السبت، 8 أكتوبر 2011

الزواج من غير المسلم ( Marriage outside the same religious )

مع أنه تم تجاوز حظر الزواج بين أتباع الديانات المختلفة في المجتمعات العلمانية أو الأكثر علمانية ، ولكنه جزئي جدًا - قليل جدا - ولا يزال هذا الداء الديني قويًا جدًا ولا يتعلق باختلاف ثقافات شديد إذ لا نتحدث عن زيجات الإغتراب بقدر الحديث عنها في لبلد الواحد بل المدينة والحي الواحد والسبب واضح للجاهل والعارف لأن من راعي الفكرة هو الدين وألهته,فماهو رأي محمد ...

بالنسبة للمسيحية فرغم النصوص غير القوية بوقعها والتي تنهى عن ذلك فالتساهل كبير جداً في السماح لتلك الزيجات وليس الفضل لإله ولا للكنيسة بل للفكر البشري الذي تجاوز تلك الحماقات المباعدة بين الملل والديانات بينما يتجالسون متنطعين في حوار حضارات على الشاشات وفي الإعلام يمنعون حوار النفس والجسد في خصوصيات لا تجد تسويغاً له غير العصبيات التي حاولوا عبرها الحفاظ على مجموعاتهم أيام الإضطهاد والإكراه العنفي ولم تكن هذه المفاهيم الأرقى للتواصل متبلورة كما هي اليوم .
ليس الموضوع إجبار الناس على التمازج - مع أنه الأفضل ان يحدث ذلك ..ليس بالسيف ومنع الزواج والحد من الاطلاع على ثقافة الآخر - بل القضية هي حرية الإنسان وإرادته ورغبته التي لا تلحق ذلك الأذى الذي يصورونه لنا المتدينون عبر السماح بالزواج المختلط - نقصد بين أتباع الديانات المختلفة كما بين الأديان التوحيدية وغيرهم من اللامتدينين أو الوثنيين - كما يصفهم الابراهيميون .
اليهودية والإسلام بل الإسلام تحديدا لا زال يفلسف تلك الناحية بوسائله الملتوية لدرجة يتردد حتى اللامتدين عملياً من المسلمين في الزواج من غير ديانة ولو سماوية لاشعورياً.
ملاحظة لمن فاته أن
- الإسلام يجيز زواج رجل مسلم بامرأة كتابية - مسيحية أو يهودية .. للصابئة تعقيداتهم -
- لا يجوز تزويج امرأة مسلمة من غير مسلم - حصرا -
- لا يجوز الزواج لكليهما من الديانات الأخرى مطلقاً . أما الأدلة القرآنية أو من السنة فهي أوضح من الإتيان بها فهي أصلا موضع إجماع .
المسلم لا زال يعتقد ويؤمن أنّ في أهواء محمد حكْمة ً وغايات غير التي أعلنها أو يوحي بها باطن النص بعد أن لم يكتف ظاهر النص بتجاوز الترهات المحمدية ومن ذلك قضية الزواج بين المسلم وغير المسلم فالقرضاوي مثلا بعد أن ساق الحجج المعتادة يختمها بذلك الإطلاق المضحك مما هو في علم إلهه فيقول :
( ولعل هناك حكما أخرى كامنة فيمنع زواج المسلمة من غير المسلم يعلمها الله تعالى ،العليم بما يصلح العباد “ ألايعلم من خلق وهواللطيف الخبير” وماعلى المؤمن بالله تعالى مسلما أوغير مسلم إلا أن يقول “سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ”.)


طبعا المسلم يدلل على العدالة الإلهية التي لا يفهمها غير المسلم حين حلل الزواج وفق اتجاه واحد وهو جواز زواج الذكر المسلم من أنثى كتابية - أهل الكتاب –فهذا الكائن المسلم لا يفكر بتدخل إلهه السافر في حرية الاختيار لا سيما في اختيار المرأة لشريكها بل لما يفكر فهو عبد أدمن العبودية ولا يجيد غير سمعنا وأطعنا أما طلب الحكمة من التشريع فهي ليست جائزة للكل كما أنها من أفضال إلهه عليه –كما نؤكد أننا لا نتحدث عن الزواج بغير أهل الكتاب لأن ذلك الزواج محرم قطعا وجملة وتفصيلا ومرسلا ومرفوعا ومشنوقا .. فالمشركات نجسات كما المشرك – الخبيثون للخبيثات – ربما دعوانا مردودة إلينا إذا ذكرنا هذا الزواج بحجة أنه تدخل ولكن ماذا عن التمييز في الموضوع الثاني .. طبعا يصر الرب الاسلامي على أنها ليست عنصرية – لا بأس ليست كذلك – أليست تمييزًا وإنقاصًا من شأن المرأة ؟؟ يأتي الجواب : لا ليس كذلك .. فنسأل لما ؟؟ يسردون عليك أكوامًا من السخافات منها ما هو نسبي خاصة في هذا الزمان – كالقوامة فالمرأة تساهم في البيت وتنفق كالرجل لا سيما في الطبقة الوسطى والمتعلمين والمثقفين سواء كانوا من أهل الكتاب أو الأوثان فلما لا تتغير الآية ليجوز للطرفين؟! – أو يتذرعون بتبعية المرأة عضويا ونفسيا ووو وتلك أكاذيب عممتها الأديان الذكورية القضيبية المخصية خاصة الاسلام ولا شيء من قبيل الحقائق التي يصفونها بالعلمية وهم أبعد من يكون عن العلم طبعًا إلا المنقول والمعجون عجناً..وتارة بالأولاد ويخلطون مع الهراء فكرة الأنساب مع أننا في زمن ال DNA ورغم ذلك يسردون بلا حياء حججهم ويقتربون من الحقيقة التي هي حسب تصريحهم : المسلم يعترف بأنبياء أهل الكتاب وكتبهم ومعتقداتهم بينما هم لا يفعلون ويقذفون الإسلام ورسول الإسلام..الخ فهل من نية أسوأ؟! وهل من إيمان أكبر بنظرية المؤامرة؟! وأي أكاذيب بشأن احترام المسلم لعقائد الآخرين – نعني أهل الكتاب تحديدًا - البقية أصلاً محرومون من رحمة دين محمد إلا إذا شاء المدعو برب المسلمين – أعطني مسلمًا يؤمن بالتثليث المسيحي ؟! أعطني مسلمًا يؤمن أن عيسى لم يكن غير بشر وبشر فقط كمحمد أو أنه صلب وأشبع صلباً أوأنه لم يبشر بشيء اسمه أحمد أو محمود أو سعود ؟؟ ممن يسخر المسلم ترى !؟ من الكتابيِّ أم من نفسه أم محمد يسخر منهم كلهم ؟!! عفوًا هم حرّفوا الكتاب .. لا بأس أعطني مسيحيًا مؤمنًا يقول بأن كتابه باطل إلا ما وافق أهواء رب محمد والقرضاوي .. وأي أهل كتاب أمسى هؤلاء إذن - سبق وتحدثنا في مقال سابق عن هذا -؟!! لذا لم يتورع آخرون أنْ كانوا صادقين مع أنفسهم وقرآنهم فحرّموا هذا الزواج أيضا منذ عمر حتى اليوم . - لم يفعلها ابن الخطاب لعلمه ألا نص فيه ولكن النص يفتح باب التحريم عبر - هم ليسوا على دين الحق - سد الذرائع ومخافة الفتنة.
أما اليهود فقد فعلوا الأسوأ حسب المسلمين طبعاً والمسيحيين – تاريخ اليهود مرعب إسلاميًا– هل وجد المسلم الذي يعترف بالهيكل و باعتقاد اليهود الجازم أنهم من فلسطين وحقهم في تلك البلاد أقدم وأقوى من العرب وليس فقط المسلمين .. نحن لا نتحدث عن أديان سياسية بل عن اعتقاد ونصوص تحلل وتحرم وتتدخل وتتضاجع بقلة ذوق لتتدعي تنظيم علاقة هي شخصية بالدرجة الأولى ثم اجتماعية ولا حق لرب أو ألهة أن تتدخل لتضيف بعدًا شيطانيًا لتدخلّه الساذج تحت مسمى العامل الاجتماعي وتنظيم الاسرة والعلاقات بما يفيد الإنسان في الدنيا والآخرة .
النقطة الأهم هي هذا التحامل على الإسلام الذين يصوره المسلم والإسلام - طبعا النصوص تقول ذلك وسنتناولها تفصيليا قريبا- ؟!! ترى هل المسلم أقل تحاملاً على الديانات الأخرى وتوًا سردنا بعض اعتداءات المسلمين الفكرية على الآخرين في عقائدهم بحجة واحدة وهي أنه الحق أو كما يقول القرضاوي بعد أن اعتقد أنه وضع التحليل الاجتماعي لموضوع تحليلنا فقال :
( والأهم من ذلك أن الإسلام يعلو ولايعلى عليه ، والزواج ولاية وقوامة ، فيمكن أن يكون المسلم وليا وقواما على زوجته الكتابية . بينما لا يمكن أن يكون غير المسلم وليا أو قواما على المسلمة ..)
هذه ال – لا – من أين جاء بها ؟ ولما ؟؟ السفاهة هي نفسها فالتحليل الاسلامي تحديدًا يقول ذلك وكفى ؟!
النقطة الأخرى هي الأبناء فتربيتهم وتنشئتهم ستنهار حسب المنظرين المسلمين وإلههم ؟! لأن الإسلام لا يحتمل أن يفكر مسلم بغير الإسلام فما بالك بأطفال قد يجدون راحتهم في كنيسة لا تتدخل في شؤونهم كيفما تحركوا فيشعرون براحة أكبر لدين يحترم حريتهم على الأقل ..وإلى الجحيم سواء صاروا مسلمين أم مسيحيين .. أليست مصيبة في دين الإرهاب أن ينشأ طفل في جو الكفر اللعين – أهل الكتاب الحاليون مشركون بحجج أقوى من الكفار والملحدين لأن الاسلام يعول على غباء وضعف البشر وحاجتهم للإيمان بشيء ما خارج كياناتهم بل وتحديدًا الإيمان بكيان يشبه ذواتهم وإلى الجحيم فَهَمَ أم لم يفْهم ِ الإنسان العادي صفاتَ هذا الإله وحقيقة زيفه لذا بدأ بتحليل الزواج لضمّ المرأة إلى دين الزوج لأن الإسلام يعتقد جازمًا أن المرأة كائن ملحق سفيه.. والأولاد سيكبرون في ظلال الثنائي (ذكر مسلم + ملحق ضعيف هو الأنثى) وبالتالي يكون الأولاد مسلمين إضافة للاحتمال الأكبر في تحول المرأة لما يسمى بالإسلام ..
هذا لاينكره المسلم بل يعتبره الغاية من هذا التشريع .. بمعنى انتهازية قذرة لخلق أطفال يدينون بالإسلام بينما يتغنون قائلين – تلك فطرة الله - ولا إكراه في الدين – وحين يكبر الولد ويعلن نفوره أو ارتداده فسيكون في عهدة الارتداد فيقتل !!
- طبعا كما أسلفنا هناك من وقف بقوة لتحريم هذا الزواج الأخير من مبدئين هما أن أهل الكتاب ضالين عن عقيدتهم الأصلية إضافة لمبدأ سد الذرائع .. خوفا من افتتان المسلم بدين الآخر – ألم يحرقوا كتب الآخر لنفس السبب ؟! ألم يحرّموا قراءة كتب الآخرين الدينية ما لم تكن عالمًا أو كنت من العامة ؟!! الغاية جلية ولكن ماوراء تلك الغاية لا يراها إلا من يحترم إنسانيته ويقول للإله كفاك تناقضاً ولعباً على هذه الأوتار تبث الفتن عبر أكاذيب الأديان خاصة الإبراهيمية المعنية - حسب ادعاءها بإيصال البشر لما فيه الجميل والمفيد للعالم .. 
- بل من أسخف ما تقرأ ادعاء البعض أن الرجل أشد تأثيرًا من المرأة وبالتالي الخوف من ضلال المرأة المسلمة مع أنه العكس تماما ما تورده الكتب الإسلامية نفسها من ضلال أئمة بسبب شيطان الأنثى وإغراءها – خرافات وخرافات –
 "
ولاتنكحواالمشركين حتى يؤمنوا, ولعبد مؤمن خيرمن مشرك ولو أعجبكم" (البقرة 221)
 أما هذه الآية العظيمة إضافة لآيات أشد غباء فلا يمكن أن يكشف الإسلام إلا عن أنيابه الجهادية لسبب واحد ..من أجاز له تقييم الآخر أخلاقياً على أساس ديني ؟؟ وهو أن الأديان -ولو المسيحية واليهودية-  كلها تدعو إلى الإيمان بينما الذين ينقدون الأديان - الاسلام لا يفرق بين المصطلحات في هذه الناحية فمن لا يؤمن بإلهه هو كافر وإن آمن بعلّة أخرى غير الصورة القرأنية للإله فهو مشرك- المهم أن اللادينيين يفكرون وليس من الغريب أن العربية فيها الكفر والفكر بنفس الاحرف والإسلام لا يتردد في جعله أحياناً كمتوازيين أو يؤدي الفكر للكفر مقابل الإيمان فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر – يقصدون ضمنا – فليفكر –الفكر الديني عموما والإسلامي خصوصًا لا يؤمن إلا كما قال القرضاوي في آخر تسويغاته السقيمة .. ب سمعنا سمعًا وأطعنا ..

قضية الزواج المختط ليست حكراً على محمد بل وأنبياء بني اسرائيل أيضاً ولكن محمد كعادته يعتقد أنه أتى بثورة إنسانية فإذ بتأمل بسيط تجده جلب مزيداً من العهر والخراب للعالم خاصة في الأزمنة الحديثة .. وهذه إحدى إبداعاته الإعجازية حسب رأي مسلمي اليوم ..جواز الزواج باتجاه واحد مع أديان تشبهه لاشتقاقه منها بوضوح وتحريم الزواج من الديانات الأخرى وفق التمييز المذكور .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق