الجمعة، 7 أكتوبر 2011

الإنسانية - كمذهب أخلاقي لاديني




- الإنسانية هي طريقة للحياة تعتمد على العقل و إنسانيتنا المشتركة، مدركين أن القيم الأخلاقية قد وجدت إلى حد بعيد في الطبيعة البشرية و الخبرة الإنسانية فقط. (روبرت آشبي)
الإنسانية [أو الأنسنية (
Humanism) بحرف H كبير، أو الإنسانية العلمانية (Secular humanism)] مذهب لاديني لاإلهي...

فالملحدون و اللاأدريون هم الذين من المفترض أن يكونوا من الداعمين للإنسانية و مع ذلك فهذا ليس دائم الحدوث بسبب شكوك متنوعة و أفكار مضادة لديهم و عقائد شخصية. على كل حال هم مشغولون بقضية الظواهر الفائقة للطبيعة (الخوارق و المعجزات .. إلخ ) و....

يوجهون الأسئلة عن الوجود بينما الإنسانية تتجاهل مثل تلك الإشياء و تركز على الحياة و الأخلاقيات.
و بينما الإلحاد هو غياب الإيمان بالإلهة و الأديان فحسب, فالإنسانية هي موقف إيجابي تجاه العالم, مرتكزة على خبرة و فكر و آمال الإنسان. هي أسلوب حياة شامل يدعم العقل الإنساني و الأخلاق العالمية و العدالة و يرفض الإيمان بما وراء الطبيعة و العلوم الزائفة ( اللاهوت و الفقه .. إلخ ) و الخرافات. الإنسانية ترفض أي تبرير لشرعية تفوق الخبرة الإنسانية مثل الإعتماد على ”إيمان بلا سبب” أو كائنات خارقة للطبيعة ( الآلهة و الشياطين و الملائكة .. إلخ ) أو أي نصوص لها أصل إلهي مزعوم (التوراة أو الإنجيل أو القرآن .. إلخ ). الإنسانيون يؤمنون أن الخبرة الإنسانية و التفكير العقلاني يمدانا بالمصدر الوحيد لكل من المعرفة و القوانين الأخلاقية اللتين نحيا بهما فهم يرفضون فكرة المعرفة الموحى بها للبشر عن طريق آلهة او كتب مقدسة.

الإنسانية كذلك هي مذهب أخلاقي يؤكد على كرامة و إحترام كل الناس و يعتمد على القدرة على التمييز بين الصواب و الخطأ بالإستعانة بالقيم الإنسانية العالمية و خصوصا العقلانية و ذلك يستلزم التعهد بالبحث عن الحقيقة و الأخلاق من خلال الوسائل الإنسانية لدعم الإهتمامات الإنسانية, بالتركيز على الإرادة الحرة و الميل الشخصي للإنسان. الإنسانيون يصدقون على ” الأخلاق العالمية ” المعتمدة على الظروف الإنسانية المشتركة, قائلين بان حلول مشاكل الإنسان الإجتماعية و الثقافية تحتاج إلي الإنفتاح و سعة الأفق ..

مبادئ مذهب الإنسانية:

يوافق معظم الإنسانيين على الأفكار التالية:
1
- الإنسانية فلسفة ملحدة
- لا توجد كائنات فائقة للطبيعة : آلهة أو شياطين أو ملائكة أو جن أو عفاريت أو أشباح .. إلخ.
2- الإنسانية فلسفة مادية
- الكون المادي هو الشيء الوحيد الموجود.
3- الإنسانية فلسفة علمية
- العلم يمدنا بالمصدر الوحيد الذي يمكن الإعتماد عليه للمعرفة عن هذا الكون.
4- الإنسانية فلسفة دنيوية
- نحن نعيش تلك الحياة فقط فلا توجد حياة بعد الموت و لا يوجد شيء مثل تناسخ الأرواح.
5- الإنسانية فلسفة أخلاقية
- البشر يستطيعون ان يعيشوا حياة أخلاقية و ممتلئة بدون معتقدات دينية.
- البشر يستمدون قوانينهم الاخلاقية من دروس التاريخ و الخبرة الشخصية و التفكير الحر.
و هكذا نرى من المبادئ المعلنة لمذهب الإنسانية أن هذا المذهب إلحادي مادي علمي دنيوي أخلاقي.

البيان الصغير عن الإنسانية للإتحاد الإنساني و الأخلاقي العالمي IHEU

كل التنظيمات المشتركة في الإتحاد الإنساني و الأخلاقي العالمي IHEU توافق على البيان الآتي عن الإنسانية :

الإنسانية هي طريقة حياة life stance ديموقراطية و اخلاقية و التي تؤكد على ان البشر لهم الحق و عليهم المسؤولية أن يعطوا شكلا و معنى لحياتهم الخاصة. هي تعتمد على بناء مجتمع اكثر إنسانية من خلال أخلاقيات مؤسسة على الإنسان و قيم طبيعية أخرى بروح المنطق و البحث الحر من خلال قدرات الإنسان. هي لا تؤمن بإله واحد و لا تقبل الرؤى فائقة الطبيعة للحقيقة.
------------------
إعلان أمستردام 2002 *

وافق الآباء المؤسسون للاتحاد الأنسني والأخلاقي الدولي International Humanist and Ethical Union ، في مؤتمرهم الأول بهولندا عام 1952 ، على ما اعتبروه بيانا بالمبادئ الأساسية للأنسنية العالمية . غير أن المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي ، والمنعقد بهولندا عام 2002 ، أي بعد مرور خمسين عاما على انعقاد المؤتمر الأول ، تعهد بالتحديث بيان المؤتمر الأول ، المعروف باسم “إعلان أمستردام Amsterdam Declaration” ، واعتبره تعريفا رسميا لخصائص الأنسنية الحديثة ، تمييزا لها عن غيرها من الفلسفات . وعليه أضحى ” إعلان أمستردام معروفا باسم “إعلان أمستردام Amsterdam Declaration 2002 ” ، و أضحت المبادئ الواردة به والتالي عرضها تجسيدا فعليا لرؤية الاتحاد الدولي لخصائص الأنسنية العالمية:

1) الأنسنية أخلاقية ، فهي تؤكد قيمة وكرامة واستقلالية الفرد ، علاوة على تأكيدها لحقه في التمتع بأكبر قدر ممكن من الحرية ، بما لا يتعارض مع حقوق الآخرين . فالأنسنيون يهتمون بالبشر كافة ، بما في ذلك الأجيال القادمة ، ويؤمنون بأن الأخلاق جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية ، وأنها تقوم على التفاهم مع الآخرين والاهتمام بهم ، ولا تتطلب قوة خارجية لفرضها .

2) الأنسنية عقلانية ، فهي ترمي للتوظيف الخلاق وليس الهدام للعلم . فالأنسنيون يعتقدون في أن حل مشاكل العالم سبيله الفكر والفعل البشريين وليس تدخل القوى العالية عن الكون . والأنسنية تدافع عن الأخذ بالمناهج العلمية في حل المشكلات الإنسانية ، بما لا يتعارض مع القيم الإنسانية ذاتها ، فهي التي تساعد الإنسان على تحديد الغايات التي يعد العلم وسيلة لبلوغها .

3) الأنسنية تساند الديمقراطية وحقوق الإنسان ، فهدفها بلوغ الكائن البشري أقصى قدر ممكن من التطور . إنها تعتبر الديمقراطية والتنمية البشرية حقا طبيعيا لذلك الكائن . فطبقا للأنسنية ، تهيمن المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان على العلاقات الإنسانية ، فلا يترك قرار الأخذ بهما أو تركهما للحكومات والأنظمة ، أيا كانت طبيعتها ، لكونهما حقا إنسانيا .
4) الأنسنية تصر على ضرورة تناغم الحريات الشخصية مع المسؤولية الاجتماعية . أو بعبارة أخرى ، تؤكد الأنسنية على ضرورة بناء عالم يكون فيه الشخص الحر مسؤولا أمام المجتمع ، كما أنها تعترف باعتماد الإنسان على الطبيعة وكذا تعترف بمسؤوليته تجاهها . والأنسنية ليست دوجماطيقية ، فهي لا تفرض عقيدة بعينها على الأنسنيين ، وتطالب بحق الإنسان في التعليم الحر .

5) الأنسنية تؤكد على إيمانها بعدم مشروعية إجبار الإنسان على اعتناق ديانة بعينها ، وكذا عدم مشروعية السعي لفرض الاعتناق القسري لبعض الديانات الرئيسية في العالم على الآخرين ، استنادا لكونها صالحة لكل زمان ومكان . فالأنسنية تعترف بحق الإنسان في التدبر والتقييم والاختيار الحر لعقيدته ، أيا كانت تلك العقيدة .

6) الأنسنية تثمن الخيال والإبداع الفني ، وتعترف بدور الفنون والآداب في تطوير الملكات الخلاقة . فهي تؤمن بارتباط الفنون على اختلافها وتنوعها بما يحرزه الإنسان من تطور وتقدم في مناحي الحياة المختلفة .

7) الأنسنية تعد موقفا حياتيا يرمي لتمكين صاحبه من تحقيق أقصى قدر ممكن من الآمال والطموحات ، فضلا عن تزويد الأنسنية معتنقيها بالأدوات الأخلاقية والعقلانية اللازمة للتعاطي الكفء مع الحياة ، في كل زمان ومكان .

------------------
رمز الإنسانيين:



الإنسان الفرحان
الإنسان الفرحان هو أيقونة علمانية و هو الرمز الرسمي للإتحاد الإنساني و الاخلاقي العالمي International Humanist and Ethical Union و الذي تم تبنيه بواسطة التنظيمات و الأفراد الإنسانيين حول العالم. هذا الرمز تم إختياره سنة 1960 بعد مسابقة الإتحاد البريطاني للإنسانيين The British Humanist Association و كان التصميم الفائز من إبداع دنيس بارينجتون.
العلامة التجارية تتبع الإتحاد البريطاني للإنسانيين BHA و التي تعطي الرخصة لإستعمال هذا الرمز لكل التنظيمات و الأفراد الذين يعتبرون أنفسهم إنسانيين. فأصبح الإنسان الفرحان هو الرمز الرسمي للإتحاد الإنساني و الأخلاقي العالمي IHEU كما انه يعرف عالميا كرمز خاص بالإنسانيين.

معظم التنظيمات الإنسانية حول العالم تستخدم هذا الرمز أو طورت إصدارا منه يشبهه.

العقائد المضادة التي ترفضها الإنسانية
- الإيمان ( التصديق الأعمى لمعتقدات غير مدعمة بالأدلة )
- الوحي
- التصوف / التأمل اللاعقلاني
- العادات و التقاليد
- الفاشية
- الشك المتطرف

في بعض الأماكن في العالم يجد المذهب الإنساني نفسه في تصادم مع التزمت الديني و خصوصا في قضية فصل الدين عن الدولة. معظم الإنسانيين يرون الأديان كخرافات قمعية و منغلقة العقل بينما المتزمتون دينيا ينظرون للإنسانيين كتهديد للقيم التي تنص عليها الكتب المقدسة مثل الإنجيل و القرآن, و التي من المفترض أنها الكتب الرسمية و من إبداع الإله.

من أبرز الإنسانيين
- سير جوليان هكسلي Julian Huxley

- ريتشارد داوكنز .. Richard Dawkins

العالم البريطاني و الملحد المشهور ( له كتابات كثيرة في نقد الأديان )

- إسحق أزيموف .. Isaac Asimov

كاتب روايات الخيال العلمي المعروف

- سير آرثر تشارلز كلارك .. Sir Arthur Charles Clarke

كاتب روايات الخيال العلمي, و باحث في المستقبليات

- ألبرت آينشتاين .. Albert Einstein

العالم الفيزيائي الأشهر

- سلمان رشدي .. Salman Rushdie

الروائي الهندي و صاحب ” آيات شيطانية “

- الدوس هكسلي .. Aldous Huxley

من أشهر كتاب روايات الخيال العلمي و صاحب ” عالم رائع جديد “

مصادر

* من كتاب "الإنسان هو الحل" للدكتور حازم خيري، المصدر في موقع دروب

- Humanism - BBC
- Humanism (life stance) - Wikipedia


من كتابة: Beautiful Mind

المصدر : منتدى طبيعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق