الاثنين، 19 سبتمبر 2011

ابنة ابليس .. قصص واقعية وحقائق .

أود إخبار من يهتم بالعالم الآخر قصصا حقيقية مما سمعت والأهم مما عايشت خاصة الكائن الأشهر تاريخيا - الشيطان - وإليه أهدي إحياء ذكراه .
قيل أن في قريتي واد للجن وكم سمعت بالأحداث التي لطالما وقعت فيه ومحيطه وعلى مقربة منه مما قيل يوما أن سائقا ً توقف لإشارة رجل وامراة ليلا ً أسفل قريتي على مقربة من الوادي المذكور وبدا لمن روى القصة أنه ما راودهم الشك في مسافريْن عاديين وليس من أحمق يقف على الطرقات غير من هو على سفر ؟؟
كانوا متجهين إلى المحافظة ولكن قبل مفرق من مفارق مدخل المدينة الدولي أشار الرجل للسائق – للأمانة لا أذكر العنوان جيدا لذا لن أحاول التخمين ولكني متأكد أنه كان مفرق يؤدي إلى قرية عربية من قرى من نسميهم تات TAT - صنف ?! من البشر يعيشون على جانبي طريق مناطقنا هناك – أيضا ليس مستغربا فالحوار الحضاري في المنطقةِ هناك وصل لما تحت الزنار مرارا فلا مشكلة بزيارة كرد من عفرين للإخوان مسلمين ؟؟!! نزل المسافران العاديان والتفت السائق ليقبض أجرة الطريق ومن عادة سائقي السيارات في بلادي إلقاء نظرة على الراكب معهم حين ينزل وينصرف بتمعن من مفرق عينيه إلى أخمص قدميه مروراً بما بين السرة والركبتين وليته لم يفعل - السائق المسكين - لأنه تجمد... ذهل... تحجرت نظرته ولم يعد قادرا على الالتفات –عادة من ينزل قبل نهاية الخط يأخذ الأجرة بعد توصيله بسلام أما الآخرين فقبل ..وصلوا ام لم يصلوا.. ويميل إلى اليمين والخلف بينما الزبون مقابل الباب بجانب الحافلة الصغيرة التي يفتح بابها كسحاب - أ ُغْلق الباب وابتعد الغريبان في الظلام انتبه بعض الركاب لاتجاه نظر السائق ففعلوا مثله متابعين ابتعاد الغريبين.
النظرة الجامدة المرعبة المصدومة للسائق دفعت البعض فيمن نزل فلمح أحدهم شيئا مريبا قبل أن يغطي الظلام الغريبين .. فحسب أنه توهم , استعاذ بالله واستجار بقدرته وبأسرار الأولياء والرسل .. تحرك قليلا السائق وبدأ يرجف ويهذي بأنهما ليسا من البشر وأكد اثنان أنهما رأيا قدمي الغريبين فاطمأن السائق قليلا لسلامة عقله وتابع الطريق لاشعوريا يقود لا إراديا فقد حفظه الرب كما يحفظ هو الدرب وازدحامُ الليل قليل جدا كما الطريق بمسربين .. انتشر الهرج في الخلف واتفقوا مع السائق أنهما ليسا بشر كيف عرفوا؟ بسيطة فأرجلهم كانت حوافر - نهايات الطرفين السفليين - ماعز والإنسان رجله رجل إنسان لا ماعز ولكنهم ليسوا معزى وتيس بل كان ما تبقى من الجسد هو بشري ؟؟ وقد ركبوا على مقربة من وادي الجن ؟؟
القضية واضحة فلما العناد كانوا جنا بهيئة البشر
ألا تصدقون ؟؟ اسألوا من كان في الرحلة تلك – على فكرة السائق جن فقد صوابه وأدخلوه الدويرينة .. ألا تصدقون ؟؟ اسألوا أهله – حافلة الركاب حسب روايتهم كان يستقلها شخص بجانب السائق وثلاث في الخلف لم يكن قطارا ؟؟- سمعت القصة من أكثر من 30 مصدر مختلف في محاولة التحقيق في الموضوع وكل مصدر كان له قريب في تلك الرحلة أو صديق رأى الحدث وعاشه وهذا يدل على أن بعضهم كان يكذب ولكن القصة حقيقية .. ربما لن تصدقوا !!! اسألوني أنا قبل أن تضيعوني في الدويرينة لأن شيئا شبيها بعد سنتين حدث أيضا معي لا أقصد أناسا بأرجل أو قوائم جمال وحمير – أظلاف ..ألم تسمعوا وتروا الامرأة التي أطرافها كالبعير .. كتلك التي غضب الله عليها ومسخها انظر على اليوتيوب .. لما لا تصدقون ؟؟ – ولكن قصتي هي أكثر واقعية لأن ما حدث معي كان لقاء حصريا بشيطانة وأخبرتني قصصا ً من القرآن – ألا تصدقون ؟؟ اسالوا القرآن فهل من مكذب ؟؟!! إلا من أراد أن يتخوزق على يد الجماعات الإسلامية ..
كان ذلك في ليلة شتوية ضبابية جدا خرجت ترويحا عن ضيق شديد شعرت به لغباء فتاة من بنات جيران بعيدي القرابة ممن كانوا يضيفونني .. لم تفهم إشارتي بالغمز واللمز والتكشير بأن تخرج من الغرفة حين أذهب لقضاء حاجة – ذريعة – عسانا نتبادل ما تبادلناه الليلة السابقة ولو لدقائق في عتمة زاوية ما من الحوش !!! لم تفعل لذا شعرت بتوتر وخيبة أمل واشتعلت نار الحب في فؤادي ومناطق أخرى!! صدقا لم أكن أدرك ما هي الأمكنة الأخرى لذا تخيلتني عاشقا كسيرَ الجناح ففعلت ما يفعل العشاق – يهيمون على وجوههم – وهمت على كل شيء غير حافل لا ببرد ولا بجن ولا كلاب بعد ربع ساعة من السير شارداً مدندنا ً ألحانا ً - حتما - كانت حزينة
وجدتني وحيدا أكثر مما يجب مع رذاذ كثيف كأنه مطر خفيف جدا وضباب لم أشعر بخوف مهم – الألم كان أكبر صدقوني .. كان الألم في صدري وأسفل بطني – ليس مغصا بل ألم ثابت كالتشنج –
أشعلت سيجارة – بدايات التدخين العلني أمام أقارب الدرجة الرابعة وما فوق – خرست قليلا ً فَرَانَ صمتٌ ويا له من سكون لذيذ شبق .. أمعنت النظر في جهة وادي الجن ولا أظنني رايت ما هو أبعد من عشرين مترا ولكن ِ اِمرأةٌ صغيرةُ بدتْ وكأنها تدنو بلا خطوات كالخيال .. أَيُعقل أن الحرمان الجنسي يدفع الحواس لهذه المغالطة البصرية المثيرة . لم يكن وهما ً فقد اقتربتْ أكثر مما يمكن لخيال وأبعد من أن تكون صورة في ذهني لم أكن نائما – على الأقل هذا ما جزمت به حينها ولا زلت أجزم – باتت على مقربة كافية لتسلم وفعلتْ بلغة عربية واضحة لهجتها كلهجة عرب ِ المنطقة عندنا- بدو-
اضطربتُ أكثر مما ذُهلتُ لأن الذي اعتاد التفكير ينشغل عن المشاعر الحادة ويغدو بليدا نوعا ما وأول ما فكرت به أنها فتاة من القرية تود الهروب مع عشيقها -هذا تحول لموضة في وقت من الأوقات - ( لدرجة طرحت الفكرة على آخر زوجاتي وهي بادعاءها ليست تقليدية متخلفة بل أوروبية وناضجة ووالدة أطفال بكل معنى الكلمة إضافة للإلتزام – قوة الشخصية - منذ 12 عاما أيضا طرحت الفكرة لم تكن زوجتي حينها طبعا بعد أن قالت أن الأهل لن يباركوا هذا الزواج فقلت: نهرب ولم ترضَ بل جنت معتبرة ذلك إهانة وشيئا يدل على سوء نية بصراحة لو مر ألف عام لن تدرك إحداهن أنها أمنية قديمة لإثبات التمرد والثورية وبعض هذه السفاهات لا اكثر)
آسف يبدو انني ابتعدت عن الذي حدث ...
سلمتْ تلك الغريبة بأدب - هناك من يسلم يلقي السلام بقلة أدب حتما - كانت امرأة صغيرة - شابة - ولهجتها جعلتني أطمئن تماما
بدت هادئة وهذا ما أثار قلقي .. استاذنت ِ الجلوسَ فأذنتُها بدأت قائلة:
- أعتذر ولكني رأيتك وحيدا وفي وقت ومكان غير مألوفين بالنسبة لبني آدم فأردت تسليتك
لا زلت صامتا حائرا تراها تمزح أم تود تخويفي بقولها – بني آدم –
- ولكن لم أعرفك ِ ؟؟ سألتها..
- لأننا لم نلتقي هكذا من قبل علانية مع أنني رأيتك من قبل تتبول هناك أجابت وضحكت مشيرة إلى شجرة جوز على تخوم أرض أحد اقاربي
- ماالمضحك سألتها .. وعقبتُ : أنا أشتهي أحيانا المجيء إلى هنا والتبول وسط الدرب فماذا تفعلين أنت هنا دوما لتصادفيني مرتين حسب ادعاءك..
- لا لست دائما هنا ولكن عمتي تقيم بالجوار وأشارت ناحية الوادي وتساءلت بلهفة :
- لا يبدو عليك الخوف أبداً أليس غريبا ؟؟
بدأت ُ بالقسم السخيف من السؤال كعادة البشر أعني القسم الذي سأتحدث فيه عن نفسي بينما كان الأهم هو سؤالها عن الجهة التي أشارت إليها فأقرب قرية تبعد 4 كم فكيف تخرج فتاة لوحدها – لم يخطر ببالي أنها تشير لوادي الجن - المهم قلت ومما أخاف ؟؟
كانت إجابتها بسيطة جدا وكقنبلة ذكية موجهة من أمهات القنابل :
- مِمًنْ ؟؟ مِنًا !! لم أجرؤ على تمثيل البلادة والقول من أنتم ؟؟ فمعطيات كثيرة تقول أن شيئا ً غير عادي يجري معي ولكن أدركت نقطة هامة وهي أنه أيًا ً تكن فهي لا تستطيع معرفة ما في نفسي وعقلي وتأكدت عندما تقصدت أحدق في رجليها باحثا عن أرجل غير بشرية فلم تعلقْ ؟؟!! بل عرفت عن نفسها :
-  فاطمة اسمي من الحائل في السعودية ويمكنك مناداتي مريم ..
- نع..مْ ؟؟ .. سعودية ؟؟ لا لم يعد الوضع يطاق قلت لنفسي والأسوأ أنه لا يبدو عليها تسخر مني .. فرشت ورقي قائلا:
-  رجاء كفى لعبا من اين أنت وماذا تفعلين هنا؟؟ فهناك لا يوجد عرب أعرف أهل القرية ليس فيهم رجل متزوج بسعودية - ليس السعودية كلها فهذا محال بل امرأة سعودية - حتى يكون لك عمة هناك ... حينها انفجرت ضاحكة فعرفنا أن كلينا يتعثر في جهل الآخر ...قالت:
-  أي ُ بشر أنت ..وتعرف كل الناس في قريتي حيث عمتي .. قاطعتها :
- ألا تقصدين ( قيب.. ) ؟؟
لا .. لا الآن فهمت لما لم تخف ... إذاً لم تعرف أنني لست من بني آدم ؟؟
آسف ولكن لا زلت غير مقتنع يمكن لأي شخص أن يخمن أنها ليست المرة الأولى لتبولي هنا ولهجتك كنصف أهل القرية - لم أجد معنى للقول أنك مجنونة !!-
يبدو أن كل شيء بدأ يتغير وصارت تقرأ افكاري فقد اختفت لربع دقيقة ثم ظهرت ثم طارت أعني ارتفعت في الفضاء .. وقالت:
- عمتي تسكن الوادي المجاور
رجوتها أن تنزل وتكف عن ذلك فقد بالغت بشكوكي حين اعتقدتها إنسانة وتود إحراجي لا أكثر واعتذرت مفتعلا ً عدم الاندهاش – بصراحة فعلت ذلك خوفا ً من تحولها لأشياء كما في أفلام الرعب وليس لأني لا أريد رؤية شيء خارق للطبيعة لأنني ليس كل يوم ألتقي بجنية كما لم يخطر ببالي أنها قد تكون ملاكا ً فقصة ظهوراتهم قليلة عموما .
أعدت الترحيب بها والاعتذار .. لأعطي صورة مقبولة عن نفسي وليس عن البشر لأنها لا بد وتعرف البشر جيدا ..
- فاطمة أليس كذلك ؟ أهلا ً فاطمة .. أنا لم أعرف لأنك تظهرين مثلنا ولكن كيف عرفت أنني لست منكم .
ضحكت مجددا وبكلمة واحدة أجابت:
- من رائحتكم – لا أدري هل عممتْ مجاملة ً أم هي الحقيقة – تشبه رائحة الفضلات.. أكملت - دعك من ذلك ؟؟-
يا للعنة الفضول البشري السخيف فعلقتُ بغيظ :
- تقصدين الخرى ..فاستدركتْ:
- لا تذهب بعيدا فرائحة فضلات العالم الناري خفيفة وإن كانت سيئة قليلا
- آه ... بسذاجة قلت لا بأس فأنتم أيضا تعيشيون على فضلات البشر والعالم
لم يكن تعليقي مناسبا – رد فعل لا أكثر – فردت بسخرية:
- نعم هذا ما يقوله شيوخكم وعلماء العهر – عرفت أن العهر عندهم أيضا ً شيءٌ سيءٌ وكريه وأن بعض معلوماتنا عنهم مغلوطة –
غيرت الموضوع منتبها لكوني ألفتها استأنست بها وليس هناك سبب للخوف حتى لو صارت تحدثني بلا رأس أو برأس معزى - المعز مشهور بخيانة المسلم لصالح اليهود لذا كشف الرب عورتها .. ربما تصدقون هذا الهراء إذا قاله أبو فاطمة و لا تصدقون ما حدث معي .. إلى الجحيم .. أكتب لمن يهتم بالحقيقة .. ها ها ..كانت تنظر إلي بارتياب 
- اعذريني خطرت أشياء ببالي ولكن هل هذه حقيقة أشكالكم ؟
لم تخف امتعاضها تارة وشفقتها علي وبدت إجابتها بلامبالاة:
- لا بل عندما نرى بشرا ً قريبين أو نضطر لمخالطتهم نتجسد ..قالت ثم تابعت:
- أرجو الا تنزعج فانا وقحة بصراحتي وأنت تبدو مختلفا تتقبل الوضوح و العفوية
- لا بأس ..وباختصار هل أنت جنية ؟؟
- لا نصفي ..أقصد من جهة أمي أما أبي فهو ملاك ... قالت ببراءة المتحدث في حقائق يجب أن أتقبلها وأستوعبها بسهولة , شعرت بأنني رجعت إلى ما قبل البداية .. وتمنيت لو بقيت عند مضيفي أراود ولو بغلة ًعن نفسها ولا ورطت نفسي في هذا الوهم المتلاحق يجرفني معه, وقررت العودة للسخرية تحسبا من كونها تسخر– وهل يجوز لها ان تسخر مني هكذا لمجرد كوني ابن آدم وهي من نسل ملاك – فقلت باعوجاج متعمد في شفتي مع لفظ الكلمات من صدري :
-  ما درجة قرابتك بجبريل؟؟
كانت تلهو بحصيات صغيرة في يدها أخذتها من على جانب التخوم التي كنا نجلس على صخور فيها
- لا ...لا قرابة ولكن أبي كان يفتخر بأننا من سلالة عزازيل
بلهفة ورهبة سألتها :
- تقصدين ... اب....الش .. بصراحة يا جماعة لم أجرؤ خشيت جرح مشاعرها – ما الذي يدريني أن الملائكة أو الجن أو مزيجهما بلا مشاعر أو لا تجرح مشاعره فالكتب المقدسة مصدرنا في معرفتهم – تقول أنهم يشعرون ويفكرون مثلنا !!!
- نعم هو نفسه عزازيل ... علقتْ على ما لم أقل وابتسمت بلطف استأذنتني أن نسير بين أشجار الزيتون بعيدا عن التخوم باتجاه الداخل , لم أجد مشكلة في ذلك , لذا سايرتها ونهضت أمشي وهي تسأل عما دفعني للخروج في هذا الوقت والبرد – لم يخطر ببالي أنها أنثى وإلا لتوهجتُ خجلا ً من سؤالها – أعتقد أنكم تعرفون سبب خروجي – نيران الهوى وآلام مبهمة – فقلت:
- أشعر بالوحدة – لا أظنني كذبت
– وأحب هذا السكون الجميل ولكن دعيني ألخص ما يحدث – أنت شيطانة – وكذبتِ علي باسمك ِ و مكان إقامتك ... فهل انا مخطئ ؟؟
- نعم .. أنت مخطئ ..أنت سيء الظن فاسمي فاطمة واسم الدلال مريم .. اسم أبي خلف وأمي عائشة أسكن في السعودية ..وكما تشاء شيطانة شيطانة .. ابنة ابليس ايضا لا بأس .. ولكنني ملاك سواء شاء الله أو لم يعجبه فأصلا ً جدي قال له اِنطحْ الحائط يرأسك حين لم يسجد لجدك ذليلا ..
طبعا انفجرت ضحكة ٌ من جذوري وقاطعتها ..هيه هووو اهدئي لم اقصد ذلك خلاص راح زمن العبودية والسجود - زمن الحريات الشخصية و الديمقراطيات - بل نكاد نسقط الله .. ولكن هل فعلا أبوكم قال ذلك لله ؟؟... هل نطح الحيطان ولسوء حظك انا أعرف انه نطحَ جدك ِ من السماء .. فأجابت بحنق:
- كغيرك أنت جاهل لا تعرف القصة ..
 آسف ... وأقسم برأس الله – هكذا الأكراد يقسمون ويحلفون في معظم قرى المنطقة - أنا أمزح ولكن السعودية أرض مقدسة فكيف سمح لكم آل سعود البقاء .


القصة طويلة .. بل توا بدأنا بالكشف واكتشاف ما في العالم الآخر و سأكمل التدوين قريبا لأن المواضيع الأخرى تنتظر الإكمال أيضا ولكن للقصة تتمة أعتقدها هامة وسيهتم بها أحد ما ... لا تذهبوا بعيدأ ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق