الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

The last dance نشيد الرقص الأخير

نشيد آخر الرقص :

أرسلت نظراتي إلى أعماق عينيك الساهدتين *أيتها الحياة* فوقف نبضان قلبي إذ رأيت الذهب متوهجاً ً فيهما ورأيت مركباً ذهبياً يشع على بحر الظلام ... يُشدّ بمهد ٍ مذهّب مشرف ٍ على الغرق .
ورشقت قدميّ المصابتين بجنون الرقص بنظرة مسكرة مذيبة ضاحكة مستفهمة , وما قرعتْ يداك الصغيرتان ضربتين على دفك حتى تحفزت قدماي للوثوب وتنصتُ عقبَ كل منهما لأوزانك وأذنُ كل راقصة مفتوحة في عقب قدميه .
وَثبْتُ إليك * أيتها الحياة * ولكنك تراجعت عني
وتوليت .. فإذا بغدائر شعرك المتطاير تسمعني فحيح الأفاعي وتريني من ألسنتها نصالاً .
قفزت متراجعاً عنك وعن أفاعيك, فإذا بك متعالية تتحولين مقبلة علي وقد تدفقتْ بالشهوات عيناك, مشيرتين إلي بنظراتهما المنحرفة أن أتبعَ السبل الملتوية, وهكذا تعلمتْ قدماي المراوغة على منعرجات الطريق .
إني أخشاك قريبة وأحبك بعيدة *أيتها الحياة* فيجذبني إعراضك عني ويوقفني إقبالك نحوي, فأنا معذب بك وأي عذاب لا أتحمله من أجلك أنت المحرقة ببردك , الساحرة بكيدك, الجاذبة بإدبارك, المجبرة بسخريتك,
أيُّ إنسان لا يكرهك, أيتها الآسرة الغامرة الساحرة التي لا يفوتها مقصد تتجه إليه .
ومن لا يحبك وأنت البريئة الرعناء المسارعة إلى المعصية والإثم وفي عينيك لفتات الأطفال ؟؟!!!
إلى أين تقودينينني الآن أيتها الطفلة المهذبة الشاردة ؟
أراك تفرين من أمامي حلوة طائشة أيتها الجاحدة الفتية وها أنا ذا أتبعك راقصاً حتى إلى المآزق التي لا أعرف لها منفذاً .
أين أنت ؟
مُدّي إلي يدَكِ أوإصبعاً من كفك. فليس أمامي إلا مغاور ومضائق ..
قفي ... أفلا ترين البوم والوطاويط تتطاير حولنا ؟
مهلاً يا طير الظلام أفأنت ساخرٌ بي ؟ أين نحن الآن ؟ لقد تعلمتُ من الكلاب نباحَها فأراك تكشر عن أسنانك الصغيرة و تحدجني بنظراتك المتقدة من وراء لبدتك الصغيرة الجعداء .
أية رقصة تريد أن أرقص , جبلية أم بحرية ؟
أنا هو الصياد .. أفما يحلو لك أن تكون كلبي ؟ تُفَضّلُ أن تكون طريدتي ؟
أنت هذاالطيرُ *أيتها الحياة* فتعالي إلى جنبي الآن أيتها القفازة الشريرة. ارتفعي وسيري إلى الجهة الأخرى .....
ويلي لقد قفزت فوقعت, فانظري إلي طريحاً يتوسل إليك, أفما كان خيراً لي أن أتبعك على مسالك أجمل من هذا, من مسالك الحب بين الشجيرات الزاهية بعد يدألوانها أعلى شاطئ البحيرة حيث تتراقص الأسماك المذهبة
لقد أضناك التعب الآن وهنالك خرفان ترعى عند الغروب, أفلا يلذّ لك أن نرقد حيث تصدو شبابة الراعي ؟
إنني سأحملك إلى هناك فمدي معصميك إلي. لعلك عطشى ولقدأجد ماأروي به ظمأك ولكنّ.. شفتيك تتحولان عن كل شراب .
لقد انقلبتْ أفعى, هذه الساحرة الرشيقة الوثابة الزاحفة فلاأدري في أيّ الأوكار تغلغلت. بعد أن صفعت وجهي وأبقت عليه طابع يدها الحمراء.
لقد تعبت من رعايتك والسير وراءك, أيتها الساحرة. لقد أسمعتك أغاني حتى الآن فلسوف تسمعينني صراخك,
هياارقصي على نقرات سوطي ألهبك به, فإنني ما نسيت سوطي .
وسدت الحياة أذنيها وأجابتني قائلة :
( لا تقعقع بسوطك *يا زارا* فأنت تعلم أن الضجة تشل التفكير وقد بدأت تتوارد علي الخواطر, فماأنت وأنا إلا من زمرة المتكاسلين, لقد وجدنا جزيرتنا ومروجناالخضراء ماوراءالخير والشر, ما اكتشفها معنا أحدٌ لذلك وجب علينا أن يحبّ أحدنا الآخر. و هبْ أن حبنا لا يخرج من صميم القلب أفيحق لنا أن نتبادل من أجل هذاعاطفة النفور؟
أنت تعلم كثيراً ماأحبك وأتجاوز الحد في حبك وما ذلك إلا لغيرتي من حكمتك, فياويلاه من هذه الحكمة المجنونة الهرمة! ولكن إذا ماهجرتْك هذه الحكمة يوماً فلايطول الزمن حتى تهجرك محبتي أيضاً .. )
وأدارت الحياة أنظارها ماوراءها وماحولها وقالت :
( لستَ بالأمين الوفي يا زارا , فمحبتك أبعد من أن تصل إلى الحد الذي تصف بقولك, وأنا أعلم أنك تفكر في هجري عما قليل .
إنّ على المرتفع جرساً ضخماً قديماً يدق ساعات الظلام فيصل رنينه إلى أعماق غارك وعندما يؤذن بانتصاف الليل يخطر لك أن تغادر في مدى الساعة الأولى من الهزيع الثاني, إنني أعلم ذلك يازارا فأنت مصمم على هجراني )
فأجبت متردداً : أجلْ ولكنك تعرفين شيئاً آخر .. وتقدمتُ أسرّ في أذنها كلمة أخرى بين غدائر شعرها الذهبية المتطايرة ... فقالت :
( إذا أنت منْ تعرف هذا يازارا ! وليس من يعرفه سواك )
وتراشقنا اللحظات وعدنا نسرحها على المروج الخضراء وقد دغدغها نسيم المساء البليل وانخرطنا كلانا بالبكاء. وعندئذ شعرت
أن الحياة أعز علي من حكمتي .

هكذا تكلم زارا ....

كن على حذر أيها الإنسان

ماذا يقول نصف الليل في غوره ؟

لقد نمت ,,,, لقد نمت

ثم أفقت من حلم عميق

إن العالم عميق

فهو أعمق مما يعتقد النهار

وآلامه عميقة

وأعمقُ من أحزانه أفراحُهُ

تقول الآلام للعالم اِعْبُرْ وانقض

ولكن الأفراحَ تطلبُ الأبدية

تطلب الأبدية العميقة

1
أنا العراف الممتلئ بالروح المكاشفة الذاهب صعدا على السلسلة. المتعالية بين بحرين , السائر بين ما مضى وما سيأتي كغمامة كثيفة متملصة من جميع الأعماق الحانقة والمعادية لكل متعب ليس له أن يحيا وليس له أن يموت . 
أنا تلك الغمامة صدرها المظلم للمعات الأنوار المنقذة . المتمخضة بالبروق المثبتة الضاحكة مما تثبت,
أنا الغمامة الحاملة للصواعق الكاشفة ويا لسعد من تمخض بمثل هذه الصواعق ! ولكنه ملزم بأن يلتصق طويلاً بالذروة كما تلتصق الغمامة المثقلة ,إذ عليه أن يشعل يوماً انوار مستقبل الزمان .

كيف لا أحن إلى الأبدية وكيف لا أضطرم شوقاً إلى خاتم الزواج , إلى دائرة الدوائر حيث يصبح الانتهاء عودة إلى الابتداء .

إنني لم أجد حتى اليوم امرأة أريدها أمَّاً لأبنائي إلا المرأة التي أحبها لأنني أحبك أيتها الأبدية .

2 

إذا كنت تهجمت بغضبي على القبور فانتهكت حرمتها ونبذت قصياً معالم الحدود وألفيت ألواح الشرائع فحطمتها على مهاوي الأغوار .
وإذا كنت بسخريتي نثرت الكلمات المتداعية وهببت كالريح أكسح نسيج العناكب وأطهر مغاور الموت المتعفنة القديمة.
وإذا كنت جلست مرحاً مسروراًَ حيث دفنت آلهة الأزمان المنصرمة لأبارك العالم وأغمره بالحب قرب أنصاب من افتروا عليه ..فما ذلك إلا لأنني أتوق إلى رؤية المعابد ومدافن الآلهة عندما تخترق عين السماء الصافية قبابها المحطمة ,فاجلس على الركام المتهدمة كالعشب الأخضر والشقائق الحمراء .

فكيف لا أحن إلى الأبدية ولا أضطرم شوقا إلى خاتم الزواج, إلى دائرة الدوائر حيث يصبح الانتهاء عودة إلى الابتداء.

إنني لم أجد حتى اليوم امرأة أريدها أماً لأبنائي إلا المرأة التي أحبها لأنني أحبك أيتها الأبدية .
********

 - أنصح بالعودة للتغني بالأختام السبعة كلها.
هكذا تكلم زارادشت ل فرديرك نيتشه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق