السبت، 19 نوفمبر 2011

يا ثائرة العينين


كانت الأرض تئنّ
وهْيَ تخطو 

نسي الرب أنها تخطو بحسبان
فلا شمسٌ ولا قمرْ
ولا هراءُهُ المبينْ

عينا صديقتي ومشيها من الأسرار معجزان 
لم أرها آلهة ًأو مهرةً 
رأيتها هيَ .. الإنسان
أتعبتني ..كم جميلٌ أنتَ ياإنسانُ
وكم ناديتها :
يا ثائرة العينين
أزجُّ كأني في عنق المصباح ِ
ولستُ دخاناً
حين تصرين الإحراج بعينيكِ
أنا طفلٌ لبقٌ مسكين
تربطني النظراتُ كما لا يفعل أمرُ النائم في ذاته
ترتجّ أناملُ عمري
            فكري 
يرتجف الجَلَدُ الباقي
تتولاني ظلماتُ الغابة ِ ..والأطفالُ معكْ
                       بالكعكة تحتفلين ..
                       بأشجار الميلاد
تعلوها الألوانُ الأنجمُ في كوخ ٍ حالم ْ
وأنا طفلٌ ما أحببت الغربةَ
آه ٍ.. يا ثائرة العينين ..
في دوامات الحيرة تحزن خطواتكْ
غضباً...عنفاً... تتحدين
يحيط بك الآتي...الماضي .. تبكين
في زاوية الكهان 
سيدفنك الزمن العاهر
في رهبنة ٍ
     قلق ٍ
في عزلةِ أيّام ٍ
كجليد ِالقلب ِ
إذا ذابَ...انتحرتْ
             أعصابك ِ
             أحلامكْ

القلبُ يدق ُّويرغبُ في ثورةْ
لكنّ الثقة َ انتثرتْ
في خطوتك ِالمتشنجة ِالحذرة ْ 

يا تلك المرأةُ
تخفيك الأبوابُ وكم أرجوها تنزاح
ف عينا غيماتي
تودُّ تعانقُ ظلك ِ
(أجبرُ تيارات الرغبة
تركض في ساقيها
تخدرُ تهربُ تغضبُ أو تشتم ذاك الغائب )
وكثيراً ما لبّيْت ِ
ولكنْ يرعبني إصرارك ِ
بل أنت الرعب إذا ما دار دمكْ
                        في خديك ِ 
كأنك تستجدين العذرَ
لتلعني أوهامي
مع أني لا أرنو إلا خطواتك ِ
                     أو قلبكْ
أ ُخْبِرُني ألا تُزح الأسْدَالَ
فألقاها في عيني صورتها
آمرُنِي لا تخرجْ..لا تخرجْ
إذْ بي أتأملّ شرفتها

يا شاحبة الأيام ِ 
          القلبِ ِ
            الثغرِ ِ
أودّالأُنْسَ ببعض ِإباءك
أحسسته قد ينهار ْ

وقفتْ نظرتْ تنبيهاً( لا تفعلْها وخطتْ)
واختارتْ
ألاّ تتنازلَ عن جبروتهاوهْي
تدقُّ الأرضَ
وتهزأ من سرِّ الإنسان 
وسرِّ وجودهْ
وهْي الأرضُ.. وأقسى..أحلى أرضاً

تتمنى أعماقي
لو تضمر بسمة 
فعلتْها حين انشغلتْ بالطفل تلاعبهُ
هل تقتلك الوحدةْ؟
ما لك لا تبكين ؟
الله سيهجر عمره إن عانى العزلة..
كانتْ آلامُ الحلوة ِفي مشيتها
                 عينيها
يا ثائرة العينين اشتقت إليك
           وإعجاز الخطوات وعينيك
           وأهلاس ِالليل
في قدح الفجر السكران






- مناجاة من الذاكرة 2001 إلى أسمهان ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق