الحديثة ) كما في العين البشرية والخلائقيون بسوقهم مثل هذا المثال المعاصر يتناسون أن ظهور العين البشرية كان ثمرة أربعة مليارات عام من التطور، ويطرحون سؤالهم كأنما العين البشرية ظهرت إلى الوجود هكذا وبشكل مفاجيء وسبق أن قلت بأن العلماء لم يكونوا من ادعى ذلك .
وللتذكير فإني أقول لهؤلاء بأن التجربة التي أجراها (
 Stanley Miller & Harold Urey ) عام 1953 في جامعه شيكاغو قد بينت ان اللبنات الاولى لوجود وتكوين الأحماض الأمنية قد ظهرت للوجود وبشكل مفاجيء وتحت ظروف مختبرية من خليط من الأمونيا وغاز الميثان والماء والهيدروجين وكلها عناصر متوفرة في المراحل الاولى من تكون الارض 
وبكلمة أخرى فإن ميلر ويوري قد اكتشفا أن جزيئات الحياة يمكن أن تتجمع وبشكل تلقائي وطبيعي من بضعة مكونات بسيطة ومتواجدة بشكل عادي على سطح الارض .
عدا ذلك فقد اكتشف العلماء بأن البكتريا تستطيع العيش متحملة درجات حرارة عالية قرب البراكين وحتى في باطن النيازك التي كانت ترتطم بالأرض .

الخلائقيون
 :
أي تطور كمايدعي التطوريون غير ممكن لأن أشكال الحياة المعروفة لايمكن أن تتطور خارج ( نوعها ) .
الجواب
 :
رغماً عن احتجاجات الخلائقيين الغاضبة والتي تدعي بأنهم يعتمدون العلم التجريبي في اعتراضاتهم وفرضياتهم بدلاً من الاعتماد على الكتب اللا – مقدسة إلا أن مثل هذا الاعتراض أعلاه لايدل على أي توجه او طريقة علمية صحيحة .
إن الاعتقاد بأن أنواع الحياة لايمكن أن تتطور إلى ( أنواع ) خارج ( نوعها ) مبني تماماً على ماجاء في كتاب التكوين والذي يستعمل كلمة ( نوع ) في أسطورة الخلق .
وفي الحقيقة فإن الطريقة العلمية الوحيدة ,المعترف بها لتصنيف الأنواع هي الطريقة المسماة Linnean system
وهي تصنف الكائنات الحية وكمايلي :
Kingdom , Phylum Class ,Order ,Family ,Genus ,Species
عذراً لاستخدام المصطلحات الإنكليزية فلم أجد لها تعريباً متفق عليه .وحسب قاموس المورد فهي كما يلي:
المملكة ، الشعبة ، طائفة ، جماعة او طبقة ، عائلة ، ضرب ، نوع .
كل من هذه التصنيفات من سلم التصنيف تمثل تعريفاً كاملاً وتحديداً واضح المعالم يعتمد الصفات التشريحية .
إن مفهوم ( نوع ) والذي يتم استخدامه من قبل الخلائقيين تعريف توراتي لاعلاقة له من قريب أو من بعيد بالترتيب والتصنيف العلمي .
- ان الاعتراض الخلائقي أعلاه يمثل منهجاً يعتمد خطأ منطقياً وقع فيه هؤلاء . والاستنتاج المبني على هذا الخطأ المنطقي والذي يزعم بعدم إمكانية حدوث تطور خارج النوع مبني على خطأ الفرض الأولي والذي يضم في ثناياه النتيجة التي يريد أن يصل إليها وبشكل مسبق .
- يستخدم الخلائقيون مصطلح ( النوع ) بشكل فضفاض وبطريقة غير علمية فهم ينظرون إلى الطيور على أنها نوع والأسماك على أنها نوع آخر . منطلقين من هذا الفرض فهم يقبلون تطوراً (محدوداً ) للأسماك ضمن (نوعها ) وللطيور ضمن (نوعها ). وفي الحقيقة فإن مايدعونه نوع هو مايسمى طبقة ضمن التصنيف ال ( linnean ) . فالطيور تعرف ضمن طبقة (class ) (ave ) بينما تقسم الأسماك إلى طبقتين رئيسيتين (super - class ) الأولى تسمى الأغناثا ( agnatha ) والثانية ( gnathstomata ) .
إن المشكلة التي يواجهها الخلائقيون عند استخدام هذا التصنيف من قبل العلماء تكمن في حقيقة أن هذا التصنيف يسمح بحدوث الكثير من التطور بين أنواع الحياة اكثر مما يسمح بحدوثه بين الهومو اريكتوس والهومو سبينز لأن الأخيرين هما من نفس ال (genus ) أي ( هومو ) .
فكيف يواجه الخلائقيون هذه المشكلة ؟ بتغيير استخدامهم لمصطلح نوع حتى يستخدم في هذه الحالة لتطبيقه نزولاً إلى مستوى الكائن الحي فهم يوحون بأن الهومو اريكتوس والهومو سبينز ( نوعان ) من الحياة والحقيقة أنهما ينتميان الى نفس ال (genus ).
- إن المبدأ الوحيد الذي يحدد درجة التطور والتغيير هو عامل الزمن . ولنفترض أن العلماء لاحظوا وخلال المئة عاماً الماضية تطوراً في أحد صنوف الحياة ولنسمي درجة التطور ومقداره ب ( س ) من هنا يتوقع العلماء بأن معدل التغيير والتطور لنفس هذا الكائن وخلال الألف سنة القادمة 10 س وخلال مليون سنة 10000س وخلال مليار سنة 10000000س ( وبالمناسبة فإن الشفرة الجينية للإنسان تختلف بأقل من 1% عن الشمبانزي ) .
وبشكل عام فإذا وافقنا على أن التطور ممكن الحدوث بحجم صغير خلال زمن قليل فإن تطوراً أكبر سيكون ممكناً الحدوث بمرور فترة زمنية أطول .
فإذا كان هناك أي آلية - ميكانزم - ( حسب الخلائقيين ) قد تحد من عملية التطور هذه فماهي ؟
وكيف تعمل هذه الاليه ( الميكانزم ) ؟
وأي فحص مختبري يؤيد حدوث هذا التوقف والتحديد لعملية التطور ؟
وأين الإثباتات ؟
على مثل هذه الأسئلة سيكتفي الخلائقيون بترديد عبارات مبهمة ونصوص من الكتب االلا– مقدسة وعذراً فإن مثل هذا لايمت للعلم بصلة .
إن سجل الأحافير قد سجل لنا مراحل حدوث التطور ( الماكرو-تطور) أي ( macro-evolution ) . فمايدعى ( lobe-finned fish ) التي عاشت في الماء تمتلك أيضاً رئتين وشبيهات الارجل وقد كانت حلقة انتقالية بين الأسماك و الحيوانات البرمائية .واظهرت الحيوانات البرمائيه مرحله انتقاليه بين الكائنات المائية والكائنات التي استطاعت العيش على اليابسة .وال - cynodonti كان الجسر الذي ربط بين الزواحف والثدييات حاملاً صفات تشبه الاثنين .
وفي فرع اخر من شجره التطور نجد الArchaeopteryx وهو مرحلة انتقالية بين الطيور والزواحف ويمثل مثالاً واضحاً على حدوث مايدعى بالمايكرو تطور .وعندما عثر العلماء على هذه الأحفورة في بافاريا عام 1860 كان رد فعل الخلائقيون عنيفاً واتهموا العلماء بتزوير هذه الأحفورة إلا أنهم اضطروا أخيراً إلى التزام الصمت المحرج بعد أن عثر العلماء على أحافير أخرى لنفس الحيوان .
- إن طريقة التصنيف والمعتمدة- linnean - ورغماً عن نجاحها إلا أنها لاتسمح بتصنيف الأحافير والتي تمثل مرحلة انتقالية في سلم التطور إلا منسوبة إلى مملكة معينة نزولاً إلى العائلة الواحدة .
ويواجه العلماء نفس المعضلة التي يواجهها أمين مكتبة عامة فهو عندما يريد تصنيف كتاب باسم ( تأثير الاكتشافات العلمية على التاريخ ) سيحار في أي قسم وتحت أي تصنيف سيضع هذا الكتاب فهو مجبر أن يضع الكتاب تحت تصنيف معين إما صنف التاريخ أو صنف العلوم . وهذا مايحدث بالضبط حين تنسب أحفورة مرحلية إلى صنف ما فهي ستظل معلقة بين الصنفين .

الخلائقيون :
حتى لو حدثت طفرة ما فإنها لن تنتقل إلى الذرية إلا بتزاوج ذكر وأنثى حاملين لهذه الطفرة وهنا فالاحتمالات واحد إلى مليون أن يصادف تزاوج أنثى وذكر حاملين لنفس الصفة .
الجواب :
إن ضرورة تزاوج أنثى وذكر حاملين لصفات جديدة نتيجة طفرة معينة أو تطور معين حتى ترث الذرية هذه الصفة الجديدة أصبحت من اعتراضات الخلائقيين المحببة إلى قلوبهم وجزء من فولكلور القائلين بالخلق الكامل .
إلا أن الجيل الجديد من المدافعين عن أسطورة الخلق الكامل قام بحذف هذا الاعتراض من كتب وأدبيات الخلائقيين 0 والسبب واضح ) .
ولكن بريدي الالكتروني يشير إلى أن الكثير من أصوليي المسيحية والخلائقيين لايزالون مقتنعين أشد الاقتناع بأن التطور يحتاج إلى تزاوج حاملين لنفس الطفرة .والحقيقة فإن اي خريج جديد من قسم البايلوجي يعلم أنه لنقل الصفة فليس هناك حاجة إلا أن تكون موجودة عند أحد الأبوين ، جين واحد عند أحد الأبوين سيكون كافياً لنقل هذه الصفة الناتجة عن الطفرة للذرية المشتركة .

الخلائقيون :
يشير قانون الثرمودينمكا الثاني إلى أن الفوضى واللاتنظيم يزداد مع الزمن بينما تدعي نظرية التطوربأن أشكال الحياة قد أصبحت أكثر انتظاماً واستقراراً وتنوعاً .هذه الحقيقة تشير إلى تناقض بين قانون الثرمودينمكا الثاني والتطور لذا فإن نظرية التطور لايمكن ان تكون صحيحة .
الجواب :
يحاول الخلائقيون أن ينظروا إلى قوانين الثرموداينميكا من زاوية فلسفية محاولين استباط ونسب مفاهيم فلسفية إلى تلك القوانين .والحقيقة فإن قوانين الثرمودايناميكا تعني وببساطة ( حركة الحرارة ) - heat movement - .
ومن الطبيعي أن نلاحظ محاولات الخلائقيين المستمرة لتحوير وليِّ المعاني والاستخدام غير الصحيح لقوانين الفيزياء وغيرها .
إن القانون الثاني للثرمودينمكا ينص على :
أن العشوائية واللانظام تزداد في نظام مغلق .
disorder in a closed system tends to increase
ولكن ماذا يقصد العلماء بالنظام المغلق ؟
يقصدون به ذلك النظام الذي لايستلم طاقة من مصدر خارج عنه .
كوننا - الكون - يعتبر نظاماً مغلقاً لأن كمية الطاقة الموجودة فيه ثابتة .لذا فكوننا يظهر علامات متزايدة من الفوضى واللانظام .
ولكن هناك مناطق في الكون تستلم طاقة من مصدر خارجي لذا فهي تعتبر نظام مفتوح . وكوكبنا الارض يعتبر نظام مفتوح لأن الأرض تستلم طاقة من مصدر خارج عنها ألا وهو الشمس .وبدون الشمس وطاقتها لايمكن أن تكون هناك حياة على الأرض .
وإذا اعتبرنا أن الأرض والشمس يشكلان نظاماً مغلقاً – لايستلم طاقة من مصدر خارج عنه - إذاً فالشمس والأرض سيشهدان المزيد من الفوضى واللانظام وضمن هذه الفوضى سنجد جيوباً تزداد تنظيماً وتتنوع تعقيداً . فعلى سطح الشمس ينتج الاندماج النووي تفاعلات تسلسلية تنتج طاقة حرارية وضوءاً ويؤدي هذا التفاعل أيضاً إلى تحويل الهيدروجين إلى هليوم وعناصر أخرى أكثر تعقيداً .
ونشهد نتيجة ذلك تطوراً متصاعداً في أنواع العناصر في قلب الشمس . وبشكل عام فالشمس تشهد الكثير من التصاعد في نسبة العشوائية واللانظام ويتحول جزء كبير من كتلتها داخل إلى داخل قلب الشمس على شكل حرارة وطاقة مشعة .ولأن الأرض تعتبر نظاماً مفتوحاً فإنها وباستلامها طاقة من الشمس تميل إلى أن تكون أكثر استقراراً وبمرور ملايين السنين نشهد تطوراً وتعقيداً وتنوعاً في جميع أشكال الحياة على الأرض .هذه الحياة لاتعتمد على طاقة الشمس كمصدر للطاقة ولكن وجود هذه الطاقة واستمرارها يعني مصدراً مستمراً للماء والغذاء .
إن قانون الثرمودينمكا الثاني لايعارض ولايناقض بأي شكل من الأشكال نظرية التطور. وأرى أنه من الغريب والمضحك أن دعاة الخلق الكامل والدقيق يحاولون إثبات وجود إله قوي ومهندس حكيم لقوانين الطبيعة وفي نفس الوقت يقبلون أن هذا الخالق الذكي جداً والحكيم جداً قد قام بصياغة قانون الثرمودينمكا الثاني والذي يبشر بمستقبل من الفوضى واللانظام .
- خالق ذكي ودقيق – حسب اعتقادي – لن يقوم بتصميم قانون يؤدي إلى انهيار الكون .

الخلائقيون :
العمود الجيولوجي لم يتكون نتيجة ترسبات استغرقت ملايين السنين بل كان نتيجة لطوفان نوح الذي عم كل العالم وكما جاء في أسطورة التكوين من الكتاب اللا – مقدس .
الجواب :
لقد بينا فيما سبق بأنه إذا كان ترتيب عملية الخلق – حسب الاسطورة التوراتية – والتي تزعم بأن الله قد خلق الكائنات الحية بشكل قريب ومتلاحق لظهر ذلك واضحاً في ترتيب الترسبات وتعاقب الأحافير في العمود الجيولوجي .
ولكننا نرى بأن أحاديات الخلية تقبع في أسفل العمود صعوداً إلى قمته والتي تمثل الحيوانات العليا بضمنها الانسان .
إن نظرية التطور تؤيد وتنطبق تماماً على مانجده في العمود الجيولوجي ولكن بالنسبة للخلائقي فإن تفسير هذا التناقض بين أسطورة الخلق التوراتية وحقيقة العمود الجيولوجي صعب جداً بل وشبه مستحيل فلماذا يرينا العمود الجيولوجي هذا الترتيب الواضح والداعم لنظرية التطور؟
ولكن سرعان مانكتشف بأن الخلائقيين وكعادتهم يعرفون الجواب لأنهم يعتمدون كلام الله – يهوه – كمصدر لمعلوماتهم فسبب حصول هذا الترتيب كما نراه في العمود الجيولوجي هو طوفان نوح الذي أباد جميع الكائنات ورتّب الأحافير بهذا الشكل الذي نراه اليوم !!!!
فعندما وجه يهوه غضبه إلى الكائنات الحية جميعاً وأمر بأربعين يوماً من الأمطار غرقت الكائنات البدائية أولاً إلى قعر المحيط كما نجدها اليوم في العمود الجيولوجي . أما الأشكال الأكثر تعقيداً فهي تغرق أبطأ – كمايدعي هؤلاء – لذا نجد أحافيرها ومتحجراتها في طبقة أعلى ممن غرق قبلها . أما الثدييات فهي أذكى وأسرع من بقية الحيوانات فلذا تسلقت قمم الجبال وعندما وصلها اليمُّ كانت آخر ماغرق لذا تظهر أحافيرها وبقاياها في قمة العمود الجيولوجي !!!!!!!!
عندما يقدم لنا الخلائقيون هذا السيناريو المضحك ينسون أو يتناسون الحيوانات التي كانت تعيش في الأراضي المنبسطة والصحاري التي ليس بها أي جبال أو حتى مرتفعات فكيف يظهر العمود الجيولوجي هناك نفس الترتيب الذي نراه وفي كل مكان ؟
- هنا يقدم لنا الخلائقيون تفسيراً عجيباً جديداً ويقولون أن الحيوانات تمتلك قابليات مختلفة للطفو !!!! فكل ( نوع ) يمتلك من ينتمي إليه نفس القابلية على الطفو لذا نجد أحافير الزواحف تظهر مع الزواحف وأحافير الثدييات تظهر معاً كل حسب قابليته للطفو !!!! .
أدناه بعض الملاحظات :
أعتقد أنه من الجنون أن يقترح أحد ان طوفاناً جباراً سيتمكن من ترتيب أحافير الحيوانات الغارقة . وأود هنا أن أوجه سؤال إلى الخلائقيين لكي يقدموا لنا مثالاً واحداً عن طوفان حديث حصل في عصرنا هذا وأدى إلى ظهور طبقات مرتبة من أحافير لبقايا الحيوانات .
كل من عاش فيضاناً مدمراً يعرف جيداً ومن خلال تجربته الأليمة بأن مثل هذه الفيضانات لاتخلف وراءها سوى الفوضى والدمارولاتترك طبقات منسقة ومنتظمة .
والأغرب هو أن يعتقدإنسان عاقل بأن أشكال الحياة الأكثر تعقيداً تطفو وبشكل أفضل من الكائنات الأقل تعقيداً . إن الإنسان من أقل الكائنات قدرة على الطفو والعوم من كثير من الكائنات الأخرى .
لذا فإذا استخدمنا ( منطق ) الخلائقيين فيفترض أننا كنا سنجد الأحافير البشرية ولكن في أسفل العمود الجيولوجي وليس في قمته !!! ويجب أن نؤكد هنا بأنه ليس هناك أي علاقة بين تعقيد أشكال الحياة وقدرتها على الطفو .
وإذا قبلنا أن يكون طوفان نوح قد أدى (وبطريقة لانعرفها ) إلى تكون العمود الجيولوجي كما نراه اليوم فلماذا وعندما يستخدم العلماء طريقة تحديد عمر الأشياء بواسطة الراديوكاربون نجد بأن الأحافير تقدم لنا عمراً قديماً للحيوانات البدائية وأعماراً أقل منها للأحافير الحديثة والأقرب إلى قمة الهرم ؟ أليس من المفروض أن تكون كل الكائنات قد ماتت غرقاً خلال أربعين يوماً أي في نفس الفترة تقريباً فلماذا نجد أن مايفصل بين بعضها والطبقات العليا بضعة مئات الملايين من السنين؟ فهل أدى طوفان نوح إلى إعادة عقارب ساعة الزمن الإشعاعي للأرض إلى الخلف ؟ وإذا كان هذا صحيحاً فهل أدى فيضان نوح إلى إعادة عقارب الساعة الإشعاعية على المريخ والقمر إلى الوراء أيضا حيث نجد أن أقدم صخور وأحجار القمر والمريخ تعطينا نفس عمر الأحجار والصخور على الأرض أي 4,5 بليون سنة ؟
عندما كتبت أسطورة التكوين قبل 500 سنة من عصرنا الحالي لم يكن الانسان يعرف بأن النباتات هي أنواع من الحياة لذا فلم يكن يهوه ( الله ) يعرف ذلك أيضاً لذا فقد نسي أن يأمر نوح بأن يجمع من النباتات كل زوجين اثنين أو أن يعد مكاناً خاصاً للنباتات على فلكه العجيب !!! هذه الأشجار والنباتات والتي أدى طوفان نوح إلى غمرها بالماء كان لزاماً أن يؤدي وبشكل أكيد إلى اختفاء مملكة النباتات كما ماتت كل أشكال المملكة الحيوانية !!!!
حدثتنا أساطير البابليين والسومريين وأساطير اليونان عن فيضانات هائلة بأمر من - يهوه - الله وهذا إن دل على  شيء فإنه يدل وكما قال روبرت انغرسول :
ليس هناك أي شيء جديد أو أصيل تقدمه لنا المسيحية فكل معجزاتها وأخطاؤها وطروحاتها مستنسخة عن ديانات أقدم منها.

لتكملة قراءة الفصول ريثما أقوم شخصيا بترجمتها وتنسيقها يمكنك العودة للرابط أدناه
http://www.el7ad.com/smf/index.php?topic=51275.msg499342#msg499342
المترجم : Waked.. انظر الجزء الأول
التنقيح والتصحيح تم من قبلي - المشرف على المدونة -

الأحد، 16 أكتوبر 2011

الأديان "السماوية" تطمس التاريخ الفلسطيني


الأديان الإبراهيمية تطمس التأريخ الفلسطيني

الأديان "السماوية" تطمس التاريخ الفلسطيني
الكاتب: محيي هادي 
المصدر: الحوار المتمدن

ذكر برتراند رسل، الحائز على جائزة نوبل للسلام، في كتابه ( تاريخ الفلسفة الغربية) أن الملك النبي دافيد (داود) هو شخصية وهمية مختلقة. إن قول هذا الفيلسوف و الرياضي (من الرياضيات) الانجليزي يؤدي بصحته إلى أن داود و ابنه النبي الملك سليمان، و ابن سليمان زوروبابل و غيرهم من الأحفاد و الأبناء لم يكن لهم وجودا مطلقا. و بعدم وجودهم فإنه لم يكن
وجود لما سمي بمملكة اسرائيل القديمة الموحدة التي يقول عنها، كتبة التوراة و المدافعين عنه ، أنها توحدت في أيام النبي الملك داوود و انتهت بعد وفاة ابنه سليمان.
إن كتاب التوراة، و خاصة الأسفار الخمسة الأولى منه، تنسب كتابته إلى النبي موسى. و

الغريب في الأمر أن التوراة كتبت، كما يقول الباحثون فيها، في القرن الخامس ق. م. في الوقت الذي كان القرن الذي ولد فيه موسى هو الثامن ق. م. (أي أن التوراة كتبت بعد وفاة موسى بعدة قرون). و لم يكتف كتبة التوراة بالتلفيق بنسب التوراة إلى موسى بل أنهم سرقوا اسطورة ولادة الملك الأكدي سرجون (2334-2279 ق م) و حياته و نسبوها إلى موسى. إنهم كذلك سرقوا ماجاء في ملحمة كلكامش السومرية عن الطوفان و نسبوها إلى النبي المزعوم نوح.......أو ...... و هكذا.
و على العكس من وجود آثار ملموسة و ألواح طينية لملحمة كلكلمش محفوظة في متاحفٍ، فإن الكاتب و الصحفي الأسباني –بيبي رودريغث(1)- يذكر في كتابه (الأكاذيب الأساسية للكنيسة الكاثوليكية): "أن أقدم مخطوطة معروفة عن التوراة هي قطعة صغيرة من وريقة من سفر صاموئيل نسب تاريخها إلى حدود عام 225 ق.م. بينما هناك وريقة بردى تحتوي على ثلاث "آيات" من انجيل يوحنا يصل تاريخها إلى ما بين عامي 125 و 150 م."

ثم جاء المسلمون، من بعد، ليعتمدوا على التوراة في كتابة قرآنهم فأدخلوا فيه كل خرافات التوراة و تلفيقاته و سُطـّر في صفحات القرآن أساطير و أفعال الأولين اليهود. إن الاسلام هو عملية "اصلاحية" أو تحريفية لليهودية و إن القرآن هو توراة أسلمت. و يمثل القرآن انحيازا كاملا إلى التوراة على الرغم من وجود بعض الكلمات التي يعادي بها اليهود.

إن التوراة تجعل من الشعب العبري شعب الله المختار و حبيبه الأبدي الخالد و تعتبر الشعوب الأخرى شعوبا خلقها الله، إلهه، كي تخدمه. إن الشعوب الأخرى هي عبيدة له، و العبريون هم السادة و هم القادة و هم، و هم.... وقد لا أجد شيئا غريبا من عنصريين يمجدون بـ "شعبهم" لكن الغريب و القبيح أن أجده في من يقبل "دينيا" بهذا التصنيف للشعوب و بجعل شعبه حفيد أمة (هاجر) نكحها ابراهيم ابو الأنبياء –كما يقول المسلمون - أو أبو اليهود-كما يقول هؤلاء-. إن العرب المسلمين قد جعلوا من قريش التي يعتبرونها أفضل قبائلهم من نسل اسماعيل ابن الجارية هاجر. و هكذا نرى العرب "العدنانيون" يبحثون عن جد "أعلى" لهم عن طريق اسماعيل فوجدوا أباه: ابراهيم، مثلما وجده العبريون جداً لهم.

و ليس هذا فقط بل أن المسلمين مقتنعون بالرواية القائلة عن أن ابراهيم ترك جاريته هاجر و ابنه اسماعيل في الصحراء في منطقة بدون ماء و لا زرع معرضين للموت. لو كان أحد الآباء "العاديين" يترك ابنه و أمه بمثل هذا الوضع، ماذا نقول عنه؟؟ أليست هذه النذالة بعينها؟؟

إن ابراهيم، و كما تقول الاساطير اليهودية، كان قد حلم في ليلة بأن الله قد وعده بأن يعطيه أرض كنعان. اي نبي ذاك؟ و اي إله هذا؟ إن هذا الحلم لا يتعلق "بغزوة" لأرض لشعب آخر بل أنه يتعلق بـ "هدية" إلهية سماوية و في نفس الوقت إن هذا الحلم ليس هو تجريد السكان الأصليين من أرضهم بل هو تملك أرض أعطاها الله إلى نسل إبراهيم اليهود و ختم على صحته المسلمون عندما قدسوا التوراة و قالوا عنها أنها الذكر و "إنا له لحافظون".

و بمساهمة المسلمين في دعم الآراء التوراتية و خرافاتها و أساطيرها و دعم زعم الشعب العبري بأنه شعب الله المختار و في تفوقه على شعوب العالم الأخرى يهيء المسلمون لأعدائهم المنصة للإنقضاض عليهم (على المسلمين). و يزداد الأعداء شراسة أكثر عندما يقوم حكام المسلمين و رجال دينهم بتجهيل شعوبهم و تحقيرها و ظلمها بل و اغتيالها.

إن الزمان و المكان هما في غاية الأهمية لأي شعب كان، ومتى ضاع أحدهما ضاع الثاني. و لهذا فإن الصهاينة، و كانت على رأسهم غولدا مائير، يحاولون أن يقنعوا العالم بأنهم يذهبون إلى مكان (أرض) ليس فيه شعب و هم لا يزالون يحاولون إيجاد تاريخ قديم لإسرائيل ليطمسوا التاريخ الفلسطيني. و هكذا فليس هناك شعب له تاريخ (زمان) و ليس له وطن (مكان).

إن التوراة قد أعطت الزمان إلى شعب كاتبيها و كذلك أعطت لهذا الشعب المكان بمملكة داوود المختلقة. أما السكان الأصليون فإن التوراة قد طمست معالمهم و دنست دياناتهم، و إن ذكرت شيئا عنهم فإنما ذكرتهم حسب الشروط التي أملاها ملفقوا التوراة. إن التسلسل الزمني في سفري القضاة و صموائيل، من كتاب التوراة، هو خيال محض اخترعه اليهود في المنفى لكي يقنعوا تابعيهم و مؤيديهم بمشروع تاريخ عمره ألف سنة يغطون به تاريخ "وجود" اسرائيل في أرض كنعان. (2)

و لم يترك المسلمون تأييد التوراة في ذلك، بل على العكس، و الأقبح من ذلك عندما يقف الفلسطينيون المنكوبون بجانب تلفيق التوراة و بجانب قرآن لم يذكر اسم فلسطين و لا مرة واحدة بينما ذكر بني اسرائيل واحدا و أربعين مرة. و كذلك لم يذكر القرآن أيضا اسم كنعان أبدا، لكنه ذكر اسم داوود المشكوك في وجوده ستة عشرة مرة.

لقد أفلح عمر بن الخطاب و بطلب منه إلى النبي محمد أن يدعو إلى الله أن يقوم بتحويل القبلة من القدس إلى مكة. إن الإثنان قد شعرا بالسعادة عندما أصبحت مدينتهم مكة قبلة و مدينة أفضل من القدس، في نظر الله، و أصبحت أنظار الناس المسلمين تتحول إليها لا إلى القدس. (3) نعم لقد نجح محمد و عمر بتحويل أنظار المسلمين و بهذا الفعل فإنهما أنقصا من دور القدس الفلسطينية لصالح مكة الحجازية.

و هنا أسأل: كيف يمكنني أن أفهم فلسطينيا يدافع عن قضيته، في مواجهة الأعداء الصهاينة، و نكبته تمت بايدي هؤلاء، و أراه يحمل اسم ابراهيم أو اسحاق أو يعقوب أو…أو ..أو داوود المختلق..؟؟ لا بل إنه يعتبر هذه الأسماء هي أسماء أنبياء الله يجب تقديسها.. إن الفلسطيني الذي يعتمد على الاساطير التوراتية بتسمية أبنائه بأسماء يهودية يؤكد استسلامه للأفكار العبرية القديمة و الصهيونية الحديثة… و ليس غريبا القول عن أن الخطاب التوراتي الموالي لإسرائيل و صهاينته هو خطاب قوي جداً و تدعمه قوة مادية عالية لكن الغريب أن لهذا الخطاب دعم "داخلي" تقوم به آيات القرآن و يمجد به ذاك العربي أو ذاك الفلسطيني.

إنني أرى أن الذي يريد أن يفهم تاريخ فلسطين الأقدم يجب عليه نبذ و رفض الأفكار اليهودية-المسيحية – الاسلامية عن هذا التاريخ، إذ أنها ليست متحيزة إلى أعداء هذا التاريخ فقط بل و أنها مبنية أيضا على خرافات و أوهام يقال عنها: "إلهية".
إن كتبة التوراة و المدافعين عنه هم لا منطقيون و كاذبون.


(1) Pepe Rodríguez. Las mentiras fundamentales de la Iglesia Católica
(
2) من كتاب ( اختلاق اسرائيل القديمة - لكيث وليتلام)...بتصرف
(
3) انظر تفسيرات الآيات القرآنية المتعلقة بهذا الموضوع
محيي هادي – أسبانيا

13/10/2011
المقال لا يعبر عن رأي المسؤول عن هذه المدونة ..