الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

شيلدريك , morphogenic , اكتساب المعرفة

 There's a certain kind of scepticism that can't bear uncertainty.
 Rupert Sheldrake
تجربة امتدت 15 عاما ً على 32 جيلاً من الفئران وأعيدت في استراليا على 50 جيلا قام بها ويليام ماكدوجال لغاية لاماركية ( معرفة هل يمكن أن تتعلم سلالة الفئران إنجاز مهمة بسرعة أكبر من مثيلاتها غير المدربة وسلالتها في مجموعة ضابطة شاهدة - عينة حيادية طبعا – ) لم يكن الهدف دراسة التخاطر أو التأثير عن بعد .. كانت النتائج غريبة نوعا ما لأن التعلم المطرد ظهر ليس في المجموعة المدربة وحسب بل في المجموعة الشاهدة أيضا وهذا ما لا يمكن أن يقال أنه تم توريثه جينياً ولو بأي شكل من الأشكال من المجموعة مناط التجربة إلى الأخرى.....
هناك من قبل نتائج مشابهة توصل إليها هاردي زميل الجمعي الملكية في اوكسفورد وفي الثمانينات كان الاعتناق الأكبر من قبل
البيولوجي المعروف د. روبرت شيلدريك من كمبريدج لتلك الفرضية والمعروفة ب التطور المستجر بالتخاطر فماذا يقول شيلدريك :
تشكل الكائنات وتطورها ليس وقفاً على العمليات المادية الجسدية المعروفة فقط
- أدخل فكرة ( مورفوجينيك ) التكوين التشكلي .التشكيلي كمجال تنظيمي بآلية - الرنين التشكلي - خبرات الوحدات المؤلفة للمجال والرنين نفسه بمعنى أوضح الخبرات التي تتكرر بشكل كاف تصبح جزءاً من المجال التكوني التشكلي للأجناس ذات الصلة ويكتسبها كل أفراد الجنس ؟؟!!
في تجربة واسعة على تعلم أغنية يابانية للأطفال بالمقارنة مع أغنيتين ضابطتين إحداهما كتبها شاعر ياباني والثانية سلسلة مقاطع بلا معنى والأغاني الثلاث من نفس القافية والتفعيلة وتعليم الأغنية تمت لغير اليابانيين الذين لا يعرفون اليابانية أصلا فكانت النتائج إيجابية بقوة ففي المجموعة الأولى
51% كان تعلمهم للأغنية الحقيقية أسهل بكثير وأسرع وفي مجموعة أخرى كانت النسبة 62% ... السبب هو أن الأغنية الحقيقية سبق أن رددها ملايين الأطفال اليابانيين - دخلت مسبقا في المجال التشكلي وأثرت عبر الرنين -
وكذلك تجارب واسعة صممها شيلدريك نفسه قاموا بها على مستوى عالمي في ما يسمى تجارب الروشرباخ التلفزيونية خارج مجال بث التلفزيون البريطاني .
الدلائل الأقوى في تجارب مخبرية مضبوطة يمكن دراسة كل ظروفها المحددة جاءت من نوفوسيبرسيك السوفيتية في سيبيريا على يد الدكتور سيرغي فزسبيرانسكي – أحد تلامذة فاسيليف – غاية التجربة كانت دراسة تأثير أحد السموم على المنظومات الحية .
أربع مجموعات من الفئران – نفس الوزن والتكوين والتغذية ...الخ من ضبط ولكن لأسباب تقنية لم يتم تسميم الفئران دون انتباه انتظر ظهور الأثر ولكن الذي لاحظه هو تغير وتمايز المجموعات مع اكتساب سمات اجتماعية مختلفة ..حينها طرأت له فكرة تجربة هادفة أخرى تتعلق بنقل المعلومات عن بعد – لا ننسى أنه تلميذ فاسيليف العملاق في أبحاث البارابسيكولوجيا – فقسم إحدى المجموعات – كونها متجانسة السلوك- إلى اثنتين بعد إطعامها لفترة ضابطة معاً وكان أن نقل مجموعة إلى طابق ارضي من المبنى واستجر الجوع في المجموعة العلوية مع مراقبة سلوك المجموعتين , المجموعة الضابطة زاد تناولها للطعام في
27 مرة من 30 تجربة وعمد في التجارب اللاحقة لقياس معدل زيادة الوزن – طبعا مع مجموعات مختلفة من الفئران – بتجويع أو زيادة إطعام إحدى المجموعتين فكانت نتائجها بأن المجموعات الأخرى يزداد استهلاكها كما لو أنها تعوض جوع زميلاتها أعاد التجربة على يد إيك سابار ماميدوف من الطلاب المتخرجين من معهد لينغراد الطبي والذي لا يعرف شيئا عن غاية التجربة فكانت النتائج أكثر ذي مغزى وأقوى بكثير للدلالة على فكرة نقل المعلومات عن بعد , فمن قبل هناك دراسة فاسيليف نفسه عن قدرة التأثير في الحيوان أمامك عبر شكل من التقلصات العضلية والإشارات الكهربائية الناتجة عنها عبر مسافات قصيرة والتي يمكن للعضوية تلقفها ولكن إدخال الطالب لغى ذلك الاحتمال بوضوح – سجلت ملاحظات جانبية لا تقل أهمية كزيادة حجم الغدة الصنوبرية عند الفئران ووزنها عند التي عاشت على الأقل 3 أيام معاً
بعد تجارب كثيرة أسس ما ظن بأنه نقل للمعلومات عن بعد تخاطريا ونشر نتائج أبحاثه المذهلة مع ملاحظة هامة جدا وهي أنها كانت تحت ظروف تهديد البقاء ؟؟؟!! وليست ترفا لمجرد الترف كونها تحث على أفعال وقائية لحفظ البقاء .
ولكن ثمة نقطة أغفلها كما يقول غاي ليون بليفر وهي أنه كان يجب مفاجأة المجموعة اللامجوّعة ولو تمت مراعاة ذلك حين كرروا التجارب لكانت النتائج أكثر من قاطعة والسبب هو لتدارك المنعكس البافلوفي المعكوس فبتكرار التنبيه تفقد الاستجابة قوتها وتضعف هذا يصب في الغاية والتي هي البقاء ورسائل الأدرينالين - كلها تضعف - وهذا هوما يوصف بالأثر الانحداري الذي ذكرناه سابقاً دون التفصيل فيه لا سيما في مجال إحصائي فأكثر التجارب كانت تصل لخيبات وتناقضات يستغلها غير المؤمنين بالبارابسيكولوجيا وهي هبوط النسب الاحصائية لتصل إلى مستوى الصدفة بعد نتائج باهرة من التنبؤ كما بدا لاحقا أن الروتين الذي يتميز به العقل الايسر يستطيع استيعاب المعطيات وقولبتها لمجرد تكرار التنبيه ما لم يكن محفزا بالحيوية والتجدد.
مجال بحث البارابسيكولوجيا يخرق قوانين الفيزياء الكلاسيكية بالطبع - تم تجاوز تلك الفيزياء منذ زمن بعيد وإن كانت تستعمل لشرح الظواهر لمن لا يستوعب مصطلحات فيزياء الكمّ ..فهي تفي على مستوى العامة بالكثير من التصورات ولكن حتما لا تؤدي إلى حقائق ولو نسبية إلا بتجاوز ثوابت كونية في المعادلات لذا لم تعد إلا ذكرى يتحدث بها المتدينون المحتاجون لعقود إضافية ليدركوا فحواها ثم يستنبطوها من كتبهم المقدسة ليعمموها كما يفهمونها وليس كما تقول النظرية .
بالعودة إلى شيلدريك نجد أن فرضيته تطرح شيئا أشمل من المورثات لنقل المعلومات لأنه بمجرد دخول شيء في المجال التكوني وبآلية الرنين التشكلي فهو ينتقل إلى الأجيال اللاحقة كما في تجارب قام بها مع بحاثة آخرين في التسعينات ودلالات النتائج إحصائيا كانت مبشرة رغم التهجم الذي تعرض له لدرجة اتهامه بإعادة مجد السحر-طبعا هذا خطأ - وقد انضم إليه الكثيرون من علماء الجينات والفيزيائيين في تجارب كما قلنا على مستوى عالمي.

التخاطر لم يعد مقتصرا وجودُهُ بين الأفراد أو بين البشر والحيوانات- في دراسة لشيلدريك نفسه توصل لوجود التخاطر بقوة أكبر بين دعاة الرفق بالحيوان وحيواناتهم!!
المجال التشكلي يشبه العقل الجمعي ليونغ نسبياً ويؤثر على الخلايا الجنينية ويوجه تمايزها وليس في تجدد الجلد مثلاً بل كتجدد الأطراف المبتورة عند بعض الحيوانات مرورًا بالتماثل العالمي لمعتقدات الإنسان وصولاً إلى السلوك المتشابه لأسراب الحشرات والطيور , نشير إلى تشابه لا تطابق . الآلية هي نقل معلومات عن بعد مكانيا وزمنيا
- ربما أشرنا في موضع سابق للموجات كوسيلة لنقل البيانات حتى بأشكالها الكثيفة كنقل الكهرباء بدون أسلاك ففي عام
2007 فريق بحثي في معهد ماساتشوستس للتقنية نجح في إضاءة مصباح بقدرة 60 واط لاسلكياَ على مسافة مترين وبفاعلية تصل إلى 40% من مصدر كهربائي ونعلم أن الجاذبية هي قوة تعمل عن بعد ولم يكن هناك تفسير لكيفية عمل تلك القوة الضعيفة عبر ملايين الأميال بين الكواكب قبل أن يتقدم استيفن هوكنغ بعمله الثوري لذا ليس غريباً عدم الوصول لفهم آلية عمل ظواهر البارابسيكولوجي مع أن فرضية شيلدريك قوية بما فيه الكفاية لوجود الحقل التشكلي على مستوى كوني وعالمي كما أن الجاذبية يمكن أن نتغلب عليها برفع أيدينا أو أي شيء آخر بعيدًا عن الأرض أيضا القوى البارابسيكولوجية يمكن منع تأثيرها بمجرد عدم الإيمان بها بسبب الوضعية الكيميائية- الهرمونات والوسائط والسيالة الكهربائية - التي يتخذها الدماغ وتتأثر بها الأعضاء فتصبح عصية على التأثر شاء صاحبه أم لا .. خاصة أن الطرف الفاعل هو المستقبل أكثر منه الحقل التكوني إلا بوجود ثقوب سوداء بارابسيكولوجية وهي قليلة حتى الآن تاريخيا لأنها قوى تتشكل بالتدريب أكثر منها خلقية ويمكنك الاطلاع على المناطق التي كان فيها التأثير يتم رغماً عن إرادة الناس في سحرة إفريقيا والشرق الأقصى وكهنة الحضارات القديمة في تلك الأمثلة نجد أن القوى السلبية أي التي تقف ضد الحقل البارابسيكولوجي عموما - الخوارق - كانت ضعيفة فكان الحقل قوياً ولا يتطلب إلا أناساً ذوي إرادات قوية ليستفيدوا من قوة الحقل ويوجهونه إضافة للقوى الذاتية طبعا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق