السبت، 29 أكتوبر 2011

التآمر الإلهي وابليس ,God conspiracy and Satan

The beauty of religious mania is that it has the power to explain everything. Once God (or Satan) is accepted as the first cause of everything which happens in the mortal world, nothing is left to chance...logic can be happily tossed out the window ... Stephen King
اتهم البعض أمريكا بأنها دبرت تفجيرات البرجين والأكثر حيادية قال أنهم عرفوا وسمحوا لوقوع أحداث 11 سبتمبر ليبرروا سوء السلوك التالي للحكومة الجمهورية ؟؟
الغريب أن الله كان أول من علمنا هذا الأسلوب المخابراتي لتمرير نظرية المؤامرة عبر قصة خلق آدم الذي أبدأ بالقول أنه - آدم - ليس المعني بتلك الآيات بقدر ما كان المقصود هو ابليس .. تلك هي آيات المؤامرة المتداخلة والمسرحية الهزلية والتراجيدية لصراع النفوذ بين قوتين انتصرت إحداهما - الله - فعرفناه وقوة هُزِمَتْ - ابليس - فما عرفناه إلا عبر المنتصر ....

- يمكنكم القراءة لتجدوا تطابقاً غريباً بحيث لا تعْجَبُ مِنْ أنَّ مَنْ آمن بالمؤامرة هم
المسلمون قبل غيرهم و المتدينون عموماً .
( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
 قال إني أعلم ما لا تعلمون)
الله علَّم الملائكة ما يعرفون!!
الله علم آدم الأسماء كلها!!
الله يعرف ما يعلم ابليس !!
الله يعرف ما سيفعل ابليس!!
- لو توقف الموضوع عند هذا الحد من دكتاتورية وألاعيب لما قلنا أكثر فهو إله - على الأقل بالنسبة للمتدين الإبراهيمي - ولكن الهراء المستطيل الممتد عقوداً وهذه العشوائية واللامعقولية الأغرب تدفع الإنسان للتساؤل عما أراده الإله الابراهيمي .
الفقهاء والمفسرون لم يجدوا إجابات ولو شبه نهائية ففي النهاية ينسبون جهلهم لحكمة ربانية لا يعلمها إلا إلههم .. و أويخرجون بنتيجة مفادها أن الله يعلِّم البشر كيفية إقامة البيِّنة كما فعل هو مع ابليس المسكين الذي يبدو لوهلة أن الخدعة انطلت عليه - حسب هذه الرواية التي أنقلها عن ابنة ابليس طبعاً-!!
- خدعة خلق آدم كانت مصيدة وامتداداً لخلافات الآلهة القديمة ولكن بعد مونتاج جائر ومتطرف .. خدعة لصراع بين إله دكتاتوري وبين معارض هو كبير الملائكة - عزازيل - الذي لم يعجبه هذا الاستئثار بالسلطة ولم تكن حجته بالبسيطة بل من الله وإليه - خلقتني من نار وهو من طين - فحسب ادعاءه هو أيضاً من مخلوقات الله -
- بعيداً عن هراء التأويل السخيف يمكننا مقاربة النص القرآني في سطور سورة البقرة من حيث هو - نص - ونطرح التساؤلات التي لطالما اصطدم به الكثيرون من أحرار العقل ... مثلاً ما الذي يدري الملائكة عن ابن آدم وعما سيفعله ؟
- إما أن الله أطلعهم على ذلك وهذا ما لا نجد داعماً له إلا لمزيد من السخرية من تفكير الملائكة كلهم فتتأكدُ فكرة دكتاتورية الله بل والممزوج بالسخرية حيث يلهو بالكل
- أو أن الملائكة لديهم قدرة على الاستبصار ودرجة من معرفة الغيب – على الأقل أحدهم – تتمة القصة تكشف أن ابليس حُبِكتْ حوله مصيدة محكمة مستفيداً - الله - من إباء ابليس وكم من الإباء ما قتل , خاصة في زمن ومجتمع ما كان ليستسيغان الحلول البراغماتية .
- ليس الأمر مجرد كشف نوايا ابليس المتكبر أو تعليم البشر بل هو لفٌّ ودوران إلهيين لتدارك وقمع ابليس لمعرفته المتنامية وقدراته الذاتية المتعاظمة وبروزه كمعارض مؤهل لمزاحمة الله الملك ... فباقي الملائكة - بتنبؤهم عما سيفعل الإنسان من فساد وسفك دماء - لم يكونوا بذلك الجهل أو السلبية فكيف برئيسهم ؟!
!
- قضية ادعاء ابليس الأفضلية ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )
تُقرَأ ُ على أن الله الابراهيمي أشد سفهاً من قبول الحجج المنطقية .. هكذا يمكن قراءة الحادثة - حوار لم يقبله الله واعتبر حجة ابليس باطلة أو باطلاً يراد به حق بل لم يقف عنده - وليس كما يبرزها الله والمدافعون عنه بحيث يريدون أخذ الدروس كعدم التكبر لكأن ابليس جاء بمعلومة شخصية جداً - التكبر - حتى الله لا يخرج عن المألوف في ادعاءاته فلما يفعل ابليس ؟؟ إن لم تكن فكرة أفضلية النور والنار على التراب شيئاً واقعياً وسائداً فهل تعتقد أن كبير الملائكة يفاجئ أتباعه بما لن يقبلوا منه فيغامر بتشويه صورته بينما هو في صراع مع شيء كالله - يستطيع انتهاز كل شيء للإساءة إلى غريمه ؟
- لنرجع إلى القصة حيث يطرد الله ابليس ويتسلى بآدم في جناته كمخلوق طريف يباهي به أتباعه - هذا خلقي -
- أهمية هذا الانسان بالنسبة لله لم تقف هنا - حيوان مدلل - بل هو أهم كأداة ليس إلا ... فهاهو يخلق شريكاً لحيوانه المدلل - آدم - وينبههما من الدنو من تلك الشجرة التي يكاد يجمع العالم على أنها شجرة المعرفة سواء كشفت العورة أم لا ... فهي شجرة المعرفة التي لا معنى أن يختبر الله آدمَ وهو في الجنة - ليست دار امتحان -
سيزول العجب حين نعرف أن بطل القصة ليس آدم الساذج بل هو ابليس الذي زحف إلى حيث الكائنان الترابيان وأغوى حواء وبالتالي آدم الذي لا زال الذكور يعتبرون حواء سبب الغواية وآدم سقط لأجلها مفضلاً الشراكة في الإثم على ترك حواءه وحيدة في خطيئتها ...
كيف وصل ابليس ولما سمح الله له أم لم كان عاجزاً أو يتفرج لا أكثر - تلك الحقيقة-؟!
أكان يرشو الملائكة أم أن له أتباعاً سحقهم الله وأخرسهم مع كل أثر ٍ قد يصل إلينا منهم ؟
ألم يكن الله يرى - هذا الشيطان -؟ طبعاً ولكن الله ماكر عاهر تغاضى عن ابليس ليتسبب ابليس في هذه المصائب حتى آخر الزمان ...

( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين )

- أعود لأركز بأن المحور كان الشيطان وآدم كان تأثيراً جانبياً إلى أن بدأ الإنسان بكشف الألاعيب الإلهية حينها تحول هذا المخلوق الجانبي - الإنسان- إلى معضلة بالنسبة للرب ..وسعى في كسب رضانا عنه جاهداً-
- لو اختصر الله ونسف ابليس ما كان سيأمن عدم قيام الثورة النورانية - ثورة الملائكة - وبالتالي اهتزاز عرشه الذي يدعي هو أنه يقيمه على أسس العدل ولو بالتحايل على ابليس - إله ميكافيللي حين يستدعي الموقف - ليكشف نوايا ابليس في منازعته الملك والملكوت وإن كان سيضطر لقمع الملائكة فلا أظنه كان ستطول به الحياة دون أن يكون له عبيد أغبياء يجعلونه يدرك أنه موجود فهو القائل بأنه ما خلق الكل إلا ليعبدوه فهو موجود بوجود عبيد ..
- الله كان مشغولاً كأي دكتاتور بالتهديدات المباشرة على وجوده - مع التحسب للبعيد لأنه حدث آدم عن ذريته وما قد يحدث لاحقاً -
- كان ابليس هو سيد التهديد حينها لأنه استطاع الوصول لشجرة المعرفة تلك بعد أن كانت ملكا حصرياً للآلهة التي تصارعت عليها وعلى الوجود حتى احتكرها الإله الابراهيمي المتسلط أما الآن فهاهو الإنسان يدفع بالآلهة إلى جحيم خرافاتها ويعمم المعرفة لئلا تكون حكرا ً على السماء أو ولاة السماء في الأرض من الكهنة وعملاء الله من البشر- الأنبياء-
- اللعبة تلك كانت للاستدلال على طريقة تعامل الله مع أتباعه وتعليم للإنسان أيضاً بأن يقيم العدل وأن يتخذ القرار على البراهين ولو بأسلوب مخابراتي وبالتفجيروالتضحية ببني جلدته .
- تلك المكيدة جرت حسب القرآن وكان المنتصر هو الذي لا زال معبود المسلمين - الإله الإبراهيمي - فأي حقيقة تأملها من القوي المنتصر لولا نفس الصفة التي طرد بها ابليس حين كشفها فيه - التكبر - تكبره مع زلات لسان محمدية - العميل الإلهي الأشرس - مع قصص الأقدمين قد تعطينا صورة أوضح عن ابليس .
- تلك رواية ثانية عما جرى في القدم بل هناك قصة أغرب سنسردها في الحلقة القادمة من تأملاتنا في تاريخ ابليس .. الذي هو تاريخ الله نفسه وكلاهما تاريخ محو الأمية البشرية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق