الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

إنسان الغد و تطور فرضيات التخاطر..


Imagination is more important than knowledge.       Albert Einstein
Have no fear of perfection, you'll never reach it.      Salvador Dali

ليس من الإجحاف تقسيم وظائف الدماغ بحِدّةٍ – إلى قسم أيمن وأيسر تماشياً مع التقسيم التشريحي حتى على مستوى الدماغ البدائي - بغية تقريب فكرة ما والاستدلال عليها كما أنه أصلاً صحيح بنظرة مجملة... 

فالحقيقة أن الدماغ يعمل بتناغم أجزاءه سواء الوظيفية أو التشريحية – تقنيات التصوير الطبقي البوزيتروني الرنين المغناطيسي الحيوي ..الخ
ساعدت في دراسة الفروق بين الأقسام وظيفياً و تشريحياً - لا توجد مناطق صامتة كلياً عندما نشير إلى الاستماع للموسيقا مثلا .. أو التفكير في حل مسألة رياضية ... مناطق اللغة في القسم الأيسر تدرك كما الطرف الأيمن ولكن الأول يتناولها كمفردات وحروف ونحو – قواعد النحو - بينما الثاني يدرك صوتياتها والسياق والعروض إذ ْ لا يمكنك إدراك ما يريد المقابل حين يلفظ كلمة بذيئة فتقريرك وتقييمك للآخر وكلامه يعتمد على ما ينتج من تكامل محاكمة الجهتين من الدماغ ولكن كما قلنا كل طرف يميل لتغليب شيء ... مرحلة ما. 
على هذا الأساس يُصنف البشر ( يمينيون و يساريون مع التنبيه إلى أن استعمال اليد ليس معياراً قوياً يمكنك مراجعة الإحصائيات ) فالانفعالي لوحظ أنه يميني الهيمنة دماغياً – المناطق الأكثر نشاطاً هي في الطرف الأيمن من الدماغ – خاصة الانفعالات التشاؤمية!! بينما المتعاملون بالمنطق الجاف هم يساريون .. والظواهر الخارقة معروفة باستدعائها لحالة عقلية معينة وغالباً إن لم يكن كلياً هو أكثر شيوعا – يحدث معهم أو يؤمنون - بين مستخدمي الطرف الأيمن أو حين يكون الإنسان في حالة عقلية -دماعية- لا ننسى أنها كلها دراسات في وعن وبالإنسان والإنسان كما الكون لم يعد للمطلق فيه من دور مهم .. أيْ ليس يساريو الدماغ دوماً كذلك .. بل غالباً هو كما نصف
- مشكلة يساري الدماغ هي أن طريقة تعامله مع الحياة تختلف عن نظيره بسبب القوالب العقلية التي تتعلَّبُ فيها معطيات العالم ..كما أنه لا يستطيع إلا أن يفهمَ ...القسم الأيسر ولكن مجال البارابسيكولوجي لم يصل لدرجة إفهام هذا الجانب من الدماغ بل لتعارضه مع تصوراته المسبقة فهو يقوم بدور سلبي في قمع الظواهر بعد محاولة تفسيرها أو فشله في تفسيرها عبر القوانين التي يؤمن بها أي ناهيك عن أنه ليس مؤهلا ليمر بهكذا تجربة فهو لا يقبل وجودها ولو فرضت وجودها وهذا يشبه العمى القصدي الذي يمارسه الدماغ تجاه أجزاء شارعك مثلاً وتَغيُّرِّ شيء ما فيه بل كم من مرة فوجئ أحدهم بإزالة أو وضع لوحة إعلانية ما رغم مروره يومياً بها .. الجانب الأيمن مميز بانتباهه للتغيرات تلك وإن كان تعبيره هو مجرد الإحساس بأن شيئاً ما تغير مع أنه في كلا الحالتين أدوات الحس هي نفسها – في المثال السابق العينان مثلا – سنذكر التأثير العالمي المثبت تجريبياً في إعاقة ظواهر ال ESP لاحقاً .
- الروتين من اختصاص العقل الأيسر فهو يسعى لضبط الحياة بأقل كلفة ولأوضح وأقرب غاية أي هو يجيد استعمال هذه الأداة ويسعى إليها ... وبهذا الشكل تحديداً يقصي نفسه عن التحكم و السيطرة – يرتاح – فتخف رقابته أو تدخُلُّهُ في إدراك المنبهات الواردة سواء حسياً أو بطرق التخاطر- لا زلنا نفتقد لنظرية شاملة فيها وعنها –
حالة الاسترخاء ... الروتين يصلنا بفكرتين: الغَنزفِلد و ثنائية الأدرينالين-أستيل كولين . 
المشكلة لا زالت تكمن في التحكم بالظواهر تلك وخلقها معملياً أي تحت شروط مضبوطة سواء للخروج بنظرية أو تنقيحها أو نبذها ونعود للوسائط الكيميائية لنجد أن:
1-
بوهاريش كان ممن أشاروا لأهمية الوسائط الكيميائية الدماغية في هذه الظواهر من ملاحظة الحالات وأكدها في تجاربه التي قام بها هو ومن تلاه أشار بشكل رئيس إلى الأدرينالين : الوسيط الأساسي في الجملة العصبية اللإرادية الودية- الذاتية - والأستيل كولين : مقابله في الجملة العصبية نظير ذاتية - نظيرالودية – الباحثون حين كانوا يقومون بتجاربهم التخاطرية عبر فكرة الغنزيوفيلد أدخلوا هذا بالاعتبار وتأكدوا من دور الوسيطين أكثر.. مع التنبيه إلى أنهما موجودان دوما في الجسم ولكن بتراكيز محددة من حيث الحدين الأعلى و الأدنى فوظائفهما في الجسم معروفة جيدا .. تأثيراتهما متعاكسة مع طيف صغير من الاختلاف وبعمل تكاملي .. الأدرينالين هو هرمون الأزمة – اضرب أو اهرب – استنفار,تأهب بينما الأستيل كولين على العكس يرخي ,يهدئ وكما أن كل ظواهر ESP فالبشر ليسوا في تأزم أو استرخاء دائمين كذلك ليست تراكيز الهرمونين بواحدة حين ترتفع .. هناك مجال معقول من التفاوت ( حتماً ليست الفرضية التي لوحدها تفسر بل هي مرحلة من آلية العمل ) كما أنه يفسر سبب وضوح الأثر الخارقي في الأزمات . وضع الشخص موضع التجربة في حالة كولينية لم توجد فيه صعوبة لمعرفة مواد طبيعية ترفع تركيزه وقد استخدم نوعا من الفطور هو الفطر المضحك – amanita muscaria -
كما استعمل حاسوبا ليكون اختيار الأرقام عشوائياً بدلاً من استعمال الصور الجيد أنه حذف اثر المجرب – هذا الحقل من العلم أوثق العلوم من حيث تداخل أثر المشرف على التجربة كما في الفيزياء الكوانتية –
قبل تناول الفطر كانت مستويات التخمينات قريبة من مستويات الصدفة – إحصائيا – بعد وصوله لتراكيزه القياسية تحسنت النتائج بأكثر من
200 مرة من مستوى الصدفة وبعد زوال الأثر عادت الأرقام لتنخفض – لم يذكر الأثر الانحداري طبعاً – من الواضح أن الطرف الآخر – الحاسوب لم يكن في حالة أدرينالية أي ثبّتَ المتغيرَ الآخر . أما التنبه الأدرينالي فقد أحدثه مستفيداً من الخوف المرضي عند أحد الأشخاص من الكهرباء فكان مجرد الإشارة لمرور تيار عالٍ من الكهرباء في شبكة معدنية تحته يضعه في تلك الحالة من غليان الأدرينالين وكانت النتائج أيضا حاسمة ..
النقطة الثانية لبوهاريش كانت هي تصوره أن العنصر الفاعل هو المستقبل لا المرسل وهذا يعطينا فكرة لسبب استجابة أحد دون الآخر لتنبيه عام يرسله متأزم ما مع أن الأَولى دوماً أن يكون الأقرب وجدانياً هم من يستجيبون لكن الظواهر لا تتفق مع هذا الكلام .. رغم وجود دلائل أن أواصر القرابة و المعرفة المسبقة كلها تزيد التفاعل وليست شرطا لتجلي الظاهرة إضافة لكون المستقبل في حالة عقلية تسمح بتمرير الرسالة لا أن يتدخل الدماغ الأيسر ليعزوه لقلق لا معنى له وإلى ما هنالك من تفسيراته البليدة .. وأن يكون التنبيه ذا معنى – مفيداً - فتكون الاستجابة أكبر والرسالة اقوى واوضح.

2- الغَنزفِلد هو استجرار حالة الاسترخاء الذهني – بخلق حالة كولينية .. حالة يمين عقلية .. حالة حرمان الدماغ من التنبيهات الحسية المتغيرة .... باختصار إيقاع الطرف الأيسر من الدماغ في الروتين الذي يقلل من نشاطه وبنفس الوقت ينعتق الطرف الحساس أكثر – الأيمن – لإحداث الغينزوفيلد وسائل عديدة يمكن تطبيقها بكل الأشكال ولكن منها ما لا يستدعي تدرباً من قبل من سيدخل التجربة ... كالإضاءة الخفيفة والتشويش السمعي اللطيف والاستلقاء ثم محاولة الاستسلام لشيء ما – انتظار شيء ما يرد في الذهن أو تراه في ومضات في خلفية سوداء - مع الانتباه للإيمان بأن شيئاً سيقع .
نؤكد ان مشكلة هذا العلم هو التداخل الشديد بين المجرب والمجرب عليه والآخرين وصور قد تردك من مصادر بعيدة ...الخ حتى بعد حذف أثر المجرب باستخدام الأدوات الإلكترونية لوحظ ما هو أكثر إثارة وهو تأثير الخاضع للتجربة على وفي الأدوات نفسها ..لذا قريبا نكمل في هذا الموضوع وغيره مقتربين أكثر مما في المختبرات كما في الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق