الأحد، 6 نوفمبر 2011

العنف القتل الحروب ليست أمراضا ؟ ? killing is not always a crime

حين كانت الجنة التي يحلم بها الكثيرون في السماء ... كماض ٍ في طفولة البشرية أيام آدم الفرد أو النوع كمجموعة .. كيف ستصف أو تعرف أصلا إن كان آدم عنيفا أم لا؟!! لا شيء اختبره ( في و كمشروع ) بل في أول اختبار حقيقي لابنيهما فتك أحدهما...بالآخر !!
** War has always been the grand sagacity of every spirit which has grown too inward and too profound; its curative power lies even in the wounds one receives ...Nietzsche
** It is my conviction that killing under the cloak of war is nothing but an act of murder ....Einstein
 القتل هو القتل ... 
معا نحو حضارة تحترم وجود القتل و تعترف به كشيء فرض نفسه و سيظل .. 
لطالما حاربناه فكنا نحارب إحدى جهاتنا الهامة الحقيقية ... 
فلنستعرض معا بعض الأفكار عن وفي  تاريخ الموت الحافل ..هو تاريخنا طبعا !!!
 ربما من أقدم و أبسط الرموز الدالة على الموت .
كما أن أبسط تعريف للموت هو تعريف نقيضه لصعوبة الفصل بينهما أو الانتقال من حالة الحياة للموت و اقرب تعريف هو انتهاء مظاهر و صفات الحياة ( هنا نتحدث عن الإنسان كجسد بشكل رئيس ) إذن انتهاء الوظائف العضوية التي تميز الكائن الحي .
بالتالي فالتدخل بأي فعل لإنهاء الحياة هو قتل ....في غالب الأحيان يكون مصاحبا بالعنف .. والأخير دوما يترافق بالعدوانية كصفة ترتبط بما تقييمه (أخلاقيا) هو سلبي ( الشر ) 
مصطلحات
الانتحار :قتل النفس.
المجزرة ( قتل ممنهج جماعي )
الحرب و هو الموضوع الأهم الذي أحاول تأمله ببعض الاحترام.
القتل الرحيم (بدون ألم ) غالبا في حالات مرضية إلا إذا تم تعميمها كما في اسبارطة.
التضحية و هي من الأشكال القديمة المتجددة للقتل ( طقسي .؟؟!!!) وهذا ما دفعنا لجعله قاصرا على الحيوانات في تاريخ أحدث مع أنه في الأساطير وفي الأعراف كان من أشكال الضرورة و الفخر و الرهبة و التجدد ..الخ.
* هناك الشنق و الذبح و التسميم و الإعدام ... الخ تدل على سبب الموت
ملاحظة شكلان تصنيفهما صعب لصعوبة تفسيرهما ( في ضوء القول أن العنف ليس أصيلا في التركيبة البشرية عضويا ثقافيا نفسيا طبعا القتل آخر و اشد أشكال العنف .....و هما :
1- الشهادة
2- القتل التسلسلي
مع الملاحظة أنهما قد يكونان أبعد شيئين قد يلتقي اثنان على ولو المقارنة بينهما بأن كليهما هو قتل لدرجة أن المصطلح الأول فيه مركب من كل أشكال القتل ولكن قد يعتبرونه في قمة الفضائل ولو كان يؤدي إلى إبادة.

ثمة سؤال مطروح حول أول جريمة وقعت في التاريخ :

لسوء الحظ لا توجد إجابات قطعية إلا ميثيولوجيا أو دينيا ( بحكمه من مصادر المعرفة للأسف !!؟؟) لحسن الحظ أيضا لا توجد إجابات كثيرة لئلا نضيع الوقت في سؤال بجوهره هو غبي جدا إن كان يراد منه تحقيق جنائي ناهيك عن لا جدواه .. ماذا لدينا من احتمالات مثلا لدينا
 Ötzi the Iceman
يعود تاريخه ل 5300 ق.م في جبال الألب النمساوية عام 1991 عالمة آثار ألمانية استخرجته (عثر عليه سواح ) في نهر جليدي, حفظت الجثة بحال رائعة , تمت دراسته بعيناته بدقة و روية في معاهد كثيرة في العالم
يمكنكم الاستفاضة من
المهم أن الفحص و الاستقصاء بّينا أن موته لم يكن طبيعيا ( شيخوخة , مرض , حادثة بيئية ... الخ ) بل قتل طقسي .
ربما هذا أقدم جسد حفظ لبشري ( يعود للعصر النحاسي ) مقتول .
طبعا هناك ظاهرات كثيرة لاحظها العلماء على الهياكل او المستحاثات او الآثار و لكنها تختلف عن هذه الحالة مثلا الجماجم التي استؤصل جزء منها (عظام القحف) هي لم تكن مقتولة
* هناك تسجيل لحالات عديدة حتى ما قبل التاريخ كأطفال قرطاج ( وأد ...)
كما في اسبارطة لعدة قرون ( قتل بأمر حكومي للتخلص من التشوهات و أشكال الضعف في الكيان البشري ..) 
الاغتيالات كأسلوب قتل مشهور تاريخيا ومسجلة.. 
كل ذلك قد لا يفيد بما فيها قضية وحشيتنا مع الإنسان البدائي ؟؟؟ ( النياندرتال ).... لذلك ننتقل إلى المستوى المعرفي الذي تحضر فيه الرمزية و هي التي تفيد موضوعنا أكثر.

- قابيل و هابيل ( في القرآن )
27- واتل عليهم نبأ أبني آدم بالحق إذ قربّا قربانا فتقبّل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر قال لأقتلنّك قال إنما يتقبّل الله من المتقين
28- لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا باسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العلمين
29- أني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين
30- فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين
31-
فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين

- قايين و هابيل (في التوراة )
سفر التكوين (  Genesis 4:1-8 ( HCSB) حيث تتكرر القصة مع أن تطابق الأحداث و الوصف هو أوضح إذا رجعت إلى ما جاء بعد التوراة من شروح
مثلا إذا أردت الغوص عميقا في التلمود ... إليك المصدر
اللافت للانتباه أنه أكثر من خلاف كان بين الأخوين و دافع القتل الأكثر اتهاما هو الغيرة
النصوص الأصلية لا تخفي أن قابيل كان يخطط للتخلص من هابيل من قبل بسبب الأخت التوأم فائقة الجمال ثم جاء الاختبار الإلهي .... فقتل أحدهما  بالآخر قد تقول و لكن الآخر لم يفعل ؟ سأحيلك للنصوص الوحيدة التي تصف ما بينهما من حوار ستجد أن الطمع بشيء أعظم حسب وجهة نظره (انتقام الرب له منه , أن يبوء بإثمهما فيكون من أصحاب النار ..الخ ) كما أنه أخوه ؟؟؟!!هذا كان ما قد ندعوه لا عنفه الإنساني الأصيل ( التمني بأن يحرق الرب أخاه ) بل و كبح المغدور شيئا ما .. ترى ماذا كبح ؟؟ أهي رغبة الدعاء بطول عمر قاتله!!! أم بارك الزوجة الجميلة على قاتله ؟؟ أعتقده لو نوى ذلك لكان الأفضل أن يصرح (يقول) لا أن يكبح و إلا ما هو سلاح اللاعنف الأول و أحيانا الأخير إلا اللسان !! كبح رغبة جامحة في دق عنق الآخر بعيدا عن كل التأويل و الافتراء على ما هو خرافة أصلا يكفي أن أحدهما قتل و لم يجد أسلوبا آخر ليجسد لا عنفه الافتراضي كجانب فطري غير الكبت...
- في أقدم الميثيولوجيات ..
 تكون القصة أقرب للفهم الحالي و هذا ما يدعونا لتثمين دور الأساطير التي إضافة لما يمكن من تفسير لها رمزيا نستطيع إخضاعها للتحقيق (أوراق بردي و رقم طينية مدونة بوضوح ...)
القصة هي إشارة لأهم مراحل التطور البشرية الانتقالية (الرعي – الزراعة) (الارتحال – الاستقرار) , وما ترتب على ذلك من تغير للمفاهيم و ظهور أشكال تنظيم أخرى معقدة و أساليب إنتاج و علاقات أشد تشابكا و تشعبا .. ثورة ستؤدي لانحسار المجتمع الرعوي ... لصالح المجتمع الجديد الذي يضم الاثنين مع البقاء الاستراتيجي لهابيل
في أحد النصوص الحديثة نسبيا من سومر
راجع ( النصوص المقدسة الشرق الأدنى القديم الفصل الرابع) تحت عنوان: 
   INANNA PREFERS THE FARMER
لننظر في هذا النص قليلا ..............تحت عنوان الملائكة و خلق الإنسان

THE ANGELS AND THE CREATION OF MAN

For not a few of the angels their opposition bore fatal consequences. When God summoned the band under the archangel Michael, and asked their opinion on the creation of man, they answered scornfully: "What is man, that Thou art mindful of him? And the son of man, that Thou visitest him?" God thereupon stretched forth His little finger, and all were consumed by fire except their chief Michael. And the same fate befell the band under the leadership of the archangel Gabriel; he alone of all was saved from destruction.

لم تسلم مجاميع الملائكة من غضب الرب و اصبعه الصغير حيث أحرق المعارضين كلهم 
لم يسلم إلا اللذين اعترضوا بالقول الحسن ( الحسن كما يراه الله طبعا) مع أن كل من أبدى ملاحظاته لم يحتج بشكل عنيف !!!
لكن من سيقول أن أول جريمة قتل هي عائدة للرب نفسه ؟ هو القاتل الأول مهما حاولت تعريف القتل.
أليس غريبا أن الشيء مطلق الكمال هو من يمارس القتل أيضا ؟؟! طبعا ليس غريبا فنحن على صورته كما يقول المتدينون كلهم والتساؤل الهام هو من أين جاء عنفه ؟ 
..نحن ننفيه كجزء حقيقي أصيل في تركيبتنا و نعتبره طارئا مكتسبا فكيف بالرب ؟؟!! أهناك ما ليس منه أو خارجه ...


الحرب : هو صراع دائر عن طريق القوة بل و قوة السلاح (بتعدد الأسلحة نفسيا كلاميا ) بين الأمم أو داخل الأمة نفسها
لا أظنني بحاجة لسرد الشواهد و الأدلة على المشروعية و الدعوات للحروب لأنها الأساس في التاريخ و لم يكن يوما مصدر عار أو نقيصة كما أن القتل الفردي المسوغ لم يكن يوما مصدر استهجان بل غالبا كان سببا جيدا للاعتزاز و البطولة و القوة و  
مع فارق صغير و هو أن عصر الحداثة و ما بعد الحداثة صار يحمل أصواتا تستنكر القتل كليا وبكل أشكاله ... سنمر بهذا لاحقا
التركيز في الاستدلال عبر النصوص المقدسة على الحرب عائد لكونها وراء تسويغ الحروب بل و تزيينها بأسماء رنانة ( الفتوحات ...الحروب المنسوبة للصليب ) , مع إضفاء القدسية على القتل و تجاوز الوصايا و ربها إلى وصايا الحرب التي تفاخروا عبر ترديدها بسرد الالتزام باللا تدمير باللاعنف المفرط باللا إساءة للحياة و كرامة الوجود في الحقيقة كل ذلك ينهار أمام هكذا أمر مقدس ( اقتلوهم حيث ثقفتموهم ) لأن الحرب خديعة أيضا
الحرب هي الصيغة المثلى التي تسمح بالقتل
* كحق مطلق المشروعية وقت السلم
* كواجب في أشد حالاته رعبا سواء بشكل فردي أو جماعي

# الميل للسلوك العدواني عند الحيوانات يكاد يكون من المسلمات و الاصطفاء الطبيعي خلق ميكانيزمات للحد من ذلك الميل ( باعتبار الوجود هو الغاية ) و ليس الفرق بكبير بين الإنسان و الحيوان من حيث آليات التكيف و محاولة البقاء طبعا لا أنكر أن المسؤولية الأخلاقية و العقل غير قادرين على منع القتل ما لم يحمل الإنسان الميكانيزمات المناسبة المسبقة أيضا
و لكن عدم الاعتراف بحق العنف الوجودي سيبقينا في دوامة ساخرة يسببها العنف نفسه ( أنوه لكوني أشير لدافع يوجد لذاته و نحن من وظفناه ... حينما أتحدث عن السلوك العدواني هذا فلست بمبرر للقتل دفاعا عن الأرض مثلا بل عن شيء تواق بذاته لأذية الآخر ... شيء يتجاوز المصلحة و درء السوء بل تواق للتحقق ... للوجود ... للتجسد .. للذة ... للعب ).

كما أن القول ب (القول أن أمما حاربت العنف ثم استبدت لتمارسه هو بمثابة ذرائع لتبريره هو من أسخف ما قد يقال) هو يحمل سمّ انحلاله الذاتي بمجرد الركود لفترة كأي كيان عضوي لأنها حين تفعل لا تبحث عن ذرائع بل هي تمارسه حتى نقول أنها استبدت
لن تجد جائعا يستأذن ليأكل ما دام الطعام موجودا أمامه و لن يبرر السرقة أو القتل ليأكل حين يؤخذ طعامه فالجوع شيء يسم الوجود العضوي مع العلم أن الجانب الإجرامي من الإنسان أكثر تعقيدا و أقرب للفن و ليس دافعا بسيطا كما هو عند معظم الكائنات الحية ( كملاحظة الطبيعة أيضا لا تخلو من أشكال القتل التي تبدو لذاتها أو عشوائية فكم من الصلة – أفاع- تقتل و تترك ضحيتها لكونها غير جائعة !!! )

المشكلة أو الالتباس الذي يقود إلى مشكلة الوقفة السلبية تجاه الحرب من قبل معظم المفكرين و خاصة الفلاسفة هو لعدم الأخذ بالاعتبار كيف و متى تؤثر الاختلافات و التماثلات بين السلطة و الدولة (ككيان متمايز نوعا ما) من جهة والإنسان (اللبنة , الخام) من جهة أخرى حيث نلاحظ ثمة عقل جمعي يكون أكثر تمايزا و وضوحا لكل أمة بالتحديد كل مجموعة منتظمة .
المجموعة أبسط من الفرد.. قوانينها أوضح بالتالي أكثر حزما و لكن العاطفة؟ ليست بالنسب المفترضة في حال التناسب بينهما عند الفرد و الجماعة .
مثلا بالنسبة لفرد مسؤول أن يموت فرد مرتبط به بسبب المرض أو الجوع أو التشرد يكاد يكون غير وارد أما بالنسبة للدولة فيمكن التضحية بنسبة معقولة تختلف حسب نظام الدولة
باختصار السبب هو حجم الجماعة و أسلوب التواصل فيما بين المكونات طبعا هناك نقطة واضحة (غالبا ما ترتبط بدرجة الديمقراطية ) وهي اقتراب تصرف الجماعة من تصرفات أفرادها كلما زادت سرعة و مساحة التفاعل بين الطرفين وفي الاتجاهين خاصة من القواعد إلى ناظم الجماعة (الحكومة الهيئة التنفيذية ) السرعة تعتمد على سطح التماس الواسع و المسافة الفاصلة كلاهما مشروطان بثابت كوني هو ثابت الحرية أما المسافة الفاصلة العازلة لن تزول إلا في حالة واحدة أن تكون الجماعة بأفرادها هي أنا1 و أنا2 أنا3 ...الخ أو مجموعة من الآليين غير المزودين بشرائح الذكاء الصناعي التي ستتيح لهم التفكير المتمايز عن بعضها مثل فيكي و صوني ؟؟!!
هذا الفارق في الواقع لم يكن صغيرا ليقال بأنهم لا يرونه فيخلطون بين الحدين في قضية الوقوف بعنف ضد العنف و جعل العنف طارئا و اللاعنف أصيلا أو فطريا كما يقال....
القتل كممارسة فردية تتحدد و توكل للمؤسسة التي تتغذى بجانب العماء أيضا من أبناءها بالتالي تغدو العدوانية جزءا من حقيقة أي مجتمع بل و مكون حيوي هم يعتبرون القتل مرضا خللا فيتقبلون وجوده على هذا الأساس ثم ملايين الاجتهادات لعلاجه و استئصاله بينما الحرب يعتبر جنونا و لا يجدون أي ذريعة له ....


- فكرة الحروب لا بد من منسوب إشباع أو معادلة بيانية عالمية ناظمة تعبر عنها  طبعا تحتاج لجرد الحروب و المواقع و الأعداد و الشدة و العدة............الخ و لكنها تبقى حقائق لا مفر من الاعتراف بها لدرجة أن بعض الأمم أو كل الأمم في مرحلة ما يكونون قد تصرفوا كقاتل تسلسلي عملاق أسطوري.


- المحارب حين تحتدم المعارك و يصبح القتل بأشد أشكاله الوحشية مفروضا بل و أفضل تكتيك يذكرنا بأحد الطقوس الطوطمية التي يجتمع أفراد الجماعة .. المجموعة ... القبيلة .. على قتل الطوطم باحتفالية طقسية تذكرنا بدورها بأعياد و مناسبات حيث عتبة المحظورات تمسي مرتفعة و ربما جدا الخروج عن النسق التابو خروجا مجمعا عليه يأخذ أشكالا من التعبير المتطرف بل مع ميل إلى العنف و الفوضى و الأذى الذي ينجح عالمنا الحالي بترويضه من جهة معتقدا أنه حقق ما يدعو إليه ناسيا أن جانبا آخر من الوجود يزداد تمايزا أيضا و هو جانب العنف و الالم ( و لو تخاطريا كجملة ثرموديناميكية مفتوحة عبر العالم و الوجود البشري حتما و ربما الوجود الحيوي ككل )
المحارب يقتل و هو يبكي ابنه البعيد مثلا يقتل وهو يفاوض هادئا عقلانيا , لا يحتاج ليشهر أحدهم سلاحا بوجهه في المواجهات فكل ما على الجانب الآخر هو تهديد و مشروع تهديد هكذا يفكر العقل هكذا يفكر قلب المقاتل وإلا لما استبحنا في الحروب ما لا يستباح من حرق المحاصيل للاشجار للآخر و الأطفال – لا أعتقد أن الحرب المثالية التي كانت مشروعة كليا هي بعيدة عنا ( العالمية 2 ) أو مجازر راوندا و البوسنا فمالذي نفعله نحن ؟؟؟؟
حماقة الاعتقاد بأشكال الكمال الغبية ( كمال الألهة ) يدفعنا للإصرار بالقول أن العنف سيء و الاهم ليس من طبيعتنا و إذا اعترفنا بذلك فإننا نهرول بأسرع من ذلك للتحجيم و احتقار هذا الجانب و نحاربه فنكون كمن يحقن هذا الجانب بهرمونات بنائية أو عدوانية أكثر نحن لا نسميه لا نعترف به نسخر منه و نحاول إيقافه للأسف كثيرون جدا دعوا لتبني العنف للتخلص من العنف وما هؤلاء إلا عبيد العنف الملثمون لم يفلحوا في تمرير مشاريعهم الشخصية أمام مجالس القضاء الذاتية أو المثل التي ينادون بها والتي بقليل من التحقيق ستكشفها  قبل أن تستغرب من اعتقاد قاتل تسلسلي هادئ بعدم وجود خطأ في سلوكه ناهيك عن دوافعه.


- مثير للسخرية هو الدعوة لتحقيق السلام بالحروب ( العنف ) لأن هؤلاء الدعاة إما هم يدركون تماما حقيقة العنف الأصيلة و لكن يخجلون من حقيقتنا البشرية أو الازدواجية تأكلهم و تلفيقيتهم
حقيقة وفي الواقع تلك إحدى الوظائف التي يؤديها العنف لنا (السلام , اللاعنف )
- لم يفكر أحدهم بمواجهة زحف هتلر بالسلم ..و الورود..والبيانات.. والاعتصام .. الخ
- كما أن التفريق بين السلام و الاستسلام هو تسليم قدري يجعل الوجود يأخذ دوره العفوي فيما بعد ببلورة العنف و إرادة الموت هو تشريع قبلي للقتال فهو يذكي دافعا آخر لسلسلة الدوافع العديدة المعقدة التي تسوغ القتل بالقتال بل القتل و ليس سواه الحمية النخوة الاستهزاء و التحقير و و و بمعنى أننا نرى لاعنفا أو نرى انحطاطا للوجود والوجود لا يعقل مناورات كهذه أصلا لذا معنى المقولة هو إعتاق العنف المطلق لأن الذي ندعوه حالة السلم هو في الحقيقة توازن مع العنف لا أكثر ... لا أجد أي معنى لتغييب هذه الفطرة القوية لا يوجد معنى لاعتبار القتلة أناسا مختلين نسبيا أو القتلة التسلسليين مختليين غالبا بينما الإحصائيات تقول و لسوء حظ الملائكة السلميين أنهم أناس طبيعيون 
- فكرة كون أي منا قد يكون قاتلا أو أنه قد يوجد بيننا قاتل تسلسلي ( متوحش ..عنيف ..بلا رحمة..الخ) دون أن نلحظه هي فكرة مقلقة و لكن لا تبيح لنا تغيير الحقائق .
ربما من المفيد أن ترجعوا ل دراسات في دوافع القتل حسب علم النفس التطوري ل دايفيد باس (Dr. David buss) فيه مختصر مهم لدراسات هامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق